قصة عن الحقوق والواجبات

الكاتب: رامي -
قصة عن الحقوق والواجبات
كان ياما كان ، كانت هناك أسرة ، تعيش في سعادة ، وهناء ، وكانت تتكون من الأب ، والأم ، بالإضافة إلى طفلهما الصغير ، كان الابن متعلق بأبيه أشد التعلق ، وكان الأب دائمًا ما يقضي معه الكثير من الوقت ، ليلعب ، ويمرح معه ، ويحكي له المزيد من القصص الطريفة ، والممتعة ، التي كان يعشقها الطفل كثيرًا .

ظلت الأسرة سعيدة للغاية ، فقد كانت الأم تشاركهما في كثير من الأحيان أوقات اللعب والمرح ، حتى ينمو ابنهما نموًا سليمًا ، ولكن زاد انشغال الأب ، فعكف ليعمل المزيد من الوقت ، الذي أثر بدوره تأثيرًا شديدًا على اللعب مع الطفل الصغير ، والاهتمام به ، ورعايته أحق رعاية ، فكان يخرج من المنزل في الصباح ، ولا يعود إلا في ساعة متأخرة من الليل .

وفي يوم من الأيام ، أسرع الطفل إلى أبيه ، وقال له : ” يا أبي ، لماذا لم تعد تلعب معي ، وتحكي لي قصة ، كما كنت تفعل معي في السابق ؟ ” ، أجابه الأب ، بنشغال شديد ، حتى أنه لم ينظر إليه من الأساس ، ولم يعتريه أي اهتمام لطفله : ” أنا غير مشغول يا بني ، لاحقًا لاحقًا ، العب الآن مع أمك ” ، ذهب الطفل ، وتتابعت الأيام ، والليالي ، والابن ينتظر أن يفكر فيه والده ، أو يأتي ليلعب معه ، أو يحكي له قصة ، كما كان يفعل في سابق أمره ، إلا أن الأب لم يهتم إلى أمره مطلقًا ، ولم يعره أي اهتمام .

وذات يوم ، ظل الابن ساهرًا ، ينتظر أبيه ، حتى يعود من عمله ، فعاد في ساعة متأخرة ، فجرى إليه الطفل ، وقال له : ” يا أبي ، لقد وعدتني أن تلعب معي ، وتحكي لي قصة ، ولكنك لم تفعل بعد ، تعال يا أبي فلقد اشتقتت للعب معك ، وأتوق لسماع ققصك المشوقة والمسلية كثيرًا ” ، رد الأب على الطفل قائلًا : ” أنا متعب الآن يا بني ، وغدًا إجازة ، فدعني أرتاح الآن ، وغدًا نلعب سويًا ” .

كان الأب يعمل في المقاولات ، وكانت له أسهم ، يتابعها على الإنترنت بشكل دوري ، ولديه الكثير من المشاريع ، والصفقات ، التي ينشغل بأمرها جميعًا ، وفي اليوم التالي ، أسرع الطفل إلى أبيه ، فوجده منهمكًا في أعماله ، التي لا تنتهي ، فألقى عليه التحية ، وطلب منه أن يذهب ليلعب معه ، ولكن في هذه المرة ، نهر الأبابنه ، وغضب عليه غضبًا شديدًا ، وقال له : ” أتعلم ما تتسبب لي فيه من خسائر ، فالساعة عندي تربحني مائة جنيه ، فاذهب ، ولا تأتني مرة قادمة ، فماذا سأستفيد من اللعب معك ” .

ذهب الابن ، والحزن يملأ قلبه ، والدموع تنهمر من عينيه ، ومرت الأيام ، تلو الأيام ، لم يسأل عن ابنه يومًا ، ولم يفكر في أن يعطيه من وقته ، لكي يلعب معه ، ويرضيه ، ولم يحاول الابن طيلة هذه الفترة أن يذهب إلى أبيه ، وذات يوم ، وجد الطفل باب المكتب الخاص بوالده مفتوحًا ، فذهب إليه ، وطلب منه خمسة جنيهات ، فنهر الأب ابنه ، وقال له : ” أعطيك كل يوم خمسة جنيهات ، فماذا تريد أكثر ؟ اذهب من هنا ” ، حزن الطفل ، وذهب إلى غرفته ، وشعر الأب أنه أخطأ في حق ابنه ، فذهب إليه لكي يراضيه .

فذهب وأعطاه الخمسة جنيهات ، فأسرع الطفل ، وأخرج من تحت وسادته خمسات كثيرة ، تعجب الأب ، وسأله : ” لماذا تطلب خمسة جديدة ، ومعك كل هذا ” ، فأجابه يا أبي كان معي ، كنت أوفر ما تعطيه إلي كل يوم ، ولم يكن يتبقى سوى خمسة جنيهات ، لتتم المائة ، فالآن خذها يا أبي ، وأعطني ساعة من وقتك !

شارك المقالة:
105 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook