"حينما يتغير كل شيء في لحظة إلى أسوأ كابوس ، ثم يتحول مرةً أخرى في لحظة أيضًا إلى أجمل حلم ، فهذا هو الأمل الموجود في الحياة ، والذي يغيب ثم يأتي مُجددًا ليدفع الإنسان أن يكمل حياته ومسيرته حتى يأتيه يوم الرحيل ، وهذ ما حدث بالفعل مع عائلة أمريكية كادت أن تفقد ابنها بعد تعرضه لحادث أليم ، بعد أن استسلمت الأسرة ووافقت على التبرع بأعضائه لأطفال آخرين ؛ حدثت المعجزة الكبرى واستفاق الابن من غيبوبته .

حادث أليم :
تعرض صبي أمريكي يُدعى ترينتون ماكينلي من ولاية ألاباما إلى حادث انقلاب عربته الصغيرة التي كان يستقلها بعد أن ارتطمت بحاجز خرساني ؛ مما أدى إلى سقوط العربة فوق رأسه ، فقد ترينتون البالغ من العمر 13 عامًا وعيه على الفور ، وتم نقله إلى المستشفى .

الصبي في تعداد الموتى :
نُقل الصبي إلى المستشفى وهو في حالة خطيرة يُرثى لها ، حيث قد أصيب بكسور في دماغه ، وقد أكد الأطباء إلى والديه بأنه من المستحيل أن يتعافى ، حيث أنه لم يصب بصدمة دماغية فقط ؛ بل إن جمجمته قد تهشمت نتيجة لذلك الحادث الأليم .

قام الأطباء بإجراء جراحة معقدة داخل مخ الصبي عقب نقله مباشرةً إلى المستشفى بعد الحادث ، وحدث له قصور بوظائف الكلى ، كما أن قلبه توقف فجأة ، لذلك كان الصبي في تعداد الموتى لمدة خمسة عشر دقيقة ، مما جعل الأطباء يؤكدون أنه لن يعود إنسانًا طبيعيًا كما كان .

فكرة التبرع بأعضاء الصبي :
بعد أن اكتشف الأطباء أن حالة ترينتون سيئة للغاية ، وأنه قد يموت في أي لحظة قاموا بإخبار والديه بالحقيقة وعرضوا عليهما فكرة أن يتم التبرع بأعضاء ابنهما ، وذلك لأنه قد يساهم في إنقاذ حياة خمسة أطفال ممن يحتاجون إلى عمليات زراعة أعضاء جديدة .

رأي الوالدين :
على الرغم من حالة الحزن الشديدة التي سكنت قلبيّ الوالدين ؛ إلا أنهما فكرا بجدية في عرض الأطباء وخاصةً أن ابنهما يُعتبر بالفعل قد مات ، وبالفعل وافق الوالدان على التبرع بأعضاء ابنهما لينقذ غيره من الأطفال ، وتحدثت أمه جنيفر رايندل قائلة أن ابنها كان واحدًا من الأموات لمدة 15دقيقة ، كما أن الأمل أصبح ضعيفًا جدًا في أن يبقى على قيد الحياة ، لذلك وافقت أن تقوم بتوقيع الأوراق الخاصة بالتبرع بأعضاء فلذة كبدها ، وذلك حينما علمت أنه قد ينفذ حياة خمسة آخرين ، كما أكدت أنها طلبت أن يظل جسد ابنها على قيد الحياة حتى يتم تنظيف أعضائه قبل عملية التبرع .

حدوث المعجزة :
قرر الأطباء أن يتم نزع أجهزة الإعاشة التي يخضع إليها الصبي ، وذلك لأنهم رأوا أنه قد انتهى بالفعل ولا فائدة من الانتظار أكثر من ذلك ، ولكن حدثت المعجزة قبل يوم واحد فقط من نزع تلك الأجهزة الطبية ؛ حيث استعاد ترينتون وعيه ، وذلك حينما رآه الأطباء يصدر إشارات معينة تدل على أنه بالفعل في وضع استرداد الوعي .

لقد عاد الصبي إلى الحياة مجددًا قبل أن يقوم الأطباء بإجراء آخر اختبارات لموجات المخ حتى يتم التأكد من موته ، حيث عادت أعضاؤه الحيوية إلى استئنافها العمل من جديد ، وأدى ذلك بالفعل إلى إلغاء الاختبار الخاص بموجات المخ .

أكدت الأم بعد عودة ابنها للحياة وتعافيه أنه يتحدث ويمشي ، كما أوضحت أيضًا أنه يقوم بحل مسائل رياضية ، وقد وصفت ما حدث لابنها على أنه معجزة ، وقد تحدث الابن أيضًا عن كيفية تعرضه لذلك الحادث عن طريق ذلك الحاجز الخرساني وأنه لم يتذكر شيء بعد ذلك ، ولكنه أكد أنه كان يشعر وكأنه في الجنة حينما كان يعاني من فقدان الوعي ، وهو لا زال يعاني في الوقت الحالي من انقباضات في أعصابه وبعض الآلام التي تستدعي إجرائه عملية جراحية أخرى خلال الآونة القادمة .

"