قصة عيُ الصّمتِ أحسنُ من عيِ المنطِقِ

الكاتب: رامي -
قصة عيُ الصّمتِ أحسنُ من عيِ المنطِقِ
تراثنا العربي الأصيل ، مليء بالحكم والمواعظ والأمثال ، منها ما قيل في بيت شعري قديم فصار مثلاً ، ومنها ما قيل في صورة نصيحة وحكمة فصار مثلاً ، وكلها نتيجة مواقف متفرقة ، وما صار منها مثلاً ، تناقلته الأجيال حتى عصرنا الحالي ، للتعلم والعظة ، ومثلنا اليوم هو المثل القائل : عيُ الصّمتِ أحسنُ مِن عِيّ المنطِقِ ، وقد قيل هذا المثّل في قديم الزمان ، فهو مثّل من التراث العربي الأصيل ، وتُروى قصة المثّل كالتالي :

مفردات المثل العربي الأصيل وأبيات الشعر :
العي بالكسر المصدر والعي بالفتح الفاعل يعني عي مع صمت خير من عي مع نطق ، وهذا كما يقال السكوت ستر ممدود على العي وفدام على الفدامة وينشد :

خــــــــــــــــــل جنبيك لرام .. وامـــــــــــــــض عنه بســــــــــــلام ..
مـــــــت بداء الصمـت خـــيرًا .. لك مـــــــــــــن داء الـــــــــــــــكلام ..
عش من الناس ان استطعت .. ســــــــــــــــــــلام بــــــــــــــــــلام ..

قصة المثّل العربي الأصيل :
قال ابن عون كنا جلوسًا عند ربيعة بن أبي عبد الرحمن ، قال : فجعل يتكلم وعنده رجل من أهل البادية ، فقال : له ربيعة ما نعدوّن البلاغة فيكم ، قال : الإيجاز في الصواب ، قال : فما تعدون العي فيكم ، قال : ما كنت فيه منذ ليوم .

رواية أخرى للمثّل العربي الأصيل :
وحدث المنذري عن الأصمعي ، قال : حدثني شيخ من أهل العلم ، قال شهدت الجمعة بالضربة ، وأميرها رجل من الأعراب ، وخرج وخطب ولف ثيابه على رأسه وبيده قوس .

فقال : الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين ، أما بعد فان الدنيا دار بلاء والآخرة دار قرار ، فخذوا من ممركم لمقركم ، ولا تهتكوا أستاركم ، عند من لا تخفى عليه أسراركم ، واخرجوا من الدنيا إلى ربكم قبل أن يخرج منها أبدانكم ، ففيها جئتم ولغيرها خلقتم أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم والمدعو له الخليفة والأمير جعفر قوموا إلى صلاتكم .

الوجازة والفصاحة هو المعنى المقصود من المثّل :
قلت : ومثل هذا في الوجازة والفصاحة كلام أبي جعفر المنصور حين خطب ، بعد إيقاعه بابي مسلم ، فقال : أيها الناس لا تخرجوا من أنس الطاعة إلى وحشة المعصية ، ولا تسروا غش الأئمة فانه لا يسره أحد إلا ظهر في فلتات لسانه ، وصفحات وجهه انه من نازعا عروة هذا القميص أو طأناه خب ، هذا الغمد وان أبا مسلم بايعنا وبايع لنا على أنه من ينكث عهدا ، فقد أباحنا دمه ثم نكث علينا فحكمنا عليه لأنفسنا حكمه على غيره لنا لا تمنعنا ، رعاية الحق له من إقامة الحق عليه .

شارك المقالة:
72 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook