قصة غابة الموت المسكونة أوكيغاهارا

الكاتب: رامي -
قصة غابة الموت المسكونة أوكيغاهارا
تقع غابة أوكيغاهارا باليابان عند سفح جبل فوجي المقدس ، ويعني اسمها بحر الأشجار حيث تمتلئ الغابة بالكثير والكثير من الأشجار الضخمة المتداخلة الفروع والغصون ، حتى تحولت تلك الأشجار إلى مظلة ضخمة ، تحجب أشعة الشمس عن الجانب السفلي منها ، فصار قاعًا معتمًا ومظلمًا يشبه المقابر .

تنبعث من تلك الغابة المظلمة رائحة الموت في كل مكان ، فهي أشبه بتلك الأماكن المرعبة التي قد شاهدتها في أفلام هيوليود من قبل ، ولعل أشد ما جعلها بهذا الرعب ليس ظلمتها الدائمة وبرودتها القاسية ، وإنما تلك الأساطير والقصص الحقيقية التي ارتبطت بها ، وظلت محفورة في ذهن ووجدان العقل الجمعي في اليابان حتى الآن .

غابة العفاريت :
يروي الشعب الياباني أن هناك طقوسًا قديمة قد تمت ممارستها في تلك الغابات المظلمة ، منذ قديم الأزل ولكنها كانت طقوسًا مؤلمة للغاية ، حتى أن أنين ضحاياها مازال ينطلق في المكان ويملؤه .

فقد كان اليابانيون في الماضي يمارسون طقوس الأوباستي ، وهي طقوسًا تعني إلقاء كبار السن والمرضى والضعفاء من عائلاتهم إلى داخل لغابة الموحشة والمظلمة ، ليموتوا ببطء داخلها ، وكان ذلك إبان فترة المجاعات ، مما مكّن العديد من الأسر من إطعام عدد أفواه أقل في تلك النكبات .

ولكن هذا الأمر لم يمر هكذا بدون ردة فعل ، فقد كان هؤلاء المساكين يموتون خوفًا وجوعًا وألمًا ، بالإضافة إلى الرعب الذي كان يكتنفهم في ذلك المكان الموحش ، فكان منهم من يتخلص من حياته شنقًا على جذع شجرة .

حتى امتلأ المكان بأرواح هؤلاء الأبرياء ، الذين ماتوا غضبًا وظلمًا ، وروى الكثير من اليابانيون أن من يقع حظه العاثر ويذهب لتلك الغابة المشؤمة لا يعود منها ، فالأرواح العالقة فيها تنتقم من الجميع دون أن تفرق بين مذنب وبريء .

كما يروي اليابانيون أن تلك الغابة قد صارت ملاذًا لمن أراد الانتحار ، فالبعض يقطعون مئات الأميال بسياراتهم من أجل أن يشنقوا أنفسهم على جذع شجرة في تلك الغابة البائسة ، وتظل جثثهم معلقة تتعفن إلى أن يكتشفها أحدهم مصادفة ، وقد لا تكتشف على الإطلاق .

والإدارة المسئولة عن غابة أوكيغاهارا تجبر الموظفين لديها من حراس الغابة ، على المبيت ليلة كاملة مع الجثث التي يتم العثور عليها في خيمة خشبية ، وهنا يتنصل العديد منهم من تلك المهمة المقيتة ، ولكن الأمر يتم في النهاية بإجراء قرعة ومن يخسرها يكون هو الشخص المنتظر للمبيت مع الجثة .

ولعل طقوس المبيت مع الجثث تعود جذورها إلى القصص والمعتقدات اليابانية القديمة ، فاليابانيون يؤمنون بأن الأرواح لابد وأن يتم تقديم وافر الاحترام والتقدير لها ، حيث تقام جنازة لائقة لمن مات ويظل أهل بيته يقدمون لأنفسهم التعازي عقب إنهاء إجراءات الدفن .

فإذا ما مات أحد الأشخاص مقتولاً أو منتحرًا ولم يتم عمل الإجراءات اللازمة لاحترامه عقب العثور على جثته ، فإن روحه تتحول إلى يوري ، أي روح غاضبة وشريرة تنتقم ممن حولها ، لذلك يجب على أي شخص أن يبيت معها حتى تتحر الروح من البرزخ الذي علقت به ، وتنتقل إلى أجدادها في الحياة الأخرى ، فلا تؤذي أي شخص .

غابة أوكيغارهارا مفتوحة لكافة الزوار من السائحين يأتون إليها من كافة أنحاء العالم ، ولكن الجميع لا يستطيع أن يتقدم بداخلها أكثر من كيلو مترًا واحدًا ، حيث شهد العديد من الزائرين بأنهم قد سمعوا أصوات صرخات وأنين يصدر من الغابة ، كلما توغلوا بها ، كما تكررت حوادث اختفاء العديد من السائحين عقب توغلهم بالغابة ، ولم يعودوا منها أبدًا .

شارك المقالة:
64 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook