المحتوى

قصة غثك خير من سمين غيرك

الكاتب: رامي -
أول من قال ذلك هو معن بن عطية المذحجي ، وذلك أنه كانت بينهم وبين حي من أحيا العرب حرب شديدة .

أسر معن :
فمرّ معن في حملة حملها برجل من حربه صريعًا ، وقال : امنن عليّ كفيت البلاء ، فأرسلها مثلاً ، فأقامه معن وسار به حتى بلغ مأمنه ، ثم عطف أولئك القوم على مذحج فهزموهم وأسروا معنا ، وأخا له يقال له روق ، وكان يضعف ويحمق ، فلما انصرفوا إذا صاحب معن الذي نجا أخو رئيس القوم … فناداه معن ، وقال :

يا خير جاز بيد .. أوليتها نج منجيكا .. هل من جزاء عندك ال ..
يوم لمن رد عواديكا .. من بعد ما نالتك بال .. كلم لدى الحرب غواشيكا ..

نجاة أخيه :
فعرفه صاحبه فقال لأخيه : هذا المان عليّ ومنقدي ، بعد ما أشرفت على الموت فهبه لي ، فوهبه له ، فخلى سبيله ، وقال : إني أحب أن أضاعف لك الجزاء ، فاختر أسيرًا آخر ، فاختار معن روقًا ، ولم يلتفت إلى سيد مذحج وهو في الأسارى ، ثم انطلق معن وأخوه راجعين ، فمرّا بأسارى قومهما ، فسألو عن حاله.

غثك خير من سمين غيرك :
فأخبرهم الخبر ، فقالوا لمعن : قبحك الله ! تدع سيد قومك وشاعرهم لا تفكه ، وتفك أخاك هذا الأنوك الفسل الرّذل فوالله مانكأ جرحا ، ولا أعمل رمحًا ، ولا ذعرسرحا ، وإنه لقبيح المنظر ، وسيء المخبر ، لئيم ، فقال معن : غثك خير من سمين غيرك ، فأرسلها مثلا ..

لم أرض بالهوان :
ولما بايع الناس عبدالله بن الزبير ، تمثل بهذا المثّل عبد الله بن عباس ، رضي الله عنهما ، فقال : أين المذهب عن ابن الزبير ؟ أبوه حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجدته عمه رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية بنت عبدالمطلب ، وعمته خديجة بنت خويلد زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، وخالته أم المؤمنين عائشة ، رضي الله عنها ، قال ابن عباس رضي الله عنهما ، فشددت على يده وعضده ، ثم آثر على الحميدات والأسامات فبأوت نفسي ، ولم أرض بالهوان .

آثر الناس عنده :
وإن ابن أبي العاصي مشى اليقدمية ، وإن ابن الزبير مشى القهقري ، ثم قال لعلي ابن عبدالله ابن عباس : الحق بابن عمتك ، فغثك خير من سمين غيرك ، ومنك أنفك وإن كان أجدع ، فلحق ابنه عليّ بعبد الملك بن مروان ، فكان آثر الناس عنده .

مشى اليقدميه :
قوله : آثر على الحميدات ، أراد قومًا من بني أسد بن عبد العزّى من قرابته ، وكأنه صغّرهم وحقرهم ، قال لأصمعي : الحميديون من بني أسد من قريش ، وابن أبي العاص : عبد الملك بن مروان نسبه إلى جده …

وقوله : مشى اليقدميه ، أي : تقدم بهمته وأفعاله ، يقال : مشى فلان اليقدمية والقدمية ، إذا تقدم في الشرف والفضل ، ولم يتأخر عن غيره في الإفضال على الناس ، قال أبو عمرو : معناه التبختر ، وهو مثل ، ولم يرد المشي بعينه .

شارك المقالة:
71 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook