قصة غرور الفراشة

الكاتب: رامي -
قصة غرور الفراشة
حطت الفراشة الملونة على الغصن في الحقل المزدهر بين الورود والأزهار الجميلة وراحت تنتقل من زهرة إلى زهرة ، ومن ورقة إلى ورقة فخورة مسرورة بما وهبها الله من جمال ورشاقة ، ثم إنها راحت تخاطب نفسها وتقول ما أروع جسدي وتناسقه ورشاقته وما أجمل ألواني التي تشبه ألوان الطبيعة كلها وما أحلى جناحي الناعمين كالحرير ، إنني بلا شك أبدع ما خلق الله تعالى في هذا الحقل وأروعه فأنا ملكة الحقل .

وعلى شجرة بالقرب منها كانت هناك نحلة تطن وتذن وتطير ثم تعود ، ثم تطير وتعود تمتص الرحيق وتشم الأريج وهي تغني أنا من مملكة النحل أنا صانعة الشمع والعسل أنا النحلة أنا النحلة ، فنظرت الفراشة بكبرياء إلى النحلة وقالت لها مستهزقة ياله قبحك ، شكلك عجيب وتركيبك غريب وجناحيكِ قصيران وجسمك عريض ، ولكن صوتُ خشن وطنين قبيح ، أنتِ لا تعجبنني ولا ترقين لي .

فالتفتت النحلة إليها وقالت يا لقلة تهذيبك أيتها الفراشة المغرورة ، إن جمال ألوانك ورشاقة جسمك وخفة جناحيك لا تعوض عن قلة أدبك ، فقالت الفراشة بغضب ماذا تقولين أنا غير مؤدبة وغير مهذبة ، فقالت النحلة أجل أنتي كذلك ألم تهزئين به ومن ثم سخرتي من صوتي وشكلي ، أنا أفضل منك هيا أذهبي بعيدًا أنا أحق بالأزهار منك أيتها المغرورة الحمقاء ، فقالت الفراشة ولماذا أذهب أنا من هنا ولماذا أنت أحق بالحقل والأزهار مني .

فقالت النحلة لأنني أصنع للإنسان العسل والشمع ، وهو يعتني بي هيا اسأليه ، وجاء الفلاح الذي كان يسمع الحوار بينهما ، فقال للفراشة أجل أيتها المغرورة بنفسك ، النحلة أفضل منك ، وأحق بالحقل والأزهار ، فهي تعطيني العسل والشمع ، وإذا أردتي أن تكوني بيننا ، فكوني مهذبة ، ودعي غرورك وكوني عاقلة .

من قصص كليلة ودمنة ..

شارك المقالة:
71 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook