قصة غريس ماركس وجريمة القتل … هل كانت ضحية ؟

الكاتب: رامي -
قصة غريس ماركس وجريمة القتل … هل كانت ضحية ؟
هل ساعدت غريس ماركس البالغة من العمر 16 عامًا في قتل صاحبة العمل ، هي وحبيبها أم أنهاكانت ضحية ؟ إن غريس ماركس وجيمس مكدرموت قاما بالفعل بقتل توماس كينيار ونانسي مونتجمري ؟ ولكن ما هي الحقيقة كاملة حول من ارتكب فعلًا هذا العمل الشنيع .

الضحايا والقتلة :
في أحد أيام الصيف في يوليو عام 1843م ، تم اكتشاف حادث شنيع في أونتاريو بكندا ، حيث عُثرعلى جثث كل من توماس كينيار ومدبرة منزله نانسي مونتغمري في منزله ، وقد قُتل الإثنان بوحشية ، حيث قُتل توماس بالرصاص ومونتغمري ضربًا على رأسها ثم تم خنقها بعد ذلك ، ولم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى تمكنت الشرطة من تعقب الشخصين المشتبه بهما .

وهما جيمس ماكدرموت البالغ من العمر 20 عامًا ، وغريس ماركس البالغة من العمر 16 عامًا ،وكلاهما كان من الخدم الأيرلنديين الذين يعملون لدى كينيار ، واللذين اختفيا في أعقاب الجريمة مع مجموعة من السلع المسروقة ، وكان لوحشية الجريمة أن تحولت المحاكمة إلى حدث إعلامي ، في حين أن سر الجريمة نفسه لم يتم حله أبدًا .

فالمتهمون أنفسهم لا يُعرف الكثير عن حياتهم المبكرة قبل محاكمتهم ، سواء غريس ماركس أو جيمس ماكديرموت ، ما نعرفه هو أن غريس ماركس ولدت في أولستر بأيرلندا ، وهاجرت إلى كندا مع أسرتها في عام 1840م ، عندما كانت تبلغ من العمر 12 عامًا ، كما جاء ماكديرموت إلى كندا من أيرلندا في عام 1837م  .

وخدم في السابق في فوج المقاطعة الأول في بروفيدنس بكندا ، قبل توظيفه للعمل في كينيار وتم التعاقد مع غريس ماركس للعمل في شركة كينيار ، بعد حوالي أسبوع من ماكديرموت ولقد زعمت ماركس أن “كل شيء استمر بهدوء شديد لمدة أسبوعين” ،  بخلاف أنها شاهدت السيده مونتغومري توبخ ماكديرموت الذي استُأجر حديثًا لعدم قيامه بعمله بشكل صحيح .

لكن ماكديرموت زعم أن ماركس ومدبرة المنزل اعتادوا على الخلاف الدائم فيما بينهم ، كما اعترف أيضًا بأن مونتغيمري كانت متعجرفًه وأنه قد اشتكى من ذلك لكينيار قائلًا : أنا لا يعجبني أن نانسي تصر على أن توبخني كثيرًا ، وهكذا ادعى كل من ماكديرموت وماركس أن الآخر قد تعرض لسوء المعاملة بواسطة مونتغيمري .

محاكمة غريس ماركس :
كانت المحاكمة تميل إلى اعتبار غريس ماركس هي المحرض للجريمة الوحشية ، أو اعتبارها كشريك ، فالذي كان مسلحًا وقويًا هو ماكديرموت ويبدو أن المتهمين أنفسهم كانوا متلهفون للغاية لإلحاق التهم ببعضهم البعض ، من أجل أن ينقذ كل منهم نفسه ومع ذلك لم ينكر ماكديرموت مشاركته في القتل ، لكنه زعم أنه ما كان ينبغي لي أن يفعل ذلك و لم يطلب من غريس ماركس أيضًا أن تفعل ذلك .

وبحسب ماركس فقد أوضحت خطة ماكديرموت لقتل كل من كينيار ومونتغمري ، وآخذ ممتلكاتهم الثمينة قبل أن يجعلها تتعهد بمساعدته ، وفي اليوم التالي زعمت أنها رأت ماكديرموت يسحب نانسي على طول الفناء ، حيث كانت تضخ الماء في الخارج وعندما عادت إلى المطبخ طلب منها ماكديرموت منديلًا ، لأن مونتغمري لم تمت بعد وقبل النزول إلى القبو لإنهاء المهمة ، عاد للظهور بعد خنق مدبرة المنزل  .

وأخبر ماركس أن حياتها “مهددة بالموت” إذا أخبرت أحدًا بذلك ، وعلى الرغم من أن ماركس كانت تأمل بوضوح في أن اعترافها سوف يلقي باللوم على ماكديرموت ، إلا أنه كان يحتوي على بعض التعليقات الغريبة التي تثير تساؤلات ، حول مقدار رغبتها في فعل ذلك ، فعلى سبيل المثال اعترفت بأنها صرخت في ماكديرموت لأخذ مونتغيمري في الخارج بدلاً من ضربها في المنزل ، وصرخت من أجل الله لا تقتلها في الغرفة ، ستجعل الأرضية كلها دامية .

بالإضافة إلى ذلك بعد جرائم القتل اعترفت ماركس أيضًا بمساعدة ماكديرموت ، وحزم جميع الأشياء الثمينة التي وجدوها قبل أن يفروا ، ومع ذلك ادعى ماكدرموت في روايته للقصة أن ماركس كان الوسيلة للقتل من البداية إلى النهاية ، وأضاف حتى في التفاصيل الشنيعة أن الخادمة قد نزلت إلى القبو عدة مرات ، من أجل تجريد جسد مونتغمري من الأشياء الثمينة .

وعلى الرغم من توجيه إصبع الاتهام إليهما فقد اعترف كل من غريس ماركس وجيمس بالتواطؤ في جرائم القتل ، وتبين للمحكمة أن جيمس لم يظهر أي رحمة وتم شنقه ، ولكن غريس وربما بسبب شبابها أو جنسها ، أشفقت عليها المحكمة وحكمت بالسجن المؤبد بدلاً من الموت ، وقضت حوالي29 عامًا في السجن قبل منحها العفو في عام 1879م .

وبعد الإفراج عنها عبرت الحدود إلى نيويورك ويبدو أنها اختفت من التاريخ ، وأخذت حقيقة ما حدث في هذا اليوم في يوليو عام 1843م معها ، ومع حقيقة أن القضية لا تزال غير واضحة تظلغريس ماركس لغزًا ساحرًا حتى يومنا هذا ، ويرجع ذلك إلى شعبية رواية  شهيرة باسم اليأس غريس ، و التي كتبتها الكاتبه مارغريت اتوود لأعمال القتل .

وقد نشرت تلك الرواية عام 1996م وتحولت فيما بعد إلى سلسلة Netflix الشهيرة ، والتي تسمى أيضًا Alias Grace في عام 2017م ، ولكن بالنسبة لما حدث بالفعل لتوماس كينيار ونانسيمونتغمري ،فقد ذهبت القصة الكاملة إلى القبر مع جيمس ماكديرموت وغريس ماركس التي لم يتم ثبوت أو نفي اعترافاتها .

شارك المقالة:
72 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook