قصة فتاة الجسر

الكاتب: رامي -
قصة فتاة الجسر
"كم من قصة عاطفية قادت أبطالها إلى حتفهم ، ولطالما تحكم الصراع المادي والاجتماعي والطبقي ، في مصائر الكثيرين ممن وقعوا بالغرام وهاموا عشقًا بمن هم دونهم ، ولكن ألا يُخلّف كل ذلك حزنًا يُشقي الروح ؟ بالطبع بلى ، فقد سمعنا كثيرًا عن قصص العاشقين الذين لقوا حتفهم نتيجة هذا العشق ، ولكن أبت أرواحهم مغادرة مكانها ، أرواح معذبة وأشباح مخيفة ، مازالت تئن حتى الآن ، وهذا الأمر ينطبق على بطلة قصتنا .

إميلي
ولدت إميلي لعائلة ثرية ، إبان القرن التاسع عشر ، كانت فتاة جميلة للغاية ومرفهة لأقصى درجة ، تعيش في قصر فاخر ولديها من الخدم قل ما شئت ، وقعت تلك الجميلة في حب أحد الشباب وبالطبع كان فقيرًا معدمًا لا يملك حتى قوت يومه ، ولكن ماذا نقول ، هناك من الفتيات من تعشقن التعب وعدم الراحة .

وكان أولى لها أن تنظر حولها لتختار شريكها وحبيبها من بين شبان الأسر الثرية ، الذين يترددون على عائلتها ، ولكن ، الحب لا يعرف منطقًا ولا عقلاً ، حبًا قويًا متأججًا تشتعل معه روحها ، لدرجة أنه عندما تقدم الشاب لخطبتها وكان يُدعى دونالد ، رفضه أهلها لأكثر من مرة ، وحاولوا إثنائها عن الأمر مليّا ، ولكنها أبت إلا أن تظل برفقته ، فأعاد الشاب المحاولة مرة أخرى ما كان من الخدم ، سوى أن حملوه وألقوه خارج أسوار المنزل العريق .

بالطبع ظلت الفتاة على علاقة بالشاب ، وكانت لا تنفك عن محاولات إقناع أهلها به ، وما أن يحتدم النقاش حتى تثور بشكلٍ مرعب ، فقد كانت إميلي من الفتيات المتمردات والتي لا تنصاع للأوامر بسهولة.

وبدلاً من أن يساعدها دونالد على الانصياع لأوامر والدها ، راح يقنعها بالهرب معه من أجل الزواج ، بالطبع فتاة ثرية وصغيرة في مثل عمر إميلي ، وتجتاحها عاصفة الحب والعشق ، وافقت الشاب على طلبه ، واتفقا أن يلتقيا عند الجسر المار بمدينتهم وينطلقا من هناك .

بالفعل انتظرت إميلي إلى أن راح أهلها في نوم عميق ، ثم انطلقت هاربة من منزلها ، تمني نفسها بملاقاة حبيبها والزواج منه ، ركضت إميلي بخفة نحو جسر جولد بروك أو جدول الذهب ، حسب اتفاقها مع دونالد ، ظلت تركض وتسبقها أحلامها نحو المكان المنتظر ، إنه شعورًا يجعل قلبك يفر من مكانه ويسبقك .

وصلت إميلي إلى الجسر حيث مكان اللقاء المحتوم مع حبيبها دونالد ، وانتظرته ، انتظرت طويلاً ولكنه لم يظهر ، أو يبدي أية إشارة على وصوله للمكان ، ظلت إميلي تنتظره إلى أن تبين الخيط الأبيض من الأسود من الفجر ، ولكن لماذا لم يذهب دونالد في موعده؟

وهناك رواية حول عدم ذهاب دونالد ، تقول أن والد الفتاة قد علم بخطتها للهروب مع دونالد ، فأرسل له من قتله وأخفى جثته ، حتى لا يتخلص من هذا الشاب الذي أغوى ابنته ، أمام إميلي فإن مصيرها تحدد بأكثر من رواية ؛ حيث يقول أحدهم بأنها عادت إلى منزل عائلتها تجر أذيال الخيبة ، إن أنها لسوء حظها قد عبرت عربة يجرها الخيول دون أن تراها ، ودهستها في الظلام الدامس ليلاً ولقيت إميلي حتفها في الحال .

والرواية الأخرى تقول بأن إميلي قد شنقت نفسها بأحد أعمدة الجسر ، حتى تتخلص من حياتها وتنسى ما عرضها له الحبيب الغادر ، بينما قالت رواية أخرى أن إميلي كانت قد حملت سفاحًا من حبيبها ، وأنها طلبت من أهلها عندما علموا بالأمر أن يمهلوها حتى تضع حملها .

وبالفعل حدث لها ما أرادت ثم ذهبت وشنقت نفسها أعلى الجسر ، لا أحد يدري ما الرواية الصحيحة ، ولكن الحقيقة الباقية حتى الآن ، هو رؤية شبح إميلي يعدو فوق الجسر وينتحب بشدة ، وهي ترتدي ثوب الزفاف الأبيض ثم تختفي في الظلام .

"
شارك المقالة:
58 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook