قصة فتح القسطنطينية

الكاتب: رامي -
قصة فتح القسطنطينية
انتظر المسلمون أكثر من ثمانية قرون حتى تحققت بشارة النبي صلّ الله عليه وسلم بفتح القسطنطينية ، فقد قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ، ولنعم الجيش ذلك الجيش .

أسس مدينة القسطنطينية الإمبراطور الروماني قسطنطين الأكبر ، واختارها لتكون عاصمة للدولة الرومانية وليصعب الوصول إليها ، وظلت القسطنطينية عاصمة للدولة البيزنطية نحو ألف عام وكانت من المراكز الثقافية ورمز من رموز الحضارة ، امتلأت بالميادين الواسعة والحصون المنيعة والكنائس الكبيرة .

محاولات المسلمين الأولى لفتح القسطنطينية :
بدأت المحاولات الأولى والجادة في عهد معاوية بن أبي سفيان ، ارسل حملتين الأولى عام 49هـ والأخرى عام 54هـ ولكنهم لم يتمكنوا من فتح المدينة العتيدة ، وتم ارسال حملة أخرى في عهد سلمان بن عبد الملك عام 99هـ ، وعادوا مرة أخرى في عهد مسلمة بن عبد الملك ، ثم انصرفالمسلمون بعد قيام الدولة العباسية عن محاولاتهم إلى أن ظهر الأتراك العثمانيون وحاصروها في عهد بايزيد الأول ، ثم في عهد مراد الثاني ثم جاء الفتح على يد محمد الفاتح عام 1453م .

أدرك السلطان الفاتح أو وجود دويلة تجارية يونانية على شكل جيب داخل الإمبراطورية العثمانية أمر لا يصلح مع العصر ، ويعرقل الموصلات وعمليات نقل القوات ، وكان حلم الاستيلاء على الإمبراطورية الرومانية وتحويل الدولة العثمانية لإمبراطورية يراود الباب العالي العثماني منذ حكم بايزيد الأول .

أراد الفاتح الحصول أن يحصن مضيق البوسفور حتى لا يأتي لها مدد من مملكة طرابزون ، فأقام قلعة على شاطئ المضيق من جهة أوروبا تكون مقابلة للحصن الذي أنشاه بايزيد الأول على ضفة البوسفور من الناحية الآسيوية ، وجلب للقلعة العمال وأدوات البناء وأشترك معهم في البناء ، وبدأ البناء في الارتفاع ، وتم بناء القلعة في ثلاثة أشهر ، على هيئة مثلث سميك الجدران وفي كل زاوية برج ضخم مغطى بالرصاص .

أمر الفاتح بنصب المجانيق والمدافع الضخمة لتصب أفواهها إلى الشاطئ ، لكي تمنع السفن الرومانية من المرور ، وتم تسمية القلعة باسم رومللي حصار ، وبدأ الرومان في محاولة هدم القلعة ، فأعلن الحرب رسميًا على الدولة البيزنطية ، فاعتقل السلطان الروماني جميع العثمانيون وأرسل رسالة للفاتح يخبره أنه سيدافع عن المدينة لأخر قطره في دمه .

سيطرت فكرة الفتح على عقل السلطان محمد وبدأ يخطط ، وساقت له الأقدار المهندس المجري أوربان الذي عرض عليه أن يصنع له مدفعًا يقذف قذائف هائلة ، ولم تنقضي ثلاثة أشهر إلا وصنع المدفع كان يزن حوالي 700 طن ويرمي بقذائف وزن الواحدة 12 ألف رطل ، ويحتاج المدفع لـ100 ثور لكي يجروه ، وتم تجريب المدفع ، وسمعت أول قذيفة على بعد 13 ميل .

تحولت القسطنطينية لحصار منيع فقد حباتها الطبيعة فيحدها من الشرق مياه البوسفور ، ومن الغرب والجنوب بحر مرمرة وترتفع أسوراها العالية و كل برج نحو مائة وثمانين قدم ، أما السور الخارجي فيبلغ ارتفاعه خمسة وعشرين قدم .

وصل السلطان الفاتح بجيشه أمام الأسوار الغريبة المتصلة بقارة أوروبا يوم 12 رمضان عام 805هـ ، الموافق 5 إبريل 1453م ، ونصب السرادقه ومركز قيادته أمام باب القديس رومانويس ونصب المدافققوية المدى ، ثم اتجه إلى القبله وصلى ركعتين وصلى الجيش كله وبدأ الحصار الفعلي ، ووضع الفرق الأناضولية ، ووضع الفرق الأوربية عن يساره حتى القرن الذهبي ، ووضع الحرس السلطاني الذي يضم 15 ألفا من الجنود الانكشارية في الوسط .

وتحرك الأسطول العثماني وهو يضم نحو 350 سفينة في مدينة جاليبولي وعبر بحر مرمرة ، وهكذا طوقت القسطنطينية من البر والبحر بقوات عددها 265 ألف جندي مقاتل ، وطلب السلطان الفاتحمن قسطنطين أن يسلم المدنية وتعهد باحترام أهلها ولكنه رفض معتمدًا على الحصون .

وبدأت المدافع العثمانية تقذف قذائفها الهائلة على السور ليل نهار بصورة متواصلة ، وكانت القوات العثمانية تهاجم من البر ، وكانت المدينة تتلقى بعض المؤن من صقيلة ، ثم اهتدى الفاتح لخطة اقتضت أن ينقل جزءًا من أسطوله بطريق البر من منطقة غلطة لداخل الخليج ، وكان العمل معجزة بكل المقاييس الحربية .

وفي فجر يوم الثلاثاء 20 جمادى الأول 857هـ الموافق 29 مايو 1453م ، كان الفاتح قد أعد أهبته الأخيرة ووزع قواته وحشد 100 ألف مقاتل أمام الباب الذهبي وفي الميسرة نحو 50 ألف مقاتل ، و في قلب الجيش الجنود الإنكشارية ، وفي الميناء 70 سفينة وبدا الهجوم برًا وبحرًا ، واشتد لهيب المعركة، ونجح الأسطول العثماني برفع السلاسل الحديدية الي وضعت في مدخل الخليج ، وتدفق العثمانيون إلى المدينة ، وهكذا سقطت المدينة وتحقق النصر .

ثم أصبح القسطنطينية بعد ذلك قاعدة للأعمال العسكرية في الشرق والغرب ، وامتد النفوذ الإسلامي إلى شواطئ البحر الأسود ، روسيا حاليا والمجر واليونان وسواحل البحر الأدرياتيكي الشرقية ، وشرقي البحر الأبيض المتوسط .

شارك المقالة:
68 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook