قصة فراق ولقاء في الموت.

الكاتب: ولاء الحمود -
 قصة فراق ولقاء في الموت.

 قصة فراق ولقاء في الموت. 

 

كان هناك شابا قد توفيا والديه وهو في سن الخامسة، فأخذه عمه ليتم تربيته فهو أولى شخص به، فكان يأكل من طعامه ويشرب من شرابه، وفيما يلي عرضا تفصيليا لتلك القصة

 

حياة الفتى في بيت عمه:

 

قد ترعرع هذا الفتى في بيت عمه وكان يساعده في أعمال الزراعة، فكان يذهب معه منذ صغره إلى العمل ليساعده في تلك الأعمال، وكان لعمه فتاة في نفس عمر ذلك الشاب، فكانا متقاربين جدا لعدم وجود أحد بجانبهما، فكبرت بينهما المشاعر حتى تحولت إلى حب من الطرفين.

 

قرار الخطبة:

 

فتطورت العلاقة بين الشاب والفتاة لقرب المسافة بينهما حتى تعلقوا ببعض بشدة، فكان الشاب يجلس بمفرده كثيرا يفكر كيف سيُخبر عمه بأنه يريد ابنته زوجة له، فهو فقير لا يملك شيء ولكنه يحب تلك الفتاة بشدة، ولكن مرت أيام قليلة من التفكير حتى ذهب وأخبر عمه أنه يريد خطبة ابنته وأنه يريدها زوجة له.

 

شروط العم:

 

فوافق العم على كلام ابن أخيه لكن كان ذلك من وراء قلبه؛ فوضع شروطا لا يستطيع ذلك الشاب تحقيقها، ووضع مهرا غاليا جدا، وكان عمه يعلم أنه لا يملك شيئا سوى الذي يعطيه له إياه، فحزن الشاب حزنا شديدا ولا يعرف ماذا هو صانع في ذلك لكي لا تضيع منه حبيبته.

 

قرار السفر:

 

وبعد أيام ليست بكثيرة طلب الشاب من عمه أن يجد له فرصة عمل في بلد أوربية أو إحدى بلاد الخليج لمدة ثلاث سنوات، ولكن سرعان ما وجد له عمه فرصة في بلد أوربية، فذهب الشاب وكله أمل في تحقيق المبلغ المراد في تلك الفترة ليرجع ويتزوج من حبيبته، وفي تلك البلد الأوربية ظل يعمل ليلا نهارا لجني المال ليرجع به إلى عمه، وسرعان ما مضت الأيام وانقضت المدة وقد جمع هذا الشاب أكثر من المبلغ المطلوب وقرر أن يرجع سريعا لحبيبته بعد انقضاء ثلاث سنوات.

 

خدعة العم لابن أخيه:

 

وعندما وصل ذلك الشاب لبلده قابله عمه ويعلو وجهه الحزن والكآبة ولكن الشاب سأله أين ابنته، فقال له عمه بعد رحيلك لقد مرضت مرضا شديدا وفارقت الحياة، وذهب به إلى قبرا خاليا وأخبر الشاب أن هذا القبر هو قبرها، فحزن الشاب حزنا شديدا كاد أن يفتك قلبه، ولكن في حين عودتهما قابلا رجلا قد كان مهاجرا إلى بلاد اليمن وعاد، فيخبر عم الشاب أن ابنته بحالة جيدة مع زوجها، وهنا كشف الشاب خدعة عمه فغضب عليه غضبا شديدا، وسأل الشاب أهل القرية فأخبروه أن عمك قد غصبها على الزواج من ذلك الثري، فقرر الشاب أن يذهب إليها.

 

النزول في قصرها:

 

وعندما وصل الشاب إلى اليمن نزل ضيفا عند زوجها ولم تعلم تلك الفتاة أن حبيبها هو الضيف، ولقد استغرقت تلك الضيافة أيام قليلة كان الشاب فيها يختلس النظر إليها دون أن يجعلها تراه، فكان الغرض من تلك الرحلة هو الاطمئنان عليها فقط، وعندما انقضت تلك المدة قرر الشاب أن يخبرها بطريقة ما أن حبيبها هو الضيف في قصرها، فقد كان الشاب يعلم أن الخادمة تحضر كوبا من اللبن لها كل صباح، وفي يوم الرحيل قد ترك الشاب في كوب اللبن خاتمه المفضل ورحل، وعندما حاولت الخادمة أن تسكب لها اللبن فوجدت الخاتم فتعرفت عليها الفتاة وعلمت بأن من كان هنا هو حبيبها.

 

مرض الشاب والزيارة:

 

وصل الشاب لقريته حزينا لا يعلم ماذا يصنع، وانقضت أيام قليلة ومرض الشاب مرضا شديدا لم يستطع أي طبيب معالجته، وهنا علمت حبيبته بمرضه فقررت أن تطلب من زوجها زيارة أبيها ووافق زوجها على ذلك، ولكن كان الهدف من تلك الزيارة هو الاطمئنان على حبيبها، وقد وصلت للقرية واجتمع الحبيب بحبيبته.

 

الموت يجمع بينهما:

 

ولكن سرعان ما فارق الشاب تلك الحياة التي فرقت بينه وبين حبيبته، فدفن في مقابر العائلة بعد صلاة الفجر مباشرة، فحزنت الفتاة حزنا شديدا على موت حبيبها ولم تستطع أن تأكل أو تشرب فلحقت بحبيبها في نفس اليوم وفارقت أيضا الحياة ودفنت في نفس مقابر العائلة، فقد فرقتهما تلك الحياة المريرة وجمعهما القبر في يوم واحد.

 
 

 

شارك المقالة:
108 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook