قصة فرانسيس بيركنز أول امرأة في الحكومة الأمريكية
على الرغم من أن فرانسيس بيركنز كانت أول امرأة تصبح عضوه في مجلس الوزراء في تاريخ الولايات المتحدة ، وكانت المهندسة الرئيسية للصفقة الجديدة التي أطلقت في عهد الرئيس روزفلت ، إلا أن قصتها لا تزال تُغفل على نطاق واسع حتى يومنا هذا .
فعندما ولدت فرانسيس بيركنز ، لم يكن للنساء في هذا الوقت الحق في التصويت في الولايات المتحدة ، ومع ذلك استطاعت بيركنز الحصول على مهنة ناجحة في حكومة الولايات المتحدة ، التي كان يهيمن عليها الذكور .
وتعد هي أول امرأة تخدم في الحكومة الرئاسية ، وبصفتها وزيرة العمل للرئيس فرانكلين دي روزفلت ، ساعدت فرانسيس بيركنز في صياغة بعضٍ من أفضل سياساته المعروفة .
حياة فرانسيس بيركنز :
ولدت في بوسطن في العاشر من أبريل عام 1880م ، وهي من مواليد فاني كورالي بيركنز وهي منعائلة امتدت جذورها إلى أيام ما قبل الثورة الأمريكية ، حيث تشكلت طفولتها إلى حد كبير من قبل جدتها سينثيا أوتيس بيركنز .
التي كانت تشكل شباب بركنز بروايات عن مآثر أسلافها ، خلال الحرب الفرنسية والهندية والحروب الثورية ، وادعت بيركنز في وقت لاحق “أنها ممتنه جدًّا لجدتها” ، فبسببها نالت التقدير في التاريخ الأمريكي ، حيث أثرت شخصيه جدتها عليها وأصبحت مشبعة بها ، فهي تلك المرأة القوية التي أثرت على بيركنز طوال حياتها .
ولعب فريدريك والد بيركنز أيضًا دورًا هامًا في تعليم ابنته الصغيرة القراءة في سن مبكرة جدًا ، وعمل إعطائها دروسها باللغة اليونانية ، وواصلت بيركنز تعليمها في كلية ماونت هوليوك بولاية ماساشوستس ، التي كانت موجودة ، لكن لم يسمع بها من قبل بالنسبة للنساء اللواتي التحقن بالجامعات في أوائل القرن العشرين .
حيث تخصصت في الفيزياء ، ولكن كان علم الاقتصاد من حدد مسار وظيفتها ؛ فبعد أن طلبت من بروفيسورها ملاحظة الظروف في مصانع نيو إنغلاند ، كتبت بيركنز في وقتٍ لاحقٍ أنها شعرت بالرعب عندما اكتشفت أنه لا توجد أحكام تحمي صحتها وصحه من يعمل بتلك المصانع ، وأنها لا تدفع بشكل كافٍ تعويضًا في حالة الإصابة .
فصممت من وقتها على فعل شيء حيال هذا ، وبعد تخرجها في عام 1904م أصبحت بيركنز معلمة ،وأثناء عملها الاجتماعي مع الفقراء والعاطلين عن العمل في أوقات فراغها ، كانت دائمًا تعلن أنه عليها أن تفعل شيئًا حيال المخاطر غير الضرورية في الحياة ، والفقر غير الضروري .
ثم ذهبت للحصول على الماجستير في الاقتصاد وعلم الاجتماع من جامعة كولومبيا في عام 1910م ،مع مواصلة عملها بين الفقراء ، وفي العام نفسه تم تعيينها أمينة تنفيذية لرابطة مستهلكي مدينة نيويورك ، حيث عملت على حماية النساء والأطفال الذين كانوا يعملون داخل مصانع المدينة ، وحققت نجاحًا في الضغط لعمل قانون يقصر ساعات عملهم إلى 54 ساعة في الأسبوع .
وسرعان ما بدأت فرانسيس بيركينز في تنفيذ مثل هذه الإصلاحات على نطاق أوسع بكثير، وعلى الرغم من أن إدارة الرئيس فرانكلين دي روزفلت لم تبدأ بالضغط على قائمة الإصلاحات ، والبرامج التقدمية واسعة النطاق المعروفة باسم “الصفقة الجديدة” حتى الثلاثينيات .
إلا أن فرانسيس بيركنز قالت في وقت لاحق أن 25 مارس 1911م كان هو يوم ولاده الصفقة الجديدة ،ويُقصد بها مكافحة الكساد وحزمة تغيير القوانين لحماية المواطنين ، ففي هذا اليوم اشتعلت النار في مصنع يسمى مثلث القميص في قرية غرينتش بنيويورك .
وحوصر العديد من موظفي المصنع وهم في الغالب من الإناث ، مما جعل البعض يقفز من الموت إلى الموت ، وفي النهاية أودت النيران بحياة 146 شخصًا ، وتسببت أخطار ظروف المصنع غير الآمنة فيكل تلك الخسارة البشرية والمادية .
وردًا على ذلك أنشأت المدينة لجنة السلامة ، والتي تم تعيين فرانسيس بيركينز رئيسًا لها ، بناءً على توصية من ثيودور روزفلت نفسه ، وساعد عمل بيركنز في لجنة نيويورك على إنشاء مجموعة القوانين الأكثر شمولاً ، والتي تحكم الصحة والسلامة في مكان العمل في الدولة كلها ، ولا شك أن أعمالها لم يلاحظها أحد .
وعين حاكم نيويورك آل سميث بيركنز في لجنة الصناعة في ولاية نيويورك في عام 1918م ، ممايجعلها ليست فقط أول امرأة يتم تعيينها في منصب إداري في حكومة ولاية نيويورك ، ولكن المرأة الأعلى أجرًا في المناصب العامة في الولايات المتحدة .
وذلك عندما خلف سميث فرانكلين روزفلت في عام 1928م ، وهو الرئيس المستقبلي الذي عينها كمفوض صناعي ، وفي عام 1933م أحضرها معه إلى واشنطن كوزير للعمل ، مما جعلها أول امرأةتشغل منصب وزير في التاريخ الأمريكي .
وعند انضمامها إلى حكومة روزفلت ، أعلنت فرانسيس بيركنز أنها جاءت إلى واشنطن للعمل من أجل الله ، والملايين من العمال العاديين المنسيين العاديين ، لقد فعلت ذلك تمامًا من أجلهم مثل السياسات التي أمضتها طوال حياتها المهنية في تطوير حياتهم .
وفي وقت قريب كان عليها تشكيل الأساس لصفقة روزفلت الجديدة ، التي صُممت من أجل مكافحة آثار الكساد الكبير ، فقامت في عام 1934م بتطوير ما تم تمريره فيما بعد من خلال الكونغرس كقانون للضمان الاجتماعي في عام 1938م .
وساعدت في تطوير قانون معايير العمل العادلة ، الذي حدد الحد الأدنى للأجور والحد الأقصى لساعات العمل ، بالإضافة إلى عمل الأطفال المحظور وتحديد ساعات العمل ب 40 ساعة ، وقدمتبيركنز الكثير من الإسهامات المهمة لسياسات روزفلت .
التي وصفتها مجلة كولير بمبادرات الإدارة بأنها “ليست صفقة روزفلت الجديدة بقدر ما هي صفقة بيركنز الجديدة ، وبعد وفاة روزفلت في عام 1944م استقالت بيركنز من منصبها ، بعد أن خدمتلفترة أطول في هذا المنصب من أي شخص آخر في تاريخ الولايات المتحدة .
وساعدت في تمهيد الطريق لعشرات من السياسيات للإناث اللاتي سيأتين بعدها.
وعلى الرغم من أن قصة فرانسيس بيركنز لم تحظ باهتمام بعد وفاتها في عام 1965م عن عمر يناهز85 عامًا ، إلا أنها تلقت بعضًا منها خلال الحملة الرئاسية لعام 2016م .
حينما كانت هناك آنذاك هيلاري كلينتون ، التي تدين لمسيرتها المهنية بلا شك إلى بيركنز ، فتحدثت عن مساهمات بيركنز المهمة في تشكيل التاريخ الأمريكي ووضحت فضلها في وضع الكثير من السياسات الناجحة .
قصة فرانسيس بيركنز أول امرأة في الحكومة الأمريكية