قصة فرحة تلميذ

الكاتب: رامي -
قصة فرحة تلميذ
كنت في أحد الأيام مع أمي وأبي وإخوتي في رحلة عائلية ، وبينما نحن نلعب ونركض ، تعثرت قدماي فسقطت على حجر كبير! فجرحت كتفي .

ملامح أمي وأبي :
كان جرحي عميقًا وكبيرًا ، هذا ما رأيته في ملامح أبي وهو يتفحصني ، لقد ارتعب عندما رأى الجرح وكذلك أمي ، قال لأمي لابد من المستشفى ، فأمسكت أمي بجرحي واحتضنتني وساق أبي مسرعًا إلى المستشفى ، لقد أرعبني خوفهم !

في المستشفى :
في الحقيقة ، لم أكن أشعر بالألم بعد ، ولكني عندما وصلت إلى المستشفى ، شعرت بألم شديد في كتفي وفي رأسي وفي عنقي ، وقد خاط الطبيب جرحي ، وأطلقوا سراحي بعد إجراء الكثير من الفحوصات ، ثم عدت إلى البيت .

العودة للمنزل والمفاجأة :
بعد عودتي إلى البيت ، يا للمفاجأة !! لقد جاؤا جميعًا ليطمئنوا عليّ ، كلهم كانوا يقولون لي حمد الله على سلامتك ، مسكين كيف حدث هذا ! ويمسحون بأيديهم على رأسي ، كم كنت سعيدًا بهذا الأمر ، حتى أصدقائي في الشارع جاؤا لكي يطمئنوا عليّ وتجمعوا حولي ، وجاءت أمهات ونساء من جيراننا للاطمئنان .

التلميذ المصاب والذهاب للمدرسة :
وإشترى لي أبي كل ما أريد ، وكانت أمي تبدل لي ملابسي ، كنت سعيدًا جدًا ، يا لسعادتي ! وأفضل ما في الأمر أني معفي من الذهاب للمدرسة ، كلهم يذهبون إليها إلا أنا ، فأنا مصاب وجرحي مخيط.

شفاء وعودة للمدرسة :
وفي خضم سعادتي ، تذكرت أبناء صفي ، لقد اشتقت إليهم ، لماذا لا يأتون لزيارتي ؟ لعلهم مشغولون بحل الوظائف ؟ ومرت الأيام .. وشفيّ الجرح وآن الأوان للعودة للمدرسة.

الانتظار :
بصراحة اشتقت إليها ، واشتقت إلى كل ما فيها ، وفي الصباح لبست ملابسي وتهيأت للذهاب إليها ، وقلت لنفسي سيستقبلونني بسعادة وسأحكي لهم حكايتي ، وانتظرت هذه اللحظة ، وجاءت معلمة الدين .

معلمة الدين وحكايتي :
كانت متجهمة على غير عادتها ، فقلت في نفسي ستسألني عن حكايتي ، وسأسردها لها كلها ، وقد شعرت بغبطة وانتظرت السؤال .. ولم تسألني ، توجهت إليّ دونما ابتسام ، وقالت لي : أين الوظيفة ؟

هبطت سكينة على المكان :
فقلت للمعلمة : أي وظيفة ؟ لقد كنت غائبًا ، فاشتاطت المعلمة غضبًا ، وأمسكت بمسطرتها ، وأشاحت بها في وجهي ، وهي تصرخ عليّ دونما سؤال عن سبب غيابي ، ولا عن مرضي ، فسقطت دموع من عيني ، وجلست دونما حراك ، وهبطت سكينة على المكان.

بعد انتهاء الدرس :
وبعد انتهاء الدرس ، اجتمع التلاميذ حولي ، وهم يقولون حمدًا على سلامتك ، وكانوا سعداء بعودتي للصف مرة أخرى ، وهذا ما حدث أثناء الفسحة المدرسية أيضًا ، عدت على بيتي سعيدًا باستقبال زملائي ، ومساعدتهم لي في استذكار ما فاتني من دروس ، ولكني لم أنسا قط المعلمة التي تسببت في دموعي دونما سبب معلوم .

شارك المقالة:
69 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook