قصة فريتز هارمن سفاح هانوفر

الكاتب: رامي -
قصة فريتز هارمن سفاح هانوفر
على الرغم من قلة الدراسات والأبحاث التي أجريت بشأن الإصابة بمرض متلازمة رينفيلد ، حيث يعشق المريض بها امتصاص الدماء ، وتكون لديه نشوة ورغبة دائمة في رشف قدر من الدماء طوال الوقت ، إلا أن الأمر ليس خيالاً محضًا كما يدعي البعض ، فمصاصو الدماء ليسوا قصة خيالية أو فيلمًا سينمائيًا ، يشاهدها البعض ثم يذهب إلى فراشه مطمئنًا ، بل أن هناك حالات لقتلة وسفاحين تم تسجيل إصابتهم بمتلازمة رينفيلد تلك ، وأشهرهم بطلنا .

فريتز هارمن :
ولد هارمن عام 1879م في ألمانيا ، وكان ابنًا سادسًا لأبوين فقريني للغاية ، وعاش طفولة بائسةشاهد فيها قسوة والده ، ولم يحظ بمتعة الطفولة واللعب مثل أي طفل ، ولم يكن لديه أي ترف أو ألعاب سوى الدمى المهترئة لشقيقته .

لم يسجل هارمن أي تفوقًا ملحوظًا أثناء دراسته ، ولكنه كان بارعًا في إرعاب الآخرين ، وكان دائمًا ما يختلق المشكلات ويثير الجدل حوله ، وعندما نضج هارمن التحق بالجيش ، والمتأمل في طموحه وحياته وكفاءته ، ظن أنه لو كان استكمل حياته العسكرية كما هي ، لتغيرت بنسبة كبيرة عما آلت إليه ، ولكنه أثناء وقوفه بين زملائه داخل المعسكر ، أصابته نوبة صرع مفاجئة سقط على إثرها من ارتفاع غير قليل فوق رأسه ، مما استدعى نقله إلى المشفى .

يروي زملائه بأن هارمن الذي أُدخل إلى المشفى للحصول على الرعاية الصحية ، شخص آخر غير الذي استفاق من غيبوبته ! فقد صار أكثر عدوانية وتغير سلوكه للأسوأ بدرجة كبيرة ، وتم فصله من الجيش نظرًا لمرضه .

عاد هارمن إلى منزل أسرته مرة أخرى ، ليذهب للعمل بأحد مصانع السكاكر ، وفي هذا الوقت تم تسجيل أول واقعة تحرش له بصبي صغير ، ولكن لم يتم إيداعه بالسجن نظرًا لتحويله إلى مصحة أمراض عقلية ، حيث أشار الطبيب إلى إصابته بمشاكل عقلية .

أمضى هارمن في مصحة الأمراض العقلية ستة أشهر ، قبل أن يغادرها ويعود إلى بلدته هانوفر مرة أخرى ، ولم يلبث أن التحق بالجيش مرة أخرى وتم تسريحه للمرة الثانية  ، ولكنه كان قد التحق به تحت اسم مستعار آخر ، وحصل في هذه المرة على معاش تقاعد كاملاً .

أخذ هارمن الأموال وحاول أن يبدأ عملاً خاصًا ، ولكنه سرعان ما خسر كل أمواله ، ولم يجد أمامه بُدًا من السير في طريق الجريمة ، فبدأ في عمليات نصب واحتيال عدة ، لدرجة أنه قد صار وجهًا مألوفًا بالمخافر ، حتى أنه قد صار يعمل مخبرًا لدى الشرطة في بعض الأحيان ، إلى أن تم إلقاء القبض عليه في عملية احتيال ضخمة ، حُبس على إثرها لأربعة أعوام .

خرج هارمن من محبسه في عام 1918م كانت الحرب العالمية الأولى ، قد تركت آثارها على المجتمعآنذاك وآلت الأمور الاقتصادية والاجتماعية في هذا الوقت إلى الأسوأ ، فلم يجد هارمن مفرًا من العودة إلى الإجرام مرة أخرى .

جرائم مرعبة :
كان أولى ضحايا هارمن ، مراهقًا في الخامسة عشرة من عمره يدعى فريدل روث ، كان هارمن قد استدرجه من محطة القطار ، وأخذه إلى منزله وتحرش به جنسيًا ثم قام بقطع رأسه ، وكان هارمن هو آخر من شوهد الطفل برفقته ، فداهمت الشرطة منزل الأخير ليتم القبض على هارمن هو وصبي آخر نصف عاري ، بتهمة التحرش الجنسي ، واقتيد إلى المخفر دون أن يتم تفتيش المنزل ، وإذا ما كان تم تفشتيه لوجدوا رأس فريدل خلف الموقد !

كان هارمن يلتقط كل ضحايا من محطة القطار ، وكان لديه صبي مراهق يوافق على أفعال هارمن الشاذة في مقابل المال ، وعلى الرغم من عدم اقترافه ومشاركته لهارمن أية جريمة ، إلا أن الصبي كان على علم بكل ما يفعله هارمن من جرائم وشذوذ ، فقد كان يعيش معه بصفته عشيق لهارمن ، الذي اعترف للشرطة فيما بعد بأنه شاذ جنسيًا ، ووصف أنه كان يقوم بتمزيق جثث ضحاياه عقب أن يقتلهم .

كانت طريقة هارمن في القتل غريبة وبشعة في نفس الوقت ، حيث كان يقضم بأسنانه على عنق الضحية حتى تنفذ أنيابه لتقضم تفاحة آدم ويستمتع بتدفق دكاء ضحاياه داخل فمه ، لذا لقّب بمصاص دماء هانوفر .

القبض على السفاح :
واقعة القبض على هارمن كانت غريبة أيضًا ، فعقب أن اكتشفت الشرطة وجود عظام بشرية عند نهر لانيه ، وبتكثيف البحث دون جدوى على الفاعل ، استمع أحد أفراد الشرطة إلى شجار حاد بين رجل أربعيني وطفل مراهق ، وعقب أن توجه إليهما صاح الرجل أن الطفل يغادر بالقطار بأوراق هُوية مزورة ، في حين صاح الطفل بأن الرجل كان قد احتبسه داخل منزله واعتدى عليه جنسيًا ، ومع ارتكاب الرجل اقتادهما الشرطي إلى المخفر .

تم استجواب هارمن والطفل ، إلى أن حضرت إحدى السيدات بالمصادفة للإبلاغ عن اختفاء طفلها ، وما أن شاهدت هارمن حتى أطبقت بيديها على عنقه ، قائلة أن السترة التي يرتديها هارمن هي نفسها سترة ابنها المختفي !

حاول هارمن إنكار ما تفوهت به المرأة ، ولكنها أعطت المحققين دليلاً ماديًا على روايتها بأن اسم ابنها مطبوعًا من الداخل على السترة ، التي أثبتت بفحصها أنه بالفعل للطفل المفقود .

بتضييق الخناق على هارمن واستجوابه بلا انقطاع ، انهار واعترف بجرائمه وبأنه شاذ جنسيًا ، وتم اعتقاله هو وهانز الصبي الذي كان يعلم بكافة جرائمه وتستر عليه .

المحاكمة :
نال هارمن حكمًا بالإعدام في قتل سبعة وعشرون شخصًا هم من تم التعرف عليهم ، في حين كانت الملابس والأغراض داخل شقته تنبئ عن قتله لأكثر من سبعين شخصًا ، وتم الحكم على رفيقه باثني عشر عامًا نظرًا لعدم مشاركته بالجرائم .

وتم قطع رأس هارمن بالمقصلة في عام 1925م ، واحتفظ العلماء برأسه من أجل دراسته تشريحيًا ،وهي محفوظة حتى يومنا هذا في مدرسة جوتنجن للطب .

شارك المقالة:
80 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook