قصة قاطع الخيزان

الكاتب: رامي -
قصة قاطع الخيزان
في يوم من الأيام عاش قاطع خيزان مع زوجته في كوخ قديم وكان يذهب كل صباح إلى الغابة يقطع الخيزان ويجلبه ثم يصنع منه هو وزوجته أشياءًا مختلفة ، يبيعها في السوق وكان فقيرين وبلا أطفال ولكنهما كان سعديين وفي يوم أثناء عمله في الغابة شاهد خيزرانه عجيبة بين الأعواد كانت تلمع كالبدر في تمامه فشعر الرجل بالفضول وقطعها قطع خفيف حتى يفتحها وعندما انفتحت لم يصدق الرجل ما رأى ، فتاة صغيرة حجمها حجم إبهام قاطع الخيزان وكانت أجمل طفلة شاهدها في حياته .

وقرر على الفور أن يأخذها إلى زوجته وحمل الفتاة برفق بين راحتيه وسار بحظر إلى المنزل وكان حريصًا ألا يؤذيها ، حكى لزوجته ما حدث وفتح يديه ببطء ، وعلى الفور أضئ المنزل كله ودهش الزوجان وسموها ضوء القمر وأحضرت الزوجة مفرش ووضعته عليها وبينما تتأملها هبت نسمة من النافذة وطارت الفتاة من بين يدي الزوجة والتي حاولت أن تمسك بها بكل طاقتها وأخيرًا أزيح الهواء وتحولت الفتاة بالحجم الطبيعي .

ونظر الزوجان إلى بعضهما بدهشة ، وفي الصباح ذهب الرجل إلى الغابة مرة أخرى ، حينا قطع الخيزان وجد الذهب فأدرك قاطع الخيزان وزوجته أن ضوء القمر الصغيرة قد أحضرت معها ثروة وأصبح يعود يوميًا بقطعة ذهب ، وأصبحا ثريين فقدما لضوء القمر أفضل الأطعمة وألبسوها أغلى الملابس مضت أشهر وكبرت أسرع من المعتاد ، وبعد فترة وجيزة أصبحت ضوء القمر شابة جميلة وكان شعرها أنعم من أغلى أنواع الحرير وعيناها تلمعان كالنجوم وبشرتها ناعمة كالريش وابتسامتها أشد بريقًا من القمر .

وكان قاطع الخيزان قلق فقد بدأ أهل القرية يسألون عن الفتاة الجميلة وفي ليلة نامت ضوء القمر وتحدث لزوجته وقال أنه قلق وأخبر زوجته أنه أخبر الجميع أنهم وجدوها في الغابة وأخذوها لكي يرعوها ولكنها كبرت وأصبح جمالها لافتًا ، فقالت الزوجة أعلم إنها لن تبقى في المنزل للأبد ، وفي اليوم التالي تحدث إلى ابنته عن الزواج وأخبرها أن العديد من الخطاب يطلبون يدها .

فقالت له لا يا أبي لن أعيش بدونك لماذا تريد إبعادي فقال لا يمكنني فراقك ولكنك لن تبقي في هذا المنزل للأبد أحبك ولكن الحب لا يعني الأنانية علي أن أتترك لكي تعيشي ول أرغمك على الزواج من شخص ترفضينه ولكن فتقابليهم على الأقل ، ولم تستطع الرفض .

وفي اليوم التالي جاء خمس خطاب لمقابلتها ولم يتمكنوا من إزاحة النظر عنها ، فنظرت إليهم دون ابتسام ، وتحدثت إليهم دون حماس في صوتها وقالت سأطلب منكم أن تحضروا لي أشياء من أمكان مختلفة ، ولن أتزوج إلا الشخص الذي يحضر لي ما طلبته منه وطلبت من الخاطب الأول وعاء صخري من راهب في الهند ، ومن الخاطب الثاني فرع من الشجرة الوحيدة التي تنمو على قمة أعلى جبل في البحر الشرقي ، وطلبت من الثالث الذهاب إلى الصين وإحضار رداء فأر النار والرابع أن يحضر جوهرة الألوان السبعة ، والخامس العثور على طائر السنونو الذي يحمل صدفة بداخله وأحضر لي الصدفة .

وكانت ضوء القمر تعلم أن المهام مستحيلة ولكنها كانت الطريقة الوحيدة لتظل مع أبويها مرت الأسابيع ولم يعد الخطاب أخبر قاطع الخيزان أن الخطيب الثاني قد علق بعاصفة رعدية في البحر وعاد بدون الفرع ، وأن الثالث قابل شرير ضربه وحاول الرابع إيجاد التنين ليحصل على اللؤلؤة وحين وصل للغابة المظلمة استسلم خائفًا ، وحاول الخامس الإمساك بالسنونو ولكنه هاجمه والوحيد الذي عاد من طُلب منه أن يحضر وعاء صخري من راهب في الهند .

ولكنه لم يبرق كضوء القمر ، وجاء الحاكم ليطلب يد ضوء القمر للزواج سمعت عم طلبته مما أراد الزواج بها بعد إذنكما أريد التحدث معها لأعرف المهمة التي سوف تطلبها وانتظر الإمبراطور ضوء القمر قلقًا وما إ دخلت حتى صعقه جمالها وقرر الزواج بها ولكنها أرادت أن تقول شيئًا ، أعرف أنك تستطيع إحضار طلباتي فهي تحديات يمكنك فعلها ولكن سأطلب منك شيئًا وحدًا فقط أن تحترم رغبتي في عدم الزواج وألا تسأل أبدا عن السبب فقال هل لي أن أطلب منك شيئًا هل أتشرف بصداقتك وأصبح الإمبراطور صديق لها .

وفي ليلة دخل والدها إلى غرفتها ورآها تجلس عند النافذة وتنظر للقمر والدموع في عينيها فقال لها لماذا تبكين فقالت هناك حلم أراه باستمرار كل ليلة أحلم أنني اذهب بعيدًا إلى القمر مع سكانه وبالأمس أخبرني صوتًا أن الأوان قد حان ، وفي الخامس عشر من الشهر سوف يأخذونني ونظر قاطع الخيزان إلى القمر ولأول مرة منذ شهور يرى أن القمر يبدو باهتًا وكان قلق على ابنته فأرسل على الفور يطلب المساعدة من الإمبراطور ، وأقسم الإمبراطور ألا يدع أحد يأخذ ضوء القمر فقال أريد ألف حارس ملكي حول منزلها .

وجاء اليوم الخامس عشر وأمسك الإمبراطور سيفه متربص أمام المنزل ، واصطحب قاطع الخيزان ابنته إلى القبو وأمسكتها أمها واستعد الجميع لحمايتها وفجأة ظهر ضوء ساطع من السماء وهبطت عربة جميلة وحولها جنيات صغيرة وفجأة أغمضت ضوء القمر عينيها وطارت نحو الموسيقى وجرى والدها خلفها وضمت والدها وقالت له أبي لقد اعتنيت بي كثيرًا ولكن علي العودة لشعبي سأحضر لأركما كل ليلة ولن تتمكنا من رؤيتي إذا اختفى القمر من السماء جلست ضوء القمر على عربتها ولوحت بسعادة لأهل الأرض ولم تشعر بالحزن لأنها ستراهم دائمًا من السماء .

مترجمة عن قصة :
The Tale of the Bamboo Cutter

شارك المقالة:
72 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook