قصة قدح من الشاي

الكاتب: رامي -
قصة قدح من الشاي
الغيرة قد تغير السيدة حتى لو ممن هي أقل منها في كل شيء هذا ما عكسته قصة قدحًا من الشاي.

نبذة عن المؤلف :
كاثرين مانسفيلد واحدة من أبرز كتاب القصة القصيرة ولدت في نيوزيلندا عام 1896م ثم سافرت إلى لندن لتتلقى تعليمها وبدأت فيها حياتها الأدبية حتى ماتت في العام 1923م ، اشتهرت بتحليهاللشخيصات تحليل دقيق وعميق ، وتوفيت وهي بعمر الأربع والثلاثين بمرض السل الرئوي .

القصة :
لم تكن روزماري جميلة كل الجمال فلا تستطيع أن تعدها جميلة قد تكون حلوة ، لكن لو خصمتها قد تبلغ قسوتها لى حد تقطيعك إربًا ، فقد كانت ذكية ومطلعة وأنيقة وعصرية ، وكانت متزوجة من رجل يحبها حبًا شديدًا  وكان الزوجان غنيان  كل الغنى ، فلو أرادت أن تبتاع شيئًا سافرت لباريس ولو أرادت أن تشتري زهور وقفت السيارة أمام أفخم المحال بشارع ريجينت .

ذهبت في يوم من أيام الشتاء لشراء شيء من محل تحف أثرية ، فكان يعجبها ذلك المحل بسبب مبالغة صاحبه في التلطف في خدمتها ، يكاد لا ينطق من فرط احترامه لها وإعجابه بها ، فبدأ الرجل كعادته يشرح لها بصوت كله هدوء وحركات كلها احترام ويقول إني أفضل ألا أبيعها أبدًا على أن أبيعها لشخص لا يقدر قيمتها ، ثم تنهد وأخر علبة من القطيفة الزرقاء ووضعها على المائدة ، كا كان ليحتفظ بهذه العلبة الصغيرة التي لم يعرضها على أحد غيرها إلا لندرتها ودقة صنعها .

فأخرجت روزماري يدها من القفاز لكي تفحص العلبة التي أعجبت بها كثيرًا ، وصممت على اقتنائها ثم لاحظت جمال يديها على القطيفة الزرقاء ولاحظ البائع ذلك فمد يديه بوردة متوهجة وقال لو سمحت يا سيدتي أن أريها الأزهار على غطاء العلبة ، فأبدت السيدة إعجابها بالأزهار وتساءلت عن الثمن قال 38 جنيهًا يا سيدتي ، اضطربت وحلقت في إبريق شاي ضخم يعلو رأسالرجل فقالت حسنًا أيمكنك أن تحتفظ بها لي ، وخرجت من المحل وأوصدت ورائها الباب وتأملت الجو الماطر ، بدأ الظلام يخيم وأشتد البرد .

شعرت بألم غريب فوضعت قفازها على صدرها وتمنت لو أن العلبة الصغيرة كانت معها ، ثم نظرت لسيارتها التي تنتظرها في الخارج وفكرت أن تذهب المنزل لتتناول الشاي ، ولكن في لحظة جائتها فتاة نحيلة وقفت قربها وأصدرت صوت أشبه بالأنين ثم قالت أيمكنني أن أتحدث إليك لحظة يا سيدتي ، فقالت لها أتتحدثين معي أنا والتفتت لترى مخلوقًا صغيرًا يرتعش فقالت لها سيدتي أسالك ثمن قدح من الشاي .

قدح من الشاي ولما كان في ذلك الصوت بساطة وإخلاص لا يجتمعان بصوت شحاذ ، فسألتها روزماري إذن ليس معك نقود أبدًا فقالت أبدًا يا سيدتي ، يا للعجب تنهدت السيدة ونظرت للظلام وحملقت الفتاة في وجهها ، وفجأة تصورت روزماري مغامرة تشبه شيئًا من رواية ديستويفسكي لتفترض أنها صحبت الفتاة لمنزلها فماذا يحدث لو عملت شيئًا مما طالما طالعته في الكتب والروايات والقصص سوف يكون شيئًا رائعًا ، ثم قالت لها تعالي معي منزلي لتتناولين الشاي .

صعقت الفتاة من العرض المدهش هذا وارتعشت من شدة الاضطراب فمدت روزماري يدها ولمست ذراعها وقالت وهي تبتسم أنا أعني ما أقول ، فأجابت الفتاة بصوت مفعم بالحزن والألم إنك لا تعنين ما تقولين يا سيدتي ، فصاحت السيدة ولكني جادة فأنا أريدك أن تفعلي أرجوك ثم قالت الفتاة أتأخذنني للبوليس ، فقالت لها لم تبلغ قسوتي هذا الحد ، فكل ما أريد أن أدفئك وأسمع منك أي شيء يهمك تريدين أن تقصيه علي .

دخلت الفتاة للسيارة وامتلأت السيدة بشعور النصر  ووقفت السيارة وقالتها لها تعالي لغرفتي أرادت أن تحمي الفتاة من نظرات الخدم لم تعبأ روزماري بوقوف الفتاة مذهولة جرت مقعدها المريح أمام النار وصاحت عالي اجلسي على المقعد المريح ، قالت الفتاة لا أستطيع فقالت لها أرجوك لا تخافين ، عندما تنتهي من خلع ملابسك سنذهب لغرفة المجاورة لنحتسي الشاي .

لم يصدر من الفتاة أي رد فعل بل ظلت يداها إلى جانبها وفمها مفتوح ،  خلعت الفتاة معطفها وقبعتها البالية وأسرعت السيدة نحو الجرس شاي بسرعة ، انفجرت الفتاة في البكاء فقالت لها السيدة لا تبكي ، كفت عن البكاء ووضعت السيدة الشاي على الطاولة وأحضرت لها الشطائر والخبز والزبد ، أشعلت السيدة سيجارة وبدأت حديثها متى تناولت أخر أكلة ولكن في تلك اللحظة تحرك مقبض الباب كان زوجها دخل الزوج محدقًا للحظات فقال أنا أسف لأزعجكما فقالت لا داعي للأسف هذه صديقي الآنسة سميث .

قال زوجها أريدك في المكتب للحظات فخرج الزوجين معًا ، استندت روزماري للباب وهي تضحك التقطاها من الشارع سألتني ثمن قدح شاي فأحضرتها إلى هنا ، فقال لها الزوج ولكن بالله عليك ماذا أنت فاعلة بها فقالت كن لطيفًا معها ، فقال لها الزوج أتعرفين أنك مجنونة ، قال زوجها أنها جميلة  فغارت الزوجة وخرجت نحو المكتبة أحضرت 5 جنيهات ثم رجعت لغرفة نومها ورجعتلزوجها وقالت أن الآنسة سميث لن تحر معنا العشاء ، فقال لها لماذا فقالت أصرت على الذهاب فأعطيتها منحة مالية لم أستطيع أن ابقيها رغم عنها .

ثم قالت لزوجها بعزل هل أنا جميلة يا فليب ..

شارك المقالة:
48 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook