قصة قصيرة رائعة بعنوان عد إلينا سالماً يا ابي

الكاتب: ولاء الحمود -
قصة قصيرة رائعة بعنوان عد إلينا سالماً يا ابي

قصة قصيرة رائعة بعنوان عد إلينا سالماً يا ابي.

 

كانت ليلة قمراء ضاحكة في غرفة نوم سمير وسلمى، إلا أن الدموع انهمرت فجأة من عيني سلمى وهي تهمس بالدعاء مما جعل وجنتيها تلتمعان تحت أشعة القمر. انتبه سمير إلى أخته وسألها بلهفة: لماذا تبكين يا سلمى؟؟ التفتت سلمى إلى سمير في سريره وقالت: كنت أدعو الله تعالى باسمه «الصمد، أن يعيد أبانا من سفره سالما يا سمير وقد اختار الطريقة الأخطر للعودة.. ألم تسمع عن حوادث السرقة والاختطاف التي تكررت على تلك الطريق؟

نهض سمير من سريره وناول أخته منديلا ثم قال: هوني عليك يا سلمى، ألا تعرفين شدة حرص أبينا والتزامه الدائم بإجراءات السلامة ولكن.. ماذا يعني اسم الله الصمد؟ نظرت سلمى إلى أخيها باهتمام وقالت: الله «الأحد الصمد».. يعني ذلك أنه الإله الواحد والمعبود الذي تقصده المخلوقات في حوائجها، وإننا في أمس الحاجة في هذه الليلة أن يعود إلينا والدنا سالما يا أخي، فما نفع الحيطة والحذر إن لم يلتجئ الإنسان إلى ربه في كل لحظة وفي كل أمر؟

تناول سمير المصحف الشريف وقبله، ثم فتح على سورة الإخلاص في الصفحة الأخيرة من القرآن الكريم وقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد. الله الصمد لم يلد ولم يولد. ولم يكن له كفوا أحد | الإخلاص).. التفت من جديد لاخته سلمى وقال : أنت تحبين والدنا أكثر من كل شيء في هذه الدنيا، أليس كذلك؟ ولم لا، وهو الذي يتميز عن كل الناس بمكانته وأفضاله علينا؟

قالت سلمي : دعني اطلعك علي سري الصغير يا سمير ! شنف سمير أذنيه وحملق بعينيه مقترباً من اخته وقال : سر ؟! اي سر يا سلمي ؟ خفضت سلمى صوتها وكأنها تهمس: هو سر لا أحتفظ به لنفسي فقط، بل أتمنى أن يشاركني به كل الناس. الله تعالى هو الحبيب الأول في قلبي، وهو أمر أعتز به وأفتخر.. كيف لا يا سمير، وهو الذي خلق لنا الآباء والأمهات والأولاد دون أن يكون له شريك أو زوجة أو ولد أو حتى والده.. ألا ترى كل الحنان الذي سكبه في قلبي أمنا وأبينا؟ ألا ترى حبنا واحترامنا لهما وقد أسكنهما الله في قلوبنا؟ من هو الذي يستحق كل الحب إذن؟ ومن هو الذي ليس له كفوا أحد.. مثيلا أحد.. شبيها أحد.. من يا سمير، من؟

نظر سمير إلى السماء بقلق وأخذ يدعو: يا إلهنا يا الله الأحد الصمد، أعد إلينا أبانا الحبيب سالما هذه الليلة ونجه من شرور ذلك الطريق، آمین .. فجأة، فتح الباب بهدوء ودخلت أم سمير.. – هل وصلتك أخبار جديدة عن أبي يا أمي؟ ابتسمت الأم بفرح ثم قالت: لم أعلم أنكما مازلتما مستيقظين يا حبيبي، لكنني لم أستطع أن أنتظر حتى الغد، وكنت أريد إيقاظكما.. إنه بألف خير والحمد لله، وهو سيكون بيننا بعد نصف ساعة على الأكثر بإذن الله. صاح سمير وسلمى معا بفرح عظيم: حمد الله الأحد الصمد!! وأخذا يقرآن معا سورة الإخلاص بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد. الله الصمد لم يلد ولم يولد. ولم يكن له كفوا أحد. وانهمرت الدموع من عيون الجميع.

 
شارك المقالة:
108 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook