قصة قضية المعلم وتلميذه

الكاتب: رامي -
قصة قضية المعلم وتلميذه
"أصبحت ساحات المدارس تحمل بين طياتها فجوة واسعة بين المعلم والتلميذ ، وتزداد هذه الفجوة بمرور الزمن في ظل بعض القيم المفاهيم والقوانين التي يتم وضعها من أجل تجنب الوقوع في الخطأ ؛ غير أن العلاقة بين المدرس والتلميذ في كثير من الأحيان تؤدي إلى الوصول إلى حدة التوتر ؛ ومن ثم ارتكاب الأخطاء من الطرفين على حد سواء .

لقد عمل المسئولون على محاولة توطيد العلاقات بين المعلم والتلميذ ؛ من خلال بعض القوانين التي منعت الضرب وحرمّته داخل الحرم المدرسي ؛ غير أن التحكم في مثل ذلك القانون لابد وأن يكون نابع من داخل المعلم ؛ والذي قد لا يستطيع السيطرة على نفسه في ظل هذا العصر المليء بالنزاعات ، وهاهو أحد المعلمين يضرب تلميذًا بالصف الثالث الابتدائي على ساقه اليسرى بأول يوم دراسي في الفصل الدراسي الثاني .

قام ولي أمر التلميذ بتقديم شكوى في الإدارة التعليمية التي تتبعها مدرسة ابنه ؛ ضد المعلم الذي اعتدى على ابنه بالضرب دون وجه حق ؛ والذي أدى إلى إصابته بالأذى ، وكان ذلك الحدث هو إعلان ثورة من الأب على المعلم ؛ لذلك قام بالتوجه مباشرةً إلى الإدارة التعليمية لتقديم شكوى رسمية .

أعلن مدير الإدارة التي تلقت الشكوى من الأب أنه سيتم ارسال لجنة إرشاد إلى المدرسة ؛ للوقوف على تلك الحادثة والتحقيق فيها من واقع الحدث ؛ حتى يتم الاستشهاد بجميع الأطراف التي حضرت ذلك الحدث ، كما أكد أيضًا أن القضية سيتم إحالتها إلى المتابعة الإدارية ومتابعة الشئون القانونية من أجل تحديد العقوبة اللازمة للجاني ؛ وذلك تبعًا لما تترتب عليه نتائج التحقيقات .

كان تحرك الأب سريعًا ؛ حيث اصطحب ابنه إلى أحد المراكز الصحية على الفور لإثبات الواقعة ؛ واستطاع الحصول على التقرير الطبي الذي يفيد إصابة ابنه بكدمة واضحة في ساقه اليسرى نتيجة تعرضه للضرب على يد أحد المعلمين .

لم يقبل الأب مجرد فكرة ان يذهب إلى المدرسة لمعرفة السبب ؛ وانطلق في الاتجاه الذي يحتسبه هو الطريق السليم لمثل هذه القضايا ؛ وهو تقديم الشكوى بالإدارة التعليمية التي تقع المدرسة تحت مسئوليتها ، وأكد الأب غضبه من كون تلك الإدارة التي تلقت شكواه قد تأخرت في التحقيق في قضية ابنه ؛ التي لازالت مُعلقة داخل الإدارة .

قضية المعلم وتلميذه هي قضية عامة تتربع على قمة قضايا المجتمعات العربية ؛ حيث أن العلاقة بين المعلم والتلميذ قد اختلفت كثيرًا عن العقود الماضية والأجيال السابقة ؛ في ظل هذا العصر المليء بصنوف التكنولوجيا الحديثة والتقدم ؛ مما جعل عقول الأبناء الصغار قد تتنافس مع عقول الكبار.

هناك العديد من الجوانب الإيجابية والسلبية داخل إطار تلك العلاقة بين المعلم وتلميذه ؛ حيث أنه من المفترض أن يكون منع الضرب للتلاميذ من الإيجابيات التي تُقرب التلميذ من معلمه دون أي إهانة أو ترويع ؛ ولكن ما يحدث في بعض الأحيان أن التلميذ قد يحيد عن مبادئ الأخلاق التي تستوجب تقديم الأدب والاحترام للمعلم ؛ وذلك ما قد يثير شعلة الغضب داخل المعلم وقد يفقد السيطرة على نفسه ؛ لتكون النتيجة مشينة جدًا .

ويوجد أيضًا داخل المجتمع نوع من المعلمين الغير مؤهلين للتعامل مع التلاميذ بشكل علمي يليق بمكانتهم العلمية ؛ مما يؤدي إلى حدوث فجوة كبيرة للغاية بين الطرفين ، من هذا المنطلق يتوجب على جميع الأطراف المسئولة الوقوف الجاد على تلك القضية وتسليط الضوء عليها ؛ ومحاولة الوصول إلى حلول جذرية ؛ لمنع مثل تلك القضايا التي تُثار داخل المجتمعات ، وحتى يأمن التلميذ من الضرر الجسدي والمعنوي ؛ وكذلك المعلم يضمن أن يتم احترامه وتقديره .

"
شارك المقالة:
56 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook