هذه واحدة من القصص الاجتماعية التي تلمس القلب ، وتجعل الفرد يقف أمامها متأثرًا ، فالعلاقة بين الآباء والأبناء غالبًا ما تقوم على التضحية والإيثار ، وتحكي هذه القصة أن رجلًا عجوزًا يدعى جيمس كان يعيش مع زوجته في القرية ، وكان ابنه سون يعيش في المدينة .

وفي يوم من الأيام أراد الأب أن يلتقي بابنه ، فقرر أن يذهب إلى المدينة لرؤيته ، كان الأب العجوز متحمسًا جدًا لرؤية ابنه البعيد ، وعندما ذهب إلى عنوان سكنه وطرق الباب ، فتح له شخص أخر فسأله جيمس عن ابنه ، وعلم منه أنه قد ترك هذا المنزل وسكن في مكان أخر .

هنا شعر الأب بخيبة أمل شديدة ، فذهب إلى الجيران وأخذ منهم عنوان ابنه الجديد ، وأيضًا عنوان مكتبه الذي يعمل به ، وبعدها شكرهم وذهب إلى مكتب ابنه ، وحينما وصل جيمس إلى مكتب الاستقبال واستفسر عن وجود ابنه ، اتصل به موظف الاستقبال وأخبره عن زيارة والده .

كان الابن سعيد جدًا بوصول والده وطلب من موظف الاستقبال إرساله على الفور إلى مكتبه ، وحينما دخل جيمس كانت عيون ابنه مليئة بالدموع لرؤية والده يقف أمامه ، عانقه بشدة وتحدثوا سويًا لفترة قصيرة ، ثم قال جيمس لابنه أمك تريد أن تراك ، هل يمكنك أن تأتي معي الآن ؟

فأجاب الابن قائلًا : أسف يا والدي لا أستطيع العودة إلى المنزل الآن ، فأنا لدي الكثير من العمل ، وسيكون من الصعب عليّ أن أغادر اليوم ، ابتسم الأب وقال : لا بأس يا ولدي ، يمكنك القيام بعملك وأنا سأغادر مساءًا إلى القرية ، حزن سون وطلب من والده البقاء معه لعدة أيام .

لكن جيمس رفض قائلًا : لم أكن أريد أن أشغلك أو أكون عبئًا عليك أثناء انشغالك بالعمل ، إذا كان لديك وقت لتأتي لزيارة أمك سأكون سعيدًا جدًا لرؤيتك ، وبعدها انصرف الأب عائدًا إلى القرية ، أما سون فحصل على إجازة بعدها بأيام قليلة ، وفكر في زيارة والده ووالدته ، بعد أن شعر بالذنب لتركه والده يغادر وحده في ذلك اليوم .

لذلك أخذ سون الأجازة وذهب إلى قريته للقاء والديه ، ولكنه حينما وصل إلي قريته صدم لعدم وجود والديه في منزلهم ، وعرف أنهم انتقلوا إلى مكان آخر ، فظل يبحث عنهم حتى حصل علي عنوانهم ، وعندما اقترب من المكان الذي يعيشون به ، لاحظ سون أن المكان يبدو وكأنه مقبرة .

فامتلأت عيناه بالدموع وأخذ يخطو داخل المكان ، ولاحظ أن هناك من يلوح له ، لقد كان والده يقف بين المقابر وهو لا يصدق نفسه ، وحينما رآه الابن ركض ناحيته وأخذ يعانقه بشدة وظل يبكي كثيرًا لدى رؤية والده ووالدته في هذا المكان الكئيب .

فلما سأله والده عن سر بكائه ؟ لم يتكلم سون وخفض رأسه إلي أسفل ؟ فمسح الأب دموعه وقال له لماذا كل هذا الحزن يابني ؟ هل حدث خطأ ما ؟ فأجاب الابن في ألم : لماذا تعيش هنا يا أبي ولما تركت القرية وانتقلت ؟ أجاب الأب قائلًا : لقد أخذت قرضًا لكي أسدد مصاريف دراستك وسكنك بالمدينة ، ولكن بسبب تلف المحصول لم أستطيع سداد هذا الدين .

وحينما جئت إليك وجدتك مشغولًا بعملك ، فلم أرد أن أكون عبئًا عليك ، لذا اضطررت عند العودة إلي بيع منزلنا لسداد هذا القرض ، فأنا يا بني لم أكن أود أن أسبب لك أي مشكلة ،  وكل ما أريده هو فقط سعادتك ، فتأثر الابن وعانق والده واعتذر منه لعدم قدرته على العودة معه في ذلك اليوم وطلب مغفرته .

فقال الأب جيمس لولده : لا تأسف يا سون أنا الآن سعيد جدًا لرؤيتك وكل ما أريده منك أن تقضي معنا بعض الوقت ، فنحن نحبك كثيرًا بني ، ونرجو منك أن تأتي إلينا كلما كان لديك وقت ، فقبل الابن رأس والديه ووعدهما أنه لن يتركهما مرة أخر ى ، وسيظلون في رعايته إلى الأبد .