كان في قديم الزمان ، في إحدى المدن الدنماركية ، كان هناك رجلان إحدهما يدعى كلاوس الصغير ، والآخر كلاوس الكبير ، وفي يوم من الأيام أتى كلاوس الصغير إلى منزل كلاوس الكبير ، فطلب منه كلاوس الكبير أن يعمل في الحقل الخاص به ، فقد كان كلاوس الصغير فقيراً ، ويملك حصاناً واحداً بينما كلاوس الكبير ، كان غنياً ويملك أربعة خيول .

كلاوس الصغير يستعير الخيول الأربعة :
ظل كلاوس الصغير يعمل بجهد في الحقل ، وأخاه الكبير ينظر له حتى أنهى عمله في الحقل ، وما أن أنهى كلاوس الصغير العمل في الحقل ، طلب من كلاوس الكبير بأن يعيره خيوله ، حتى يعمل بهم في مزرعته الصغيرة ، فوافق كلاوس الكبير أن يعيرها له يوماً واحداً فقط .

ولكن شعر كلاوس الصغير بأن هذا ليس عدلاً ، فقد عمل لدى أخيه الكبير أسبوعاً كاملاً بخيله الصغير ، فكيف يعيره أخيه الخيول يوماً واحداً فقط ، فأخبره كلاوس الكبير أنه كان يعمل بحصاناً واحداً فقط ، في حقله بينما هو سيعيره أربعة أحصن ليعمل بهم في حقله .

في اليوم الثاني وعندما جاء كلاوس الصغير ، ليستعير الخيول الأربعة كان مليئاً بالحماس فيمكنه ، أن يتظاهر أنه لديه خمسة خيول ليوم واحد ، ولم يعترض كلاوس الكبير على هذا لأنه لم يشتغل ، وكان كلاوس الصغير يجول في البدلة متباهياً ، بالخيول الخمس ويصيح : هيا يا خيولي ، هيا يا خيولي .

كلاوس الكبير يقتل خيل كلاوس الصغير :
سمع كلاوس الكبير بما يفعله كلاوس الصغير بالخيول ، فخرج غاضباً وظل يضرب خيل كلاوس الصغير ، حتى أصيب بجروح كثيرة ومات ، فأخذه كلاوس الصغير وعاد إلى منزله باكياً ، ولأنه لم يكن لديه أي شيء ليفعله ، فسلخ جلد الخيل وذهب إلى السوق لبيعه

وبينما كان سائراً ضل طريقه بسبب الأمطار ، وظل كلاوس الصغير يبكي لأنه شعر بالضياع والوحدة في ظلمة الطريق ، وبينما يبكي تطلع من بعيد فرأى نور يشع من منزل صغير ، توجه كلاوس الصغير ، نحو المنزل وقرع على باب المنزل .

كانت تعيش في المنزل أمراه سمينة ، عرفت بأنها لا تهتم بزوجها الذي كان يعمل بجد ، بل كانت تخبئ الطعام عنه ، وعندما سمعت قرع الباب نهضت مسرعة من على المنضدة ، وظلت تخبئ الطعام .

وأسرعت لفتح الباب ولم تجد زوجها ، بل وجدت كلاوس الصغير الذي طلب منها أن يقيم لديها حتى الصباح ، ولكنها رفضت لعدم وجود زوجها في المنزل ، فجلس على عتبة المنزل ونظر من الشرفة ، فوجد السيدة تخبئ الطعام في مكان ما.

وعادت السيدة تخرج الطعام ووضعته على المنضدة ، لتستكمل تناوله وجاء زوجها الذي التقى بكلاوس الصغير ، وعرض عليه أقامته في المنزل حتى الصباح ، ولكنه أعتذر له عن تقديم الطعام ، لأنه لا يوجد طعام بالمنزل .

ولكن أراد كلاوس الصغير أن يبلغ الرجل بحقيقة زوجته ، فقام بالضغط على الكيس الذي كان يحتوى على جلد الحصان بقدميه ، فأحدث صوتا حاداً فأخبرهم بأن في تلك الحقيبة ، ساحراً يود أن يخبرهم شيئاً .

كان الرجل متلهفاً  للسماع عن الذي يريد الساحر قوله ، فأخبره أنه يوجد في مكان ما المزيد من الطعام الشهي ، وأشار إلى مكان الطعام الذى خبأته زوجته ، ولم يصدق الرجل هذا الكلام ، ولكن ما أن ذهب هناك حتى وجد المزيد من الطعام في الداخل .

فرح الرجل كثيراً وتناول هو وكلاوس الطعام الشهي ، وطلب الرجل من كلاوس أن يعطيه الكيس الذي بداخله الساحر ، مقابل عدة نقود ذهبية ففرح كلاوس ، وأعطى الرجل الكيس ، وحصل هو على النقود الذهبية ، ومكث كلاوس حتى اليوم التالي ثم رحل .

طمع كلاوس الكبير :
خرج كلاوس وقام بشراء العديد من الخيول بتلك النقود وعاد الى البلدة ، فلما رآه كلاوس الكبير تساءل عن سر حصوله على تلك الخيول ، فأخبره أنه باع جلد الخيل الصغير ، فأسرع كلاوس الكبير الطماع ، بقتل خيوله الأربعة ليبيع جلدهم .

وخرج في السوق ينادي ببيع جلد الحصان ، مقابل كيس من الذهب ، ولكن كانت الناس تسخر من كلامه ، ولم يبع أي منها وعاد من السوق يبكي ، لأنه خسر جميع خيوله بسبب طمعه.

مترجمة عن القصة العالمية الالمانية : Kleine Claus en grote Claus