في إحدى القرى الجميلة بالهند كان يعيش مزارع غني يدعى شيفا ماهتار مع بناته الأربع ، ومع مرور الوقت كبرت الفتيات وتزوجن جميعًا ولم يعد هناك من يساعده في رعاية ممتلكاته ، خاصة أنه لم يكن لديه أولاد ذكور يساعدونه في الاعتناء بالأرض والزرع ، لذا فكر المزارع في يوم من الأيام أن يختبر قدرات بناته الأربع ، حتى يتمكن من تحديد المسئولية التي يمكن أن يمنحها لكل منهن .
فدعا جميع بناته وأعطى كل واحدة منهن كيس من حبات القمح ، وطلب منهن استخدامه بأفضل طريقة ممكنه ، ثم طلب منهن أن يعودوا بعد عام واحد ، وبالفعل بعد مرور العام عادت جميع بناته إلى المنزل ، فرحب بهم كثيرًا وأقام لتلك المناسبة حفلاً جميلاً دعا فيه كل الجيران والأقارب .
وبعد الحفل الرائع ذهب الأب إلى غرفة ابنته الكبرى والتي تدعى بريا وسألها عما فعلته بكيس القمح الذي أعطاه إياه منذ عام ؟ فأجابت البنت الكبرى بريا قائلة : لقد أطعمت بتلك الحبوب سرب كبير من الطيور الجميلة وأنا في طريق العودة إلى المنزل ، فتعجب الأب وقال لها : هل هذا أفضل استخدام لكيس القمح ؟
قالت نعم يا أبي فالطيور كانت جميلة جدًا ومنظرها بديع ، ثم ذهب الأب شيفا إلى ابنته الثانية وكانت تدعى أمريتا ، وسألها نفس السؤال ماذا فعلتي بكيس القمح الذي أعطيته إياك منذ عام ؟ فقالت أمريتا : لقد اعتقدت يا أبي أن تلك الحبوب مقدسة ، لذا قمت بخلطها مع الحبوب الأخرى لتدخل في طعام الجميع وتباركه وبذلك يحصل الجميع على بركاتها .
فقال لها الأب شيفا : هل هذا أفضل استخدام للحبوب من وجهة نظرك ؟ فقالت أمريتا نعم يا أبي ، ثم ذهب الأب شيفا أخيرًا إلى ابنته الثالثة والتي كانت تدعي آنيتا ، وسألها نفس السؤال ماذا فعلتي بكيس القمح الذي أعطيتك إياه العام الماضي ؟
فقالت أنيتا : إن كيس الحبوب الذي أعطيتني إياه أمن تمامًا كما هو يا أبي ، لقد حافظته عليه ولم أمسسه البتة وها هو معي الآن ، فتعجب والدها مما فعله بناته الثلاث وخاب ظنه فيهن ، ولم يبق إلا ابنته الصغرى كومال فذهب لحجرتها وهو يأس من الرد وسألها ماذا فعلتي بالحبوب يا كومال؟
فقالت كومال : يا أبتي إن الحبوب التي أعطيتني إياها ليست لدي الآن ، ولكن يمكنني استردادها بمساعدة اثنين من الثيران والرجال قوي ، عندما سمعت أخواتها الثلاث هذا الكلام ضحكن جميعًا وهم يفكرون في سبب حاجتها إلى الثيران والرجال فقط من أجل جلب كيس حبوب .
فابتسمت البنت الصغيرة كومال وقالت لهم : لقد زرعت الحبوب التي كانت بالكيس منذ عام تقريبًا ، وقد نمى المحصول الآن وأصبح في حاجة للحرث وأنا أحتاج الثيران لحصاد تلك الحقول وأما الرجال فجلب القمح للمنزل وحمله في عربات ، كان الأب سعيدًا للغاية بما فعلته ابنته كومال .
فقد كانت أحكم منهم جميعًا ، لذا قرر الأب شيفا أن كومال هي من ستدير شؤون ثروته وستساعدها أخواتها الثلاثة في ذلك الأمر ، ونستنتج من ذلك أن التفكير الحكيم والقرارات الجيدة تعطي نتائج منتجة ، فعندما يستخدم الشخص الأصول التي يمتلكها بحكمة يحصل علي نتائج جيدة جدًا .
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.
العربية
