قصة لا تعدم الحسناء ذاما

الكاتب: رامي -
قصة لا تعدم الحسناء ذاما
"يعد هذا المثل من أكثر الأمثال العربية شهرة ، والتي ضربت في المرأة الحسناء ، ويقصد بالمثل أن الحسناء لا تعدم من الذم ، أي أنها لا تعفى من النقص شأنها في ذلك شأن بقية البشر ، فليس هناك أحد كامل مكمل ، ويضرب المثل في استحالة خلو البشر من العيوب والنقص ، فقد خلقنا الله هكذا ، حتى نجاهد للتغلب على نواقصنا ، والمراد بالذم هنا نقص الشيء.

قصة المثل :
قالت هذا المثل حبى بنت مالك بن عمرو العدوانية ، وقد كانت امرأة شديدة الجمال ؛ كأنها البدر في ليل التمام ، خطبها ملك غسان من أبيها ، وبعد تزويجها وحينما هموا بأخذها إلى زوجها ، قالت أمها لبعض النساء اللاتي كن في موكبها :

حينما تدخلون بها على زوجها ، طيبوها بريحه عطرة واجعلها في قمة جمالها ، فإن الرائحة العطرة تزيد الرغبة عند الملامسة والاجتماع ، ولكنهم أغفلن هذا الأمر ، ودخلت حبى إلى زوجها من غير أن تتطيب ، فلما أصبح الصبح ، سألوا زوجها ، وقالوا له : كيف وجدت أهلك ؟

ما رأيت مثل الليلة قط ، لولا رويحة أنكرتها ، ويعني بذلك أن ليلته كانت سعيدة ، ولكن كان ينقصها عطر زوجته ، وكانت حبى تسمع هذا الحديث من خلف سترها ، فردت قائلة : لا تعدم الحسناء ذاما ، أي أن الحسناء مهما كانت جميلة فلا بد أن ينقصها شيء ، أو يشوبها عيب ، فالكمال لله سبحانه وتعالى وحده ، وليس هناك أحد من بني البشر ليس به نقص.

ومن حينها وصار هذا المثل مضربًا بين الناس ، يتداولوه ويتناقلوه حتى يومنا هذا ، وهناك العديد من الحكم تدور في فلك هذا السياق مثل :

لو أبصر المرء عيوب نفسه لانشغل بها عن عيوب الناس.
من يحتمل عيوبي أعتبره سيدي ولو كان خادمي .
و إن أخفيت ذنب الحمار يظهر لك دوما أذنيه .
ولم أر في عيوب الناس شيئا كنقص القادرين على التمام .
طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس .

"
شارك المقالة:
95 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook