قصة لا تنطق بكلام لا يعقل

الكاتب: رامي -
قصة لا تنطق بكلام لا يعقل
يروى أنه في قديم الزمان ، في بلد من البلدان ، سافر تاجر فأودع صديقه كمية من الحديد ، فلما عاد من سفره طلب وديعته من صديقه .

الصديق المخادع :
فقال له صديقه ، إن الحديد قد أكلته الجرذان ( الفئران) ، فقال له التاجر : كيف هذا ؟ أنا ما سمعت أبدًا أن حديدًا تكله الجرذان ، فقال له صديقه المخادع : هذا ما وقع ، ولا دخل لي بما تحب الجرزان أن تأكل .

خطة ذكية :
فخرج التاجر من عند صديقه غاضبًا غضبًا شديدًا ، فقابل ابن صديقه فأخذه معه ، ولما بحث الرجل عن ابنه ، ولم يجده حزن حزنًا شديدًا وتكدر ، وصار يسأل عنه في كل مكان ، ويبحث عنه في كل مكان ، ويسأل عنه كل المارة ، حتى رأى التاجر الذي أتمنه على بضاعته وخدعه .

لا تنطق بكلام لا يعقل :
فسأل الرجل التاجر ، ان كان رأى ابنه ؟ فأجابه التاجر : لقد رأيت صقرًا اختطف صبيًا ، لعله ولدك !.. فاندهش الرجل وتعجب من الإجابة الغريبة ، والتفت إلى من حوله قائلاً : هل رأيتم يا قوم أو سمعتم في يوم من الأيام ، عن صقر يختطف صبي .

لا غرابة في هذا الزمان :
فقال له التاجر بذكاء : لا غرابة في هذا الزمان ، فإن أرضًا تأكل جرذانها الحديد ، ليس بعجيب أن تخطف بُزاتهُا الفِيلة ، فبهت الرجل ورد الحديد لصاحبه ، ورد التاجر له ابنه … فما أحسن الصدق وأجمله ، وأقبح الكذب وأشنعه !

كذب المنجمون ولو صدقوا :
ومن الناس من يحترف حرفًا لا تعتبر مزاولتها إلا احتيالاً ، على المعيشة بطرق غير شريفة ، ولا يرضى بمثل هذه المعيشة إلا أوغاد الناس ، ومن هؤلاء المنجمون الذين يدعون معرفة الغيب ، بالتنجيم ، ولا يعلم الغيب إلا الله.

المنجم في بلاد العرب :
فيروي البعض : أن منجمًا ممن يتجولون في البلدان ، نزل بقرية أهلها من العرب ، وأخذ يطوف طرقها حتى أتى إلى دار من أحسن الدور منظرًا ، فوقف بالباب ، وطلب من أصحاب البيت إيواءه وإطعامه .

المنجم في دار ضيافة كريم :
ولما كانت الضيافة عند العرب ، من المزايا التي يفاخرون بها غيرهم ، ويعتقدون أنها من جملة القُرب ، التي ترفع فاعلها عند الله ، أنزلوه على الرحب والسعة وأكرموا مثواه .

الطفل الصغير في المهد والمنجم الكاذب :
وأثناء إقامته بينهم ، رأى طفلاً صغيرًا في مهده ، فجلس المنجم ، وطلب دواة (محبره) ، وقرطاسًا ( قلماً) ، وأخذ يكتب طويلاً ، ورب البيت يتوقع فراغه من حين إلى حين كي يحييه التحية التي اعتادها العرب مع نزلائهم ، وبعد فراغه نظر إلى رب البيت .

التنجيم والكذب :
وقال : علمت بالتنجيم أن ابنك هذا سيكون من أسعد الرجال ، وأكبرهم قدرًا ، ولسعادته يتولى رئاسة الجيش ، وتنتصر البلاد على يديه في معارك هامة وعديدة ، وأنه سينال أعظم ألقاب الشرف ، حتى يكون علمًا يشار إليه بالبنان ، ويهابه كل الناس في جميع الأقطار.

الخزي والرحيل :
فقطع عليه الأب الكلام ، وقال : إنما الطفل الذي تتكلم عنه بنت ، فأمسك المنجم وشعر بالخزي ورحل .

شارك المقالة:
78 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook