قصة لا للاستسلام

الكاتب: رامي -
قصة لا للاستسلام
تكمن قوتنا في النجاح من خلال السعي ، نحو تحقيق أهدافنا الواحد تلو الآخر ، وبالطبع في طريق السعي للنجاح ، تقابلنا العثرات والعقبات ، التي قد تستنزف قوتنا بعض الوقت ، ولكن من المهم ألا نقف حيث العقبة ، دون أن نأمل في رحمة الله بنا ، ودون بذل المزيد من الجهد ، حتى نصل للهدف المرجو ، وهذا ما فعله مازن من أجل تحقيق أهدافه .

مازن طفل جميل في العاشرة من عمره ، يعيش في منزل صغير برفقة ولديه وإخوته ، لا يملك سواهم ويحبهم بشدة ، وكان لدى مازن أخ صغير ، يدعى حازم يبلغ من العمر ستة أعوام ، كان ذكي جدًا ، ولكنه في نفس الوقت ، يعشق اللعب ، ولا يأخذ حذره حفاظًا على نفسه .

وفي أحد الأيام ذهب حازم إلى المدرسة ، وعقب موعد الانصراف ، اتجه برفقة أصدقائه للعب كرة القدم ، في الساحة الواسعة خلف المدرسة ، والقريبة من المنزل أيضًا ، وبدأ حازم في اللعب بقوة ، ليحقق عددًا من الأهداف التي جعلته ، يستمر في اللعب لفترة طويلة ، حتى سقط في إحدى المرات ، على حجر صغير فكُسرت ساقه .

ذهب الأولاد إلى والدي حازم يبلغونهم ، بشأن ما حدث لحازم فذهب الواد إلى حازم ، وحمله إلى المشفى للفحص ، فوجد الطبيب كسرًا في ساقه ، وأبلغ والد حازم أن الأمر سوف يحتاج إلى شهرين على الأقل ، حتى تلتئم تلك الإصابة ، فبكى حازم بشدة ، وقال للطبيب أنه متفوق ، وأن الامتحانات النهائية للسنة الدراسية ، على وشك الانعقاد ، وظل يردد ماذا عساي أن أفعل ، فأنا متفوق ولا أرغب بالرسوب بسبب تهوري ، فنصحه الطبيب الطيب بأن يلتفت لدروسه ، ويبذل الجهد المطلوب منه ، ولا يقلق بشأن شيء ، ولكن من المهم ألا يضغط على ساقه حتى لا تطيل الوقت في الالتئام .

عاد حازم إلى المنزل وهو يبكي ، واستقبله شقيقه مازن ، بكل حب وربت على كتفيه ، وأخبره أنه سوف يظل بجواره ، ولابد لبه أن يستذكر دروسه جديًا ، كما لو أن شيئًا لم يحدث ، فالأمر متعلق بنجاحه وتفوقه كالمعتاد ، وهنا حتى نصل لأهدافنا لابد لنا من بذل المزيد من الجهد ، فوافقه حازم على ما قاله له ، وبدأ بالفعل في الالتفات إلى دروسه.

حان موعد الامتحان ، وقرر حازم ألا يفوت الفرصة على نفسه ، فهو صاحب هدف واضح ، وهدفه ألا يتراجع مستواه الدراسي عن التفوق ، فهو اعتاد أن يصير الأول بين أقرانه ، وهذا الهدف جعله يراجع دروسه ، ويستذكرها جيدًا ، وهو مؤمن بأن الله لن يضيع أجره ، إذا ما أحسن عمله.

وبالفعل ذهب حازم إلى الامتحان ، وهو يتكئ على ساعدي ولده وشقيقه ، وكان عقب كل امتحان يخرج ويدع الله لمازن ، فهو من أخذ بيده ودفعه للمواصلة ، في حياته من أجل تحقيق أهدافه.

حان موعد الحصول على النتيجة ، واكتشف حازم أنه استطاع التفوق ، والحصول على المركز الأول على مستوى مدرسته ، ففرح بشدة وشكر مازن ، على كل ما قدمه له من دعم ، ودفعه على مواصلة التحدي ، دون أي استسلام ، ففي الظروف المتعسرة يظهر معدن الشخص ، وقوة تمسكه بأحلامه وأهدافه ، ومنذ ذلك اليوم ، تعلم حازم أيضًا ، ألا ينساق خلف رغبته في اللعب ، فيضيع حياته ثمنًا لذلك فقط.

شارك المقالة:
59 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook