قصة لماذا هربت الحقيبة

الكاتب: رامي -
قصة لماذا هربت الحقيبة
أمضى مازن عطلة صيفية ممتعة فزار البحر برفقة أبوية وأخويه مستمتعًا بالسباحة ، وذهب إلى الحدائق والبساتين يلاحق العصافير ، أما كرته المطاطية فكانت رفيقته إلى الساحات والأندية وكل الأماكن التي يلعب فيها مع رفاقه وأصدقائه الذين يحبون كرة القدم ، فهو يحب الرياضة أكثر من أي هواية أخرى لذلك فقد طلب من والده أن يشتري له عند قدوم العام الدراسي حقيبة مدرسية عليها رسوم الرياضيين الذين يراهم في المباريات العربية والعالمية .

ذهب مازن وأبوه إلى السوق وبدأ يفتشان على الحقيبة المطلوبة ، في البداية لم يجدها فمازن كان يريد حقيبة ذات ألوان زاهية ولها صفات معينة وأخيرًا وبعد جهد طويل وبعد أن مضى نصف النهار في البحث التقى بضالته المنشودة ورأى حقيبته عند بائع جوال ، فقال إنها هي هي ما أفتش عنها ، صاح مازن والفرحة ترقص فوق وجهه ، وقال سوف اتباهى بها على كل زملائي في المدرسة .

فقال الأب المهم أن تحافظ عليها كجميع أشيائك الأخرى ، فقال لا بأس لا بأس وأشترى الأب لابنه كل ما يلزمه من أشياء مدرسية كتب ودفاتر وأقلام ولم يعد ينقصه شيئًا قط ، وفرحت الحقيبة بأصحابها الجدد ، وقالت لهم سنبقى أصدقاء طوال العام ونمضي معًا أيامًا جميلة ، أجاب قلم الرصاص ولم يدري عن مصيره المنتظره شيئًا على الإطلاق ولم يمضي اليوم الأول على افتتاح المدرسة حتى استهلك مازن قلمه تمامًا .

وبعد عدة أيام بينما التلاميذ يرسمون على دفاترهم شكلًا معينًا جلس مازن في مقعدة شاردًا ، فسألته المعلمة لماذا لا ترسم يا مازن ، فقال لأنني لا أمتلك دفتر للرسم فقد مزقه أخي الصغير وفي درس الإملاء ارتبك مازن وبكى لأنه أضاع ممحاته ولم يستطيع أن يصحح الكلمات التي أخطأ في كتابتها ، ومسطرة مازن كُسرت ولم يعد بمقداره أن يحدد الأشكال الهندسية أو يرسم خطوط مستقيمة وكذلك المبراة ، فتش عنها كثيرًا بلا جدوى حتى الدفاتر اختفت ولحقت بها مجموعة الكتب .

فحزنت الحقيبة الزاهية ذات الصور والرسوم لفقدان أحبتها الذين راحوا من بين يديها واحدًا تلو الأخر ، فأخذت تندب وتنوح أين أنتي أيتها الأقلام الملونة فكم اسعدتني ألوانك الخضراء والصفراء والحمراء أين أنت يا دفتر الرسم الجميل كم تباهيت بصحبتك ، أين أنت يا كتاب القراءة كم جذبتني مواضيعك القيمة وقصصك الممتعة ، أين أنتم يا أصدقائي إنني غريبة بدونكم وأعاني الخوف والوحدة وليس هذا فقط فهناك شعور بالخوف يتملكني وذات يوم اتخذت الحقيبة قرارًا مهمًا فقد صممت على الهروب قبل أن يغدو مصيرها كمصير الكتب والدفاتر والأقلام التي أهملها مازن ولم يحافظ عليها .

شارك المقالة:
80 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook