قصة ليس هذا من كيسك

الكاتب: رامي -
قصة ليس هذا من كيسك
يعد هذا المثل أحد الأمثال العربية القديمة التي شاع ذكرها إبان موت معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ، ويضرب هذا المثل فيمن يُرى منه ما لا يمكن أن يخرج منه وأصل هذا المثل أن معاوية بن أبي سفيان أراد البيعة من بعده لابنه يزيد ، فدع عمرًا وعرض عليه البيعة لابنه فأبى ، فلما امتنع لم يرغمه معاوية وتركه .

ولكن حينما زادت العلة على معاوية ابن أبي سفيان وأوشك على الموت ، دعا ابنه يزيد وقال له : إذا وضعتم سرسري على شفير حفرتي فادخل أنت القبر ومُر عمراً يدخل معك ، فإذا دخل فاخرج فاخترط سيفك ومره فليبايعك ، فإن فعل وإلا فادفنه قبلي .

وبالفعل نفذ يزيد ما قاله أبيه فبايع عمرو وقال له : ( ما هذا من كيسك ، ولكنه من كيس الموضوع في اللحد فذهبت مثلًا ، ويقصد بذلك أن هذا الدهاء والترتيب ليس من عقل يزيد إنما كان من عقل أبيه معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه الذي اشتهر بالدهاء والذكاء .

ففي واقعة أخرى له مع عمرو بن العاص أثناء موقعة صفين ، أن عمرًا قال له : لما لا تنزل إلى ابن عمك علي وتتبارزان فأيكما قتل صاحبه أراحنا وانتقل الحكم إليه ، ففطن له معاوية وقال له : أما علمت أنه ما برز إليه أحدًا وعاد سالمًا ، أتريدها لك ولابنك من بعدك .

ثم أقسم عليه معاوية بصفته أمير المؤمنين أن ينزل لقتال سيدنا علي بن أبي طالب ، فنزل مضطرًا ولما رآه قد أقبل عليه كشف له عن عورته وهو يقول مكرهًا أخاك لا بطل ، فلما فعل ذلك لم يمسسه سيدنا علي رضي الله عنه لأنه كان لا يقتل أحدًا وقع على الأرض وانكشفت عورته .

وكان عمرو رضي الله عنه يعلم بهذا من أمر سيدنا علي فضمن عودته سالمًا بما فعل ، فقد كان رضي الله عنه هو ومعاوية بن أبي سفيان وزياد ابن أبيه والمغيرة ابن شعبة من أعتى دهاة العرب المشهورين .

شارك المقالة:
50 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook