قصة ما صنعه الحداد

الكاتب: رامي -
قصة ما صنعه الحداد
خرجت الحروف الهجائية في مظاهرة ضد حرف الألف تهتف بإبعاده ، فوقف حرف الألف حزينًا مما سمع ، فذهب إلى أشقاءه الحروف ليستفسر وقال لهم لماذا يا أخواتي تقفون مني هذا الموقف ، هل أذيتكم هل أزعجتكم فقال الجيم نحن لا نحبك وقال حرف الواو لا نريدك فتسأل الألف لماذا ، فقال أحدهم لأنك تختلف عنا فأنت مرفوع الرأس مستقيم الظهر فنحن يا حسرتنا أنظر إلى أشكالنا .

ثم جلست الحروف تفكر في ما تستطيع أن تفعله إلى أن توصلت إلى حل مناسب جعلها ترقص فرحًا ، فقد اتفقت فيما بينها أن تذهب لحداد مسعود لكي يقومها ويسويها ، ويصلح الحال المطرقة والسمداد فتصبح مستقيمة كحرف الألف تمامًا ثم قالوا أنها فكرة جيدة ، ووافق الحداد على اقتراح الحروف ، وسُر لأنه سوف يجني من وراء عمله هذا مبلغًا لا بأس به من المال ، وقال لهم أنتم سبعة وعشرون حرفًا عدلًا قسموا أنفسكم لستة مجموعات في صباح كل يوم تأتي مجموعة منكم .

وبدأ العمل يوم السبت ذهبت إليه الباء والتاء والثاء والحاء والخاء والجيم ، ويوم الأحد ذهبت إليه الدال والذال والراء والزاي ، أما يوم الاثنين فكان من نصيب الشين والسين والصاد والضاد ، والطاء والظاء والعين والغين بقوا إلى يوم الثلاثاء ، وتم تخصيص يوم الاربعاء للفاء والقاف والكاف واللام ، أما الخميس وهو نهاية الأسبوع كان لبقية الحروف الميم والنون والياء ، تغيرت أشكال الحروف كشكل الألف الذي حزن لحاله وتغير للتغير الجذري التى آلات إليه الأمور ، ثم سأل الألف الأحرف التي صارت تشبه ، كيف ستميزون بعضكم ، وما هي أسمائكم الجديدة وحين ذهبت الأطفال المدارس يردون تحضير الدروس ، ولم يستطيعوا أن يقرأوا أو يكتبوا شيئًا .

فلم يكن أمامهم أي حروف إلا حرف واحد ولا يستطيعون أن يصيغون بواسطة كلمة واحدة ، وقف المعلمين والمعلمات مكتفين الأيدي عاجزين عن إعطاء المعلومات للطلاب ، وكذلك الأدباء والكتاب كان حالهم كحال الذي مُنع عنه الطعام ، وبعد حين من الزمن ملت الحروف وضعها فقد فقدت أسمائها وأشكالها ولم يعد الحرف يعرف أخاه أو يميزه ، وعندما يتصادم بيه أثناء سيره يقول له من أنت ، وما أسمك فلا يعرف ذاك الأخر بما يجيب ، وتأذى الحداد مسعود من الوضع مثلما تأذى جميع الناس .

فقد نسي أبنه القراءة والكتابة بعدما أغلقت مدرسته باباها ، كباقي المدارس ، وقال لو كنت أعرف نتيجة صناعتي ما قمت به ولو قدموا لي كنوز الدنيا كلها ، وظل الحداد ليلًا يفكر فقال له أبنه ما رأيك يا ولدي أن تقترح على الحروف أن تعيد لها شكلها ، فقال له وهل تقبل يا ولدي فقال جرب ولنرى ، فاتجه مسعود إلى الحروف فرأها تتخبط بعها ببعض ، ووحده حرف الألف الحقيقي كان يقف على بعد وينظر إلى الأحوال التي توصل لها أخوته بسبب جهلهم وعدم إدراكهم .

وقال له أيها الألف العاقل تعالي معي نحاول إقناع أخوتك بالرجوع إلى أشكالهم الأولى ، وأنا على استعداد أن أقوم بهذا العمل دون أجر أو تعويض ، فرح الألف بمبادرة الحداد وراح للحروف ، وعادت الأمور إلى مجراها الطبيعي .

شارك المقالة:
77 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook