"هي السيدة مارية بنت شمعون القبطية زوج الرسول صلّ الله عليه وسلم وأم والده إبراهيم الذي توفاه الله صغيرًا ، من كورة حفن بعد توسع أركان الدولة الإسلامية بدأ الرسول صلّ الله عليه وسلم في مكاتبة الأمراء والملوك حتى يدخلوا في الإسلام وكان من ضمنهم عظيم مصر المقوس حينما أرسل الرسول الكريم إليه لدخول في الإسلام بعث للرسول صلّ الله عليه وسلم في السنة السابعة للهجرة بألف مثقال من الذهب وأهداه السيدة مارية وأختها نسرين ومعهم عشرين ثوب لين وبغلام مخصي مع الرسول حاطب بن أبي بلتهة رضي الله عنه .

فعرض حاطب على السيدة مارية الإسلام فأسلمت رضي الله عنها ، وظل المخصي على دينه حتى أسلم بالمدينة ، كانت السيدة مارية بيضاء وجميلة أنزلها الرسول صلّ الله عليه وسلم في العالية ، حملت من الرسول صلّ الله عليه وسلم في ثمان من ذي الحجة .

وفي السنة الثامنة للهجرة بشهر ذي الحجة ولدت ولده إبراهيم ، فقال الرسول صلّ الله عليه وسلم لقد أعتقها ابنها وعن ابن عبَّاس  رضي الله عنه قال : لما ولدت مارية  قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم : “أعتقها ولدها”، اشتدت غيرة نساء الرسول صلّ الله عليه وسلم بولادة أصبحت حرة .

عاش ابراهيم عام وبضعه أشهر يحظى برعاية الرسول صلّ الله عليه وسلم ولكنه ما لبث أن مرض قبل أن يتم عامه الثاني واشتد عليه المرض ومات بعمر 18 شهرًا ، وتوفي يوم الثلاثاء العاشر من ربيعالأول في السنة العاشرة للهجرة ، حزنت السيدة مارية حزنًا شديدًا لموت إبرهيم ، في تلك الفترة حدث موقف كان ابن عم مارية المخصي يزورها فقال النبي صلّ الله عليه وسلم اذهب فإن وجدته عند مارية فاضرب عنقه فلما جاءه سيدنا علي فجلس لكي يوريه أنه ليس بذكر فكف عنه سيدنا علي رضي الله عنه .

قال الرسول صلّ الله عليه وسلم عنه انه مجبوب لا ذكر له ، ويروى عن السيدة عائشة رضي الله عنه أنها قالت ” ما غرْتُ على امرأة إلا دون ما غرْتُ على مارية؛ وذلك أنها كانت جميلة جَعدة، فأعجب بها رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، كان أنزلها أول ما أتت في بيت حارثة بن النعمان فكانت جارتنا فكان عامة النهار والليل عندها حتى فزعنا لها، فجزعت، فحوَّلها إلى العالية، وكان يختلف إليها هناك، فكان ذلك أشد علينا ”

عاشت السيدة مارية رضي الله عنها بعد وفاة الرسول صلّ الله عليه وسلم حتى عام 16 للهجرةالنبوية الشريفة وتوفيت بشهر محرم ودفنت بالبقيع ، أي أنها ماتت بعد النبي صلّ الله عليه وسلم بخمس سنوات ..

"