قصة ماسح الأحذية

الكاتب: رامي -
قصة ماسح الأحذية

قصة ماسح الأحذية

 

هناك تحت شجرة الكينا الكبيرة في الحديقة العامة ، كان يجلس عبدالله وأمامه صندوقه الخشبي ، الذي كان مزركشًا بمسامير ذات شكل لامع ، وكان الصندوق مزودًا بدرج صغير به علب صباغ ملونة ، كما كان يحتوي على فرشاة وخرقة صفراء من أجل مسح الأحذية.

ألقى عبدالله نظرة على الأطفال الذين كانوا يلعبون في الحديقة في ذلك الوقت ، فاغرورقت عيناه بالدموع ، ثم وقف وقام بركل الصندوق بقدمه حتى تدحرج ، فصاح الصندوق قائلًا : “آخ ؛ لم تضربني هكذا أيها الصديق ، لقد قمت بخلع مساميري .

اندهش عبدالله للغاية من حديث الصندوق ، فنظر إليه ليرى درجه وقد امتد مثل اللسان إلى الأمام ، مما جعل عبدالله يشعر بالذنب تجاه الصندوق ، فقال له :” اعذرني يا صديقي ، فأنا أشعر بالضيق ، وذلك لأنني أرى الأطفال ينفخون البالونات ، ويقومون بمسح شعر الدمى ، بينما أقوم أنا بنفخ الغبار من فوق الأحذية ، وأمسحها بالخرقة”.

بعد أن استمع الصندوق إلى عبدالله ؛ بكى حتى قرقعت العلب التي في بطنه ، ثم تحدث إلى عبدالله قائلًا :”عليك بالصبر يا صديقي ، فإن الحياة قاسية ، ومع هذا فإنها أيضًا حلوة ، فلتتذكر أصدقائك الذين يحبونك ، عليك أن تتذكر والدك المريض ، ألست أنت الشخص الذي يقوم برسم الابتسامة على شفتيه ، أنت إنسان مجتهد ، وسيكون لك مستقبل زاهر في دراستك ، حيث أنك ستصبح يومًا ما طبيبا ، وستشتري سيارة حمراء”.

شعر عبدالله بالفرح حينما سمع الصندوق يقول كلمة سيارة ، فنظر إلى صندوقه بكل مودة ، ثم تخيل علب الصباغ الدائرية وهي مثبتة وكأنها عجلات على طرفي الصندوق ، فقفز وهو يشعر بالبهجة وبدأ يغني : “صندوق الألعاب يا خير الأصحاب”.

الحكمة من القصة : “عليك أن تشعر بالرضا في كل وقت ، وأن تحاول الاجتهاد في عملك ، وأن تصبر على أي عقبات في طريقك حتى تستطيع الشعور بالسعادة والفرح ، وأن تصل إلى أحلامك التي تتمناها”.

القصة من أدب الأطفال العربي للكاتب السوري : خير الدين عبيد

قصة ماسح الأحذية

 

شارك المقالة:
57 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook