كان مايك صبى يبلغ من العمر 11 عامًا ، كان الابن الوحيد لوالديه الفقيرين ، حيث كان والده يعملبالنجارة أما والدته فكانت ربة منزل لا تعمل ، وعلى الرغم من أن عائلة مايك لم تكن غنية ، إلا أنها كانت أسرة صغيرة سعيدة .

وكانت مدرسة مايك تقع على بعد ميل من منزله ، فتمنى أن تكون لديه دراجة صغيرة يذهب بها إلى المدرسة ، ومع اقتراب موعد عيد ميلاده الذي كان سيتم فيه الحادي عشر من عمره ، طلب من والده أن يشتري له دراجة هوائية ، ليذهب بها إلى المدرسة .

فوعده والده أن يشتري له تلك الدراجة في عيد ميلاده ، وفي صباح يوم الميلاد استيقظ مايك وهو في قمة السعادة والنشاط ، كان مايك يشعر بالسعادة لأنه سيحصل على دراجته التي وعده بها أبيه .

ولكن بعد قليل دخل والده ومعه هدية ملفوفة تبدو من حجمها الصغير أنها ليست دراجة ، وحينما أعطاه والده الهدية وجدها عبارة عن مجموعة من الكتب الجميلة .

وعلى الرغم من أنه كان غير راضي عنها ، إلا أنه شكر والده على الهدية وقبله في وجنتيه ، كان والد مايك حزين جدًا لأنه لم يستطيع أن يحضر لابنه الدراجة التي كان يحلم بها ، ووعده أنه سيشتريها له حينما يتوفر معه ثمنها .

وبعد أسبوع كان مايك يسير في طريقة إلى منزله عائدًا من المدرسة ، وبينما هو كذلك رأى صبيًا يركب دراجة ، شعر مايك أن الدراجة غير مناسبة له فقد كانت صغيرة بالنسبة لجسمه .

وفجأة اصطدم الصبي بالرصيف ، وسقط من على الدراجة ليصدم بالأرض ، هرع مايك لمساعدة الصبي وعندما اقترب عرف أنه زميله بالمدرسة ويدعى سام ، وقد أصيب سام إصابة سيئة .

ولم يكن هناك أحد لمساعدته سوى مايك ، فقام مايك على الفور بتقديم بعض الماء لصديقه ، وحينما وجد أن ساق سام ويده قد أصيبت بجراح خطيرة ، طلب منه الجلوس وهرع إلى المستشفى القريب لطلب المساعدة .

وما هي إلا دقائق قليلة وجاء الإسعاف لينقل سام إلى المستشفى ، وفي هذا الوقت هرع مايك إلى منزل سام وأخبر والديه عن الحادث الذي وقع لابنهم ، فذهب والد سام مع مايك على الفور إلى المستشفى ، وشكر مايك على ما فعله مع ابنه سام وما قدمه له من مساعدة .

وحينما علمت أم سام بما حدث لطفلها ، قالت أن السبب في هذا هو تلك الدراجة غير المناسبة التي كان يستقلها سام ، وكان مايك يذهب كل يوم ليطمئن على سام في المستشفى ، وبعد هذا الحادث أصبحوا صديقين مقربين جدًا .

وبعد أن خرج سام من المستشفى ، عرف أن مايك لا يمتلك دراجة ، ويحضر كل يوم إلى المدرسة سيرًا على الأقدام ، فاقترح على والده أن يقدم دراجته الصغيرة كهدية لمايك ، فوافق أبيه على هذه الفكرة الطيبة التي يرد بها الجميل لمايك .

وذهب مع ابنه سام إلى بيت مايك ، وأخذوا معهم الدراجة الصغيرة وهناك استأذنوا من والد مايك أن يهدوا الدراجة لابنه ، فوافق والد مايك حينما رأى ابنه في غاية السعادة بتلك الدراجة الجميلة ، وبعد ذلك أصبحت العائلتين صديقتين إلى الأبد .