قصة مثل الله يرحم مزنه

الكاتب: رامي -
قصة مثل الله يرحم مزنه
تعد هذه القصة واحدة من الحكايات الشعبية التي تخلد دور المرأة العربية عبر الزمن ، وتوضح مدى دهائها وقدرتها على القيام بما يقوم به الرجال من فنون القتال والحرب ، وهي قصة غريبة فعلًا لامرأة حر أبيها لم تقف مكتوفة الأيدي أما سرقة اللصوص لحيها .

قصة المثل :
بدأت الحكاية حينما ذهب والد مزنه المطرودي برفقة رجال الحي لأداء صلاة الجمعة بعنيزة ، وكانت المسافة بين قريتهم التي يقطنون بها العوشزية ومسجد عنيزة مسافة كبيرة تبلغ حوالي سبع كيلو مترات .

وقد اعتاد رجال القرية أن ينزلوا بعد أداء الصلاة بضيافة أحد معارفهم بعنيزة لشرب القهوة ، فكانت تطل غيبتهم حتى مغيب الشمس ، وفي ذلك الوقت كانت نساء الحي تبقي بمفردها لحين عودة رجالها .

تلك العادة أغرت قطاع الطرق بالإغارة على قرية العوشزية وسرقة الماشية في غياب الرجال ، وبالفعل هجم اللصوص على القرية ، وقاموا بتجميع الماشية وساقوها عكس اتجاه عنيزة حتى لا تواجههم المتاعب .

لم تستطيع مزنه المطرودي الفتاة الأبية أن تقف مكتوفة الأيدي أمام سرقة حلال والدها ، فتحركت على الفور وارتدت زى أخيها ووضعت العقال على رأسها ولثمت وجهها ، ثم امتطت الفرس وجعلت بعض النساء يفعلون مثلها ويحيطون بها كأنهم بطانة الفارس .

وبعد ذلك هبت بفرسها تستعرض في حركات دائرية شجاعتها لم تقترب فيها كثيرًا من اللصوص ، ولكنها كانت على مسافة تسمح لهم برؤيتها حتى تثير فيهم الفزع وتجعلهم يشعروا أن بالقرية فرسان وهي ليست خاوية على عروشها .

وبعدها اقتربت منهم حينما شعرت أن الخوف بدأ يتسلل إليهم ، وأمرتهم بصوت أجش أن يعيدوا ما سرقوا ، وإلا طلقت النساء بالثلاث وكان هذا اليمين وقتها عظيمًا ، وكانت بيدها بندقية تشهرها بوجههم وتلف على الفرس مستعرضة مهاراتها ومن خلفها تفعل النساء كما تفعل هي .

فخشي الرجال من الفرسان الملثمين واتجهوا أذلاء إلى الحي ليردوا المواشي ، ولما سألها اللصوص عن هويتها قالت لهم : أنهم حامد المطرودي ، وبعدها استقبلتهم في ضيافتها حينما ردوا الغنائم ، وأعد لهم نساء الحي القهوة والعشاء .

ولم ينكشف الأمر إلا حينما عاد الرجال من عنيزة وعلموا بالخبر بعد ما رحبوا بضيوفهم ، فقد أصر اللصوص على معرفة الفارس الذي أرهبهم في غياب باقي الرجال ، وهنا أعلن الأب عن هويته وأخبرهم أن الفارس لم يكن سوى ابنته مزنه ، ومن يومها يضرب ذلك المثل في الشجاعة والإقدام ، فيترحم الناس على مزنه .

شارك المقالة:
81 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook