قصة محارة التجميل

الكاتب: رامي -
قصة محارة التجميل
"في يوم من الأيام كان هناك صبي يدعى ماكاتو ، مات والديه عندما كان صغيرًا ، فعاش يتيم الأبوين ، ولم يكن لديه أخوات أو أقارب يحتمي بهم من فقر الزمن ؛ فبدأ يكسب قوته بعرق جبينه ، فعمل فيكل مهنة صادفته : حمل الأمتعة الثقيلة ، وقام بإزالة الغابات ، وإطعام الحيوانات ، وكان متقنا لعمله ، قانعًا بأجره الضئيل ، وكان أصحاب الأعمال يمتدحونه لذلك.

وذات مساء جميل ، بعد أن قطع كومة كبيرة من الأخشاب ، جلس ليستريح ، وأخذ يفكر فيما سوف يفعله في مستقبل حياته ، وأراد أن يجرب حظه في بلاد غريبة ، وبعيدة ؛ لأنها كان يعش المغامرات ، ويتوق إلى خوضها .

ولما وجده صاحب العمل شاردًا في تفكير عميق سأله عن سر ذلك ، فأخبره بما يفكر فيه ، وقال له سمعت أن تلك الأرض البعيدة خصبة ، وأناسها طيبون ، وأتمنى أن أراها بنفسي ، فأخبره صاحب العمل أن الأرض ، التي يتوق لها هي أرض سوخوثاي ، ويحكمها ملك يدعى برا روانج ، وهو رجل عادل طيب القلب ، وشجعه على المضي في تلك الرحلة عله يقابل ذلك الملك يومًا ما.

وبعد مرور الوقت قرر ماكاتو أن يجرب حظه ، وغادر القرية ، وانطلق إلى العالم الرحب ، يتمتع بالمناظر الطبيعية ، ويتعرف على الناس من حوله حتى وصل لقرية تابعة لمملكة سوخوثاي ، وهناك أصابه العطش فطلب من امرأة عجوز تحمل قدرًا على رأسها شربة ماء ، فأعطته ، وأخذت تتجاذب مع أطراف الحديث .


فعلمت أن هذا الصبي ذو الإثنا عشرة عامًا ، جاء وحده من قرية مون لعله يستطيع التعرف على الملك الطيب في وقت ما ، وعلمت أيضا أنه يتيم الأبوين ، لا مأوى له سوى عمله ، فأخذتها معها ليعمل مع زوجها .

وقد كان زوج العجوز سائسًا في قصر الملك يرعي الأفيال ؛ فاتخذ من ذلك الصبي مساعدًا له ، وقد كان الصبي نشيطًا مجتهدًا في عمله ؛ فأحبه السائس ، وأحبته زوجته العجوز ، وعاملوه كما يعامل الآباء أبنائهم.

وفي مرة من المرات دخل حظيرة الأفيال شابًا وسيمًا بهي الطلعة ، يرتدي حل من أفخر الثياب ، وحوله حاشية كبيرة ، فعلم أنه الملك الذي طالمًا حلم بلقائه ، فحيا الملك العجوز وسأله عن الشاب الجديد ، فأخبره بقصته وأنه قدم من مون المدينة البعيدة ليتعرف على الملك الطيب .

فابتسم الملك للصبي الذي انحنى بسرعة والتقط محارة للزينة ، من على الأرض وقدمها للملك الذي اتسعت ابتسامته ، وقال له إنها مني لك ، ففرح الشاب فمحارة الزينة في ذلك الوقت كانت تعادل النقود ، وأخذ يردد إنها هدية الملك لي لابد أن أفعل بها شيء مفيد.

وخرج للسوق حائرًا يفكر فيما يمكن فعله بتلك المحارة الجميلة ، وأمام بائعة البذور راودته فكرة ، لما لا يشتري بذور الخص ، ويزرعها في حديقة القصر ، حتى يسعد الملك بها ، ويكافئه .

وبالفعل ذهب البائعة البذور واشترى منها قدرًا يسيرًا مقابل محارة الزينة ، ولما عاد إلى حديقة القصر ، أخذ يبدر البذور في الأرض ، ويرويها بالماء حتى اعتلاها اللون الأخضر وأصبحت حديقة غناء بها من الخص أطيبه ، ولما مر الملك على حديقة القصر رأى منظر الخص الجميل فأعجبه وسأل عن زارعه .

فأجابه الفتى أنه من صنع ذلك ، واقتطع من الأرض واحدة قدمها للملك ، فابتسم الملك وأمر بتعينه داخل القصر ، وكل يوم كان الصبي يثبت جدارة في عمله ، وأصبح يتقدم به العمر ، مع تقدم المكانة ؛ فحينما صار شابًا يافعًا كان قد أصبح من رجال الملك المقربون ، وحظي بلقب خون وانج ، وتعني أكثر الشخصيات أهمية في البلاط الملكي.

ومن شدة ثقة الملك بصدقه ، وإخلاصه  زوجه ابنته الجميلة ، وجعله حاكمًا على مدينة مون مسقط رأسه ؛ التي نشأ بها شاب يتيمًا معدمًا ، وبعدها أصبح ماكاتو ملك تلك الأرض الطيبة ، وكان مثل ملكها السابق يحبه الناس ، وينعتونه بالملك ماكاتو الطيب.

"
شارك المقالة:
52 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook