قصة مذبحة سينشون الكورية

الكاتب: رامي -
قصة مذبحة سينشون الكورية
لقد أدت مذبحة سينشون الكورية Sinchon Massacre إلى مقتل ما لا يقل عن 35 ألف شخص من كوريا الشمالية ، فهل ذبح الأمريكيون 3? ألف مدني خلال الحرب الكورية أم هل هي دعاية منكوريا الشمالية ؟ إن العلاقة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية لم تكن أبدًا سلسة .

ولكن لكي نفهم تمامًا العلاقة المتوترة بين الدولتين ، يجب أن يعود المرء إلى ما يقرب من 70 سنة إلىمذبحة سينشون ، فقد كانت هناك سلسلة من عمليات القتل الجماعي ، التي زعمت كوريا الشمالية أن القوات العسكرية للولايات المتحدة نفذتها في الفترة من 17 أكتوبر إلى 7 ديسمبر 1950م، خلال بداية الحرب الكورية .

وخلال هذه الفترة التي استغرقت 52 يومًا ، يُعتقد أن أكثر من 35 ألف مدني كوري قد قُتلوا ، لكن ماإذا كان هذا تم على أيدي الجنود الأمريكيين أو غيرهم ما زال الأمر موضع خلاف ! وهناك روايات متضاربة من جهات متعددة تتعلق بالأحداث ، وعدد القتلى والجهات المسئولة عن ارتكاب المجزرة .

الخلفية وراء مذبحة سينشون :
كان هناك العديد من المذابح الجماعية المفترضة على مدى شهرين في نهاية عام 1950م ، والتي ساهمت في إجمالي عدد القتلى في مقاطعة سينشون ، واحدة من أولى هذه المذابح كانت في 18 أكتوبر 1950م نفذت على ملجأ في غارة جوية في سينشون ، وتشير السجلات الكورية الشمالية إلى أن الجنود الأمريكيين ذبحوا حوالي 900 شخص هناك .

وفقد 520 آخرون بينهم 50 امرأة وطفل ، وبعد ذلك بيومين في 20 أكتوبر / تشرين الأول 1950م ،أثناء هجوم في ملجأ الغارات الجوية التابع لمركز الشرطة ، استمر هذا النمط من القتل الجماعي حتى تم الوصول إلى 35 ألف و838 شخصًا قتلوا في نهاية ديسمبر .

من المسؤول ؟
ويبقى من غير الواضح ما إذا كان الجيش الأمريكي ، أو الجيش الكوري الجنوبي أو وحدة حرب العصابات الشيوعية في كوريا الشمالية ، هم أكثر مسئولية عن هذا الهجوم الشنيع ، وفي الواقع يبدو ذلك الصراع معقدًا للغاية ، وكما يدعي المؤرخ الكوري الجنوبي هان سونغ هون : “أنه لا يمكن فهم مجزرة سينشون ببساطة بأنها عمليات قتل بين اليسار واليمين” .

فيجب أن نفهم ثلاثية الأبعاد ، باعتبارها النتيجة المتفجرة للتناقضات الناشئة عن الفترة الاستعمارية بعد التحرير ، إلى جانب تقسيم وإقامة دولتين منفصلتين في الشمال والجنوب ، وفي نهاية المطاف وقوع الحرب ، مما أدى إلى تفاقم المشاكل الداخلية كالطبقة والدين .

وفي كتاب ترافيس جيبيسين ” أراكم مرة أخرى” في بيونغ يانغ ، قال الكاتب هون : “أنه عندما انسحبت الوحدات العسكرية الكورية الشمالية من سينشون ، ووُضعت وحدات حرب العصابات الشيوعية المحلية مكانها في المعركة ضد القوات الكورية الجنوبية والأمريكية ، أصبحت المنطقة “مرتعًا لكل من اليمين واليسار في اللحظات التي سبقت مذبحة أواخر عام 1950م .

وهذا يمكن أن يفسر جزئيًا السبب في صعوبة إلقاء اللوم على الأمريكيين في المجزرة ، وهناك أعمال فنية تظهر في متحف سينشون ، وتعبر عن كارثة الحرب الأمريكية الوحشية في كوريا الشمالية ، وتزعم بعض المصادر أن المجزرة نفذها جنود أمريكيين ، وتقول روايات أخرى أن الكوريين الجنوبيين هم من يتحملون المسئولية .

ويرى بعض المؤرخين أنه في الوقت الذي نفذت فيه كوريا الجنوبية الهجوم ، فإنهم كانوا يتصرفون بناء على أوامر من الجيش الأمريكي  ، إلا أن تقريرًا صدر في عام 1952م من مجموعة من المحامينوالقضاة وأساتذة من بريطانيا وفرنسا والنمسا وإيطاليا وبلجيكا والصين وبولندا والبرازيل ، وحقق في مزاعم المجزرة قدم أدلة على ارتكاب الجريمة نيابة عن الأمريكيين .

لكن دونج تشون كيم المفوض السابق للجنة الحقيقة والمصالحة في كوريا الجنوبية ، لا يتفق مع هذه النتائج ، وهو يعتقد أن جماعات حرب العصابات الكورية الشمالية ، أو الفصائل الشيوعية الشابة هي المسئولة عن ذلك ، وبغض النظر فإن نتيجة تلك الأحداث القاتمة التي وقعت في سينشون جعلت عداء كوريا الشمالية يصبح أكثر حدة ضد الولايات المتحدة .

التوترات الحالية :
زادت التوترات سريعًا حتى عام 2014م عندما زار الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون متحف سينشون لأرواح الحرب الأمريكية ، والذي بني أصلًا في عام 1958م حيث تم تجديد المتحفبتعليمات من كيم جونغ أون ، ويقول البعض أن المتحف يستخدم إلى حد كبير من قبل القيادة الكورية الشمالية لتغذية الكراهية للولايات المتحدة .

بينما تزعم بيونغ يانغ أنه مجرد دليل على مسئولية الولايات المتحدة عن موت العديد من مواطنيها ، وقد تم تصميم غرف المتحف الـ 16 بعناية لعرض التفاصيل الفظيعة للمجزرة ، وتحوي الغرف على التحف والدفاتر من فترة زمنية مدتها 52 يومًا ، كما تحتوي على معارض بها رسائل من الأطفالوالأسلحة والأدوات المستخدمة في التعذيب ، وأدلة على ضربات جوية أمريكية وحرب كيماوية ، وعلم كوري شمالي ملطخ بالدماء .

وخلال زيارته إلى المتحف عام 2014م أبدى كيم مشاعره السلبية تجاه الأمريكيين بوضوح شديد ،وقد ذكر كيم أنه بغض النظر عن مدى “محاولة الإمبرياليين الأمريكيين لعب الحيل ، فإن آثار الدم التي تركت على هذه الأرض لا يمكن محوها أبدًا ، وأضاف “يجب الانتقام فالدم بالدم ، ويجب تسوية الحسابات مع الإمبرياليين الأمريكيين بأي ثمن” ، ولكن في الفترة الحالية حدث تقارب كبير بين كوريا الشمالية وأميركا ولكن ما زال الحذر بينهما موجود .

شارك المقالة:
64 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook