قصة مسجد السلطان حسن

الكاتب: رامي -
قصة مسجد السلطان حسن
يقع مسجد السلطان حسن في مدينة القاهرة القديمة ، وهو من أشهر الآثار الإسلامية بها ، وقد تأسس المسجد ليكون مسجد ومدرسة في نفس الوقت وهو يعتبر من روائع العمارة في بعهد الممالك البحرية.

السلطان حسن :
يعتبر السلطان حسن من الأمراء المملوكيين الذين حكموا القاهرة ، وقد اعتلى العرش لأول مرة في عام 748هـ حتى عزله أمراؤه في عام 752هـ ، ولكنه استطاع خلع أخيه والاستيلاء على الحكم مرة أخرى في عام 755هـ .

وظل حاكمًا حتى عام 762 هـ ، لم يكن السلطان حسن محبوبًا من الشعب أو جديرًا بالحكم ولكنهمع ذلك خلف وراءه عمارة إسلامية جميلة خلدت اسمه بين الأمراء المماليك ، ومن أشهر الآثار التي تركها السلطان حسن مسجد ومدرسة السلطان حسن .

عمارة المسجد :
شُيد المسجد على نظام المدرسة ، وقد تم بناؤه محل بيت الأمير يلبغا اليحياوي ، وقد بدأ العمل فيه عام 757هـ ، واستمر العمل فيه لمدة ثلاثة سنوات متواصلة ، حتى أن العمال لم يأخذوا يوم عطلةواحد أثناء بناء المسجد ، وقد رصد السلطان لبناؤه كل يوم عشرون ألف درهمًا ، وقيل أن القالب الذي بني عليه الايوان الكبير قد تكلف مبلغ مائة ألف درهم .

يبلغ ارتفاع مسجد السلطان حسن 113 قدمًا وقد تم بناؤه من الحجارة المنحوته المأخوذة منالأهرامات ، أما ايوان المسجد يبلغ طوله خمسة وستون ذراعًا ، وهو يعتبر أكبر ايوان تم بناؤه في مصر ، وكذلك المنبر الرخامي للمسجد لا مثيل له .

وقد كان السلطان حسن ينوي بناء أربعة منابر بالمسجد ولكن بعد بناء ثلاثة مآذن سقطت المنارة القريبة من مدخل المسجد عام 762هـ فمات بسببها ثلاثمائة شخص فألغى السلطان بناء هذهالمنارة ، وبعد سقوط المنارة بدأ العامة يتحدثون أن تلك الحادثة نذير بنهاية حكم السلطان حسن ، وقد قيل شعر في تلك الحادثة :

أبشر فسعدك يا سلطان مصر أتى      بشيرة بمقال سار كالمثل
إن المنارة لم تسقط لمنقصة            لكن لسر خفي قد تبين لي
من تحنها قريء القرآن فاستمعت    فالوجد في الحال أداها إلى الميل

وقد قُتل السلطان حسن بعد حادثة المنارة بثلاثة وثلاثون يومًا ، قبل أن يتم بناء المسجد ، وقد أتمه بشيرأغا الجمدار ، ولا يقل داخل المسجد جمال وأبهة عن خارجة ، فجدران المسجد منقوشة ومزينة بالكتابات الكوفية والكتابات العربية ، وآية الكرسي مكتوبة بالخط الكوفي ومنقوشة على ألواح من الخشب الثمين .

وتعلو مقصورة الجامع القبة الجديدة وهي ليست القبة الأصلية للمسجد فالقبة الأصلية للمسجد قد تهدمت ، كما يتميز المسجد أيضًا بالمشكاوات النحاسية ، ومصابيحه الزجاجية المطلية بالميناء .

وقد كان للمسجد باب نحاسي ضخم ، ولكن لما قام السلطان الملك المؤيد ببناء جامعه بجوار باب زويلة قام بشراء باب مسجد السلطان حسن النحاسي ونقله إلى مسجده .

وقد كان مسجد السلطان حسن مقابلًا لقلعة الجبل التي كان يقيم بها الحاكم ، فلما كانت تقوم فتنة بين المماليك ، كانوا يعتلون أسطح المسجد ويبدؤون برمي سهامهم وأسلحتهم على القلعة .

ولكن في عهد الملك الظاهر برقوق لم يحتمل أن يتم انتهاك المسجد بتلك الطريقة ، فأمر بهدم الدرج المؤدي إلى المنارتين والمؤدي إلى سطح المسجد حتى لا يمكن الوصول للسطح ، وقد منع الأذان من المنارتين وبقي الأذان يقام على الدرج . وقد سقطت دولة المماليك البحرية والبرجية وسقط بعدها عدة دول ولكن بقى مسجد السلطان شاهدًا على فن العمارة ودقة الصناع في ذلك الوقت .

شارك المقالة:
72 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook