قصة مصرع نملة

الكاتب: رامي -
قصة مصرع نملة
بينما كان أحد العلماء يجلس في داره لاحظ وجود قطعة كبيرة نسبيًا من السكر على الأرض ، فلما هم بأخذها وجد نملة اقتربت من مكان سقوطها وأخذت تحوم حولها ، ثم حاولت أن تزحزها لتحملها وتمضي لكنها لم تفلح في ذلك ، كل ما استطاعت فعله هو زحزحتها بقدر يسير رغم محاولاتها المتعددة ، ثم انصرفت النملة بعد ذلك .

كان العالم يجلس ويرقب سلوك النملة وبينما هو ينتظر وجد عددًا من النمل قادم من بعيد باتجاه قطعة السكر ، وكان يتقدمهم نمله بدا له أنها هي نفسها النملة الأولى التي كانت تحوم وحدها حول قطعة السكر ، ذهبت إليهم وجلبتهم لمساعدتها في حملها .

وقبل اقتراب سرب النمل من مكان قطعة السكر رفعها العالم من على الأرض ، كي يرقب ما سيحدث ؟ حينما وصل النمل إلى المكان لم يجد شيئًا فأخذت النملة تدور في نفس المكان بحثًا عن قطعة السكر ، ومن خلفها النمل يتحرك ببطء في مجموعة صغيرة ، ثم يقوم بما يشبه اجتماعًا صغيرًا وبعدها ينصرف النمل وخلفه النملة الأولى .

بعد قليل عادت النملة الأولى في محاولة منها لإثبات أنها كانت على صواب ، وأخذت تقترب من مكان قطعة السكر فوضعها لها العالم مرة ثانية في نفس المكان ، فلما وصلت إليها كررت ما فعلته في المرة السابقة فحامت حولها وحاولت زحزحتها ولكنها أيضًا لم تنجح ، لذا انصرفت وعادت بعد قليل وهي تتقدم سرب النمل .

فلما رآهم العالم قادمين كرر فعلته ورفع قطعة السكر من على الأرض ، فكرر النمل ما فعله في المرة السابقة حيث تحرك في نفس المكان ثم شكل ما يشبه اجتماعًا وبعدها انصرف تتأخره النملة الأولى ، لم يمض وقت طويل حتى عادت النملة وحدها للمرة الثالثة ، فلما رآها العالم تقترب من المكان وضع لها قطعة السكر .

فقامت بنفس الخطوات الممنهجة التي فعلتها من قبل ودارت حول قطعة السكر بعناية ثم حاولت زحزحتها ولما لم تنج ، مضت إلى سربها للمرة الثالثة كي تخبرهم بوجود قطعة السكر ، فعادوا معها تلك المرة أيضًا ولما رآهم العالم قادمين تتقدمهم النملة ، كرر ما فعله في المرتين السابقتين ورفع قطعة السكر .

فلما لم يجد النمل قطعة السكر تحرك في المكان الذي كانت به ، ثم شكل اجتماعه ولكن تلك المرة لم ينفض الاجتماع بالعودة كما حدث في المرتين الأولى والثانية ، فقد التف سرب النمل حول النملة الأولى وقتلها بعد أن أصدر قرارًا بإعدامها على تضييعها وقت المجموعة واعتقادهم أنها كذبت عليهم ، ثم حملوها وعادوا بها من حيث أتوا .

فتلك كانت عاقبة الكذب في عالم النمل البديع الذي ضرب الله به أروع الأمثلة في القرآن ، فما أروع التنظيم الذي كانوا يسيرون به وفق خطة ممنهجة ، وما أروع إصرار النملة على معاودة العمل والبحث عن الطعام رغم تعرضها للوم في الاجتماع الأول والتحذير في الاجتماع الثاني والقتل في الإجتماع الثالث .

فهي لم تتوقف عن المحاولة لإثبات صحة موقفها ، ولم تتردد في طلب العون من فصيلها رغم عدم تصديقهم لها في البداية ، أما هم فمنحوها فرصة واثنين وحينما تبين لهم عدم صحة ما ادعته وقيامها بتضييع وقتهم أصدروا حكمًا بالإعدام في حقها حتى تكون عبرة لبني جنسها ، فسبحان من خلق هذا العالم العجيب المليء بخصال كالعدل والنظام والعمل الجماعي الدءوب .

شارك المقالة:
68 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook