نظر فأر من خلال الشرخ الذي كان يوجد بالجدار ، فرأى المزارع وزوجته يفتحون بعض الأكياس التي تحتوي الطعام وتساءلت الفأرة عن هذا الطعام الذي يوجد في تلك الأكياس ؟ فدخل الفأر لكي يستكشف تلك الأكياس بعد مغادرة الزوجين المكان ، ليجلب منها الطعام له ولأسرته ، ولكنه اكتشف أنها لم تكن أكياس طعام بل كانت مصيدة للفئران .

فتراجع الفأر بسرعة إلى فناء المزرعة ، و أخذ يحذر جميع أسرته من الفئران وهو يصرخ ويقول لهم هناك مصيدة فئران في المنزل ! وظل ينادي بصوتٍ جزع هناك مصيدة فئران في المنزل ! هناك مصيدة فئران بالمنزل ! خرج الفأر على الفور لطلب المساعدة فذهب إلى جارته الدجاجة وطلب منها أن تساعده في التخلص من تلك المصيدة .

فرفعت الدجاجة رأسها و قالت له : سيدي الفأر أنا أعلم أن وجود المصيدة يشكل مصدر قلق كبير بالنسبة لك ، ولكني حقًا لا أستطيع أن أفعل لك شيء فالمصيدة بعيدة عني لما اقترب منها ؟ أعتذر منك لأني لا أستطيع أن أقدم لك شيء ، خرج الفأر من عندها وهو حزين ثم تحول إلى الأرنب وقال له : أرجوك ساعدني هناك مصيدة فئران في المنزل!هناك مصيدة فئران في المنزل !

تعاطف الأرنب مع مشكلة الفأر لكنه قال أيضًا : أنا آسف جدًا أيها الفأر حيال مشكلتك تلك ،  ولكن لا يوجد شيء في يدي يمكنني القيام به إلا الدعاء ، وتأكد أنني لن أنساك في صلاتي ، فخرج الفأر من عنده وهو يشعر بخيبة الأمل واتجه إلى البقرة لعلها تكن هي طوق النجاة ،  وحينما دخل عليها قال لها : أرجوكِ أيتها البقرة القوية ساعديني فهناك مصيدة فئران في المنزل !

قالت البقرة متعجبة :  واو حقًا أيها الفأر أنا آسفة لك لكن ليس بإمكاني فعل شيء لك ، فعاد الفأر إلى المنزل وهو مهموم وقرر أن  يواجه مصيدة المزارع وحده.فنزل إلى أسفل وبينما هو يسير باتجاهها ، سمع صوت في جميع أنحاء المنزل مثل صوت مصيدة الفئران وهي تغلق على فريستها .

وهرعت زوجة المزارع لرؤية ما تم القبض عليه في الظلمة ، ولم ترَ أنه ثعبان سام كان ذيله قد وقع في فخ المصيدة ، وبينما هي تقترب منه قام الثعبان بلدغها فهرع المزارع إلى المستشفى ، وعادت الزوجة إلى المنزل وهي مصابة بالحمى الشديدة .

فأوصى لها الطبيب بحساء من الدجاج الطازج كي تسترد عافيتها ، لذلك أخذ المزارع الدجاج من المزرعة وذبحه وطبخه لكي يحصل علي الحساء اللذيذ ، لكن مرض زوجته استمر حتى جاء الأصدقاء والجيران للجلوس معها على مدار الساعة ، ولكي يطعم الجميع ذبح الفلاح الأرنب أيضًا .

ولكن زوجة المزارع لم تتحسن أبدًا وظلت طريحة الفراش تعاني من الحمى الشديدة ، حتى ماتت بعد فتره فجاء الكثير من الناس لجنازتها ، وهنا قرر المزارع ذبح البقرة لتوفير ما يكفي من اللحوم للجميع ، كان الفأر يشاهد كل شيء من الشرخ في الجدار بحزنٍ شديدٍ فرغم عدم مساعدة الدجاجة والأرنب والبقرة له إلا أنه حزن كثيرًا لذبحهم .

لذا ، في المرة التالية التي تسمع فيها أن شخصًا يواجه مشكلة وتظن أنه لا يثير قلقك واهتمامك ، تذكر أنه عندما يتعرض أحدنا للتهديد فنحن جميعًا نكون عرضة للخطر ، ونحن ماضون جميعًا في هذه الرحلة التي تسمى رحله الحياة ، لذا يجب علينا أن نهتم لأمر بعضنا البعض ، وأن نبذل جهدًا إضافيًا لتشجيع بعضنا بعضاً على المضي قدمًا وتخطي العواقب ، فكل واحد منا هو جزء في نسيج شخص آخر .