قصة معاناة زوجة صغيرة السن

الكاتب: رامي -
قصة معاناة زوجة صغيرة السن
"يوجد العديد من الأمراض التي تتفشى داخل أعمدة المجتمع لتجعله يحصد الآلام التي تجعل توازنه يختل بعض الشيء ، ومن بين الأمراض التي تظهر بوضوح بمختلف المجتمعات هي مشكلة زواج القاصرات والتي ينتج عنها العديد من المشكلات وخاصة للفتاة المُجبرة على هذه الزيجة ، وما بين مشكلات نفسية وجسمانية تترنح تلك الفتاة وتذوق من مر المعيشة ما يجعلها ترفض واقعها في معظم الأحيان .

تزوجت وهي طفلة :
تحدثت إحدى الفتيات عن قصة زواجها التي قتلت طفولتها المبكرة ؛ حيث قالت أن والدها أجبرها على الزواج حينما تقدم لها رجل خمسيني وهي كانت لاتزال في ريعان طفولتها حيث كانت بالكاد تبلغ الثالثة عشر من عمرها ، لم تتمكن الفتاة من أن تقف أمام والدها الذي أصرّ على إتمام زواجها من ذلك الرجل الذي يكبرها بقرابة الأربعين عامًا كما أنه متزوج من أخريات .

رد فعل أم الفتاة :
رفضت الأم أن تزوج ابنتها الصغيرة من ذلك الرجل كبير السن ؛ غير أن والد الفتاة كان شديد القسوة ولم يخضع إلى محاولات الأم التي باءت بالفشل وحولّت حياتها إلى مسار آخر تمامًا ؛ حيث أن الأم لم تستطيع إكمال حياتها مع هذا الزوج سليط الرأي والذي طلقّها بعد إصرارها على عدم زواج ابنتها في هذا السن ، وقد قام ذلك الأب بتزويج بناته جميعًا وهم في سن مبكر بعد طلاق زوجته.

إتمام الزواج :
تركت الأم ابنتها مُرغمة على ذلك ولم تتمكن من إنقاذها ، وبالفعل حقق الوالد رغبته وتزوجت ابنته الصغيرة من ذلك الرجل الخمسيني ، وقالت أنها لم تكن على دراية بالمعنى الحقيقي للزواج وهو ما قد تسبب لها في الكثير من الأزمات النفسية التي عايشتها بعد زواجها التي أُجبرت عليه .

الحمل والبُعد عن سكن الأهل :
تزوجت الفتاة في مسكن بعيد عن أهلها وهو ما قد تسبب لها في زيادة المعاناة التي تقاسيها ، وبعد فترة قليلة من الزواج اكتشفت أنها قد أصبحت حامل في جنينها الأول ، وقد عانت كثيرًا من آلام جسمانية ونفسية ؛ فلم تكن قادرة على تحمل آلام الحمل نظرًا لضعف جسدها الصغير .

الرعاية من زوجة الزوج :
قالت الفتاة أنها لم تجد الرعاية إلا من زوجة زوجها الكبرى التي وقفت بجوارها نظرًا لبُعدها عن أهلها ؛ حتى أتمت حملها ووضعت جنينها الأول ، وبدأت رحلتها مع تربية طفل صغير وهي غير مدركة لمتغيرات الحياة التي طرأت عليها بعد أن أصبحت أم في مثل هذا السن.

تحذير :
قامت الفتاة بتقديم تحذير إلى كل فتاة وكل أب حتى لا يكون مصير الفتيات الصغيرات مثلها ، لقد أوضحت أنها أصبحت أمًا لطفلين في الوقت الحالي وهي لازالت في سن الثامنة عشر من عمرها ، لذلك قامت بطرح تجربتها لتكون إنذارًا إلى كل أولياء الأمور حتى لا يضعوا بناتهم في هذا الموقف الذي لا زالت تعيش قسوته ؛ حيث الزواج في سن صغير من رجل كبير ومسؤوليات لا تقوى عليها .

ردود أفعال :
ظهر الكثيرون ممن يلومون على الأب فعلته غير اللائقة بابنته وأوضحوا أنه لا يجوز له ما فعله ؛ فلا إكراه في الزواج كما أن زواج القاصرات أمر مكروه للغاية ، ولكن ظهرت قلة قليلة للغاية تخاطب الفتاة بأن ترضى بحياتها التي تتمناها الكثير من الفتيات ؛ حيث الزواج والاستقرار والأبناء .

ولكن الأمر واضح وضوح الشمس فالمعاناة التي تحدثت عنها الفتاة ليست مجرد خيال ؛ بل إنها واقع ملموس داخل المجتمع لذلك يجب التدبر قبل الإقدام على هذا الفعل الذي لا يجوز شرعًا لأنه بالإكراه ولا يجوز أخلاقيًا لأنه يؤدي إلى عواقب وخيمة .

"
شارك المقالة:
58 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook