قصة معركة أجينكورت

الكاتب: رامي -
قصة معركة أجينكورت
تعتبر معركة أجينكورت جزء من حرب طويلة دارت رحاها بين إنجلترا وفرنسا في العصور الوسطى ، وقد كان السبب الرئيس لتلك الحرب هو النزاع على التاج الفرنسي .

مكان المعركة :
لم يستطيع المؤرخون تحديد مكان المعركة بالضبط ، ولكنها تمت بالقرب من قرية أجينكورت لذلك تم تسميتها بهذا الاسم كما اقترح الملك هنري الخامس .

أحداث المعركة :
بدأت المعركة في وقت مبكر يوم 25 أكتوبر 1415م ، حين قام الملك هنري بنشر جيشه في منطقة مساحتها تقريبًا 750 ياردة ، وقد قام بتقسيمه إلى ثلاثة فرق ، فرقة الطليعة بقيادة دوق يورك ،والجيش الرئيسي بقيادة الملك هنري ، والمؤخرة بقيادة اللورد كامويس.

كذلك كان للسير توماس إربينجهام أحد فرسان هنري الأكثر خبرة دورًا في تنظيم الرماة ، وقد شهدت تلك المعركة استخدام عدد كبير من الرماة قُدر عددهم بحوالي 7000 ، وفي ليلة المعركة خطب هنري فيرجاله وأخبرهم أنه يفضل الموت في المعركة على الوقوع في الآسر ، وذكر لجنوده الهزائم السابقة التي ألحقها ملوك إنجلترا بفرنسا .

أما عن الجيش الفرنسي فقد شارك معظم النبلاء الفرنسيين في المعركة وقد كان معظمهم في طليعة الجيش بدلًا من الرماة ، حيث أنهم كانوا حريصين على هزيمة الإنجليز ، وكان الجيش الفرنسي مقسم إلى ثلاثة خطوط كان الأول بقيادة كونستابل دو ألبرت والمارشال بوسيكولت ودوق أورليان وبوربون ، وكان الخط الثاني بقيادة دوق ألبير وألينكون وكونت نيفرز ، وكان الخط الثالث تحت قيادة دامارتيين وفوكونبرج .

لعبت أرض المعركة دورًا هامًا في حسم نتائجها ، حيث وقعت المعركة في أرض طينية محروثة مؤخرًا وسط الغابات ، وقد انهمرت الأمطار بشدة مما جعل الأرض موحلة تمامًا ، واضطر الجنود الفرنسيين للسير في الوحل مدة طويلة وحين وصلوا إلى المعركة كانوا مرهقين تمامًا .

وبدأت المعركة وتقدم الفرسان الفرنسيين باتجاه الجيش الإنجليزي ، ولكن المساحة الضيقة التي تحرك فيها الجيش الفرنسي جعلتهم هدفًا سهلًا للرماة الإنجليز ، وقد وقع عدد كبير من الإصابات وسط الفرسان والخيول الفرنسية ، وكان النجاح الوحيد الذي أحرزه الفرنسيون في تلك المعركة ، هو الهجوم عل أمتعة الجيش الإنجليزي وقد استولوا على مجموعة من ممتلكات الملك هنري منها تاجه .

بعد انتهاء المعركة وهزيمة الجيش الفرنسي ، أمر الملك هنري بقتل جميع الأسرى الفرنسيين ، بالرغم من تذمر رجاله من هذا القرار لأنهم أرادوا الحصول على مبالغ الفدية الكبيرة مقابل إطلاق سراحهم ، ولكن هنري أصر وهدد من يرفض تنفيذ أمره بالقتل ، لأنه علم أن الجيش الفرنسي يتأهب لهجمة ثانية على جيشه فخشي أن يجمع الأسرى أنفسهم وكان عددهم كبير ويهجمون على الجيش وقت المعركة .

وقد اختلفت التقديرات بالنسبة لعدد القتلى ولكن الثابت أن عدد القتلى الفرنسيين في تلك المعركة كبير مقارنة بالقتلى الإنجليز .

نتائج المعركة :
على الرغم من الانتصار العسكري الحاسم للجيش الإنجليزي ، إلا أنه لم يؤدي إلى المزيد من الفتوحات الإنجليزية للأراضي الفرنسية ، فقد أسرع الملك هنري بالعودة بجيشه إلى إنجلترا ، وقد حقق انتصارًا داخليًا أيضًا حيث أصبح في نظر الشعب الإنجليزي ، وحقق شرعية ملكية لعائلة لانكاستر ضد خصومها من عائلة يورك .

وبسبب تلك الهزيمة عادت الخلافات الداخلية في فرنسا بين النبلاء الفرنسيين ، وبعد عشرة أيام المعركة سار البورجنديون إلى باريس واحتلوها ، وقد سمحت تلك الصراعات للملك هنري بالتجهيز لحملة عسكرية وسياسية جديدة على فرنسا .

شارك المقالة:
60 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook