قصة معركة الزاب

الكاتب: رامي -
قصة معركة الزاب
"نشبت الحروب والمعارك على مر الأزمنة والعصور من أجل تحقيق انتصار فريق على الآخر ولأسباب عديدة كان أهمها التوسعات داخل البلدان ، وكانت هناك العديد من المعارك الفاصلة في التاريخ الإسلامي ، ولعلّ معركة الزاب واحدة من تلك المعارك التي وضعت حدًا يمنع من تقدم الدولة الأموية.

عُرفت معركة الزاب باسم معركة الزاب الكبرى أو الزاب الأعلى ، وقد نشبت تلك المعركة خلال عام 132 هجريًا بالقرب من نهر الزاب الكبير ، ويُعتبر واحدًا من روافد نهر دجلة ويوجد بشمال العراق ، لذلك نُسب اسم المعركة إلى اسم النهر الذي نشبت بالقرب منه .

قامت معركة الزاب بين أخر خليفة أموي وهو مروان بن محمد وبين الأمير العباسي عبدالله بن علي وهو عم الخليفتين المنصور والسفاح ، ونشبت المعركة بين الجيشين بمنطقة الزاب التي تقع بين الموصل وأربيل ، وقد هُزم جيش الخليفة مروان الذي فرّ هاربًا إلى مصر ، وتم قتله بمدينة أبي صير ليكون بذلك آخر الخلفاء الأمويين في الشام .

أسباب المعركة :
أصبحت الخلافة الأموية في تلك الفترة في أضعف صورها ، وكان ذلك في عهد الخليفة مروان بن محمد ، واندلعت الثورة من قِبل الخراسانيين ضد الأمويين ، وعلى النقيض ارتفع شأن العباسيين خلال نفس الفترة ، مما جعل الخليفة مروان يتجهز بجيش كبير ويتجه إلى الثوار كي يحاربهم .

أحداث المعركة :
قام الخليفة الأموي مروان بن محمد بإعداد جيشه ، ثم زحف على رأس هذا الجيش حتى وصل بهم إلى الموصل ، ثم نزل إلى دجلة فيما بعد ، وحينما وصلت الأنباء إلى الجيش العباسي بقدوم الجيش الأموي ؛ تحرك الجيش العباسي على الفور لمقابلة الأمويين ، واتخذ العباسيون بقيادة عبدالله بن علي نهر الزاب الأكبر مكانًا ليعسكروا به ؛ فكان ذلك النهر هو الفاصل بين الجيشين.

قام الخليفة مروان بإنشاء جسرًا ليعبر من خلاله إلى الضفة الأخرى ، ثم عبر بجيشه والتقى مع جيش العباسيين ، ودامت المعركة لمدة تسع أيام ، وقد قُتل عدد كبير من الجيشين بعد قتال عنيف ؛ غير أن الجيش العباسي تمكن من تحقيق النصر .

نتائج المعركة :
تقدم العباسيون بصورة هائلة في تلك المعركة التي تمكنوا فيها من الانتصار الهائل من خلال الخطط المحكمة التي واجهوا بها جيش مروان ، ومن الخطط الني نُفذت بحنكة في تلك المعركة هي قطع الجسر الذي يعبر عليه الجيش الأموي ؛ مما أدى إلى غرق الكثيرين من جيش مروان ؛ حيث أن عدد الذين غرقوا كان يفوق أعداد القتلى .

لم يتمكن مروان من الصمود أمام الجيش العباسي ؛ فقام بالفرار إلى مصر ؛ غير أن العباسيين تتبعوه داخل مصر حتى استطاعوا أن يقتلون خلال عام 132 هجريًا ، وقد أدى ذلك إلى سقوط الدولةالأموية في بلاد الشام ، ولكنها قامت في الأندلس .

وقد ترتب على تلك المعركة قيام دولة العباسيين التي أصبحت في أوج ازدهارها وقوتها بعد أن استطاعت أن تسحق جيش مروان في معركة الزاب .

تأسيس الدولة الأموية الثانية بعد معركة الزاب :
بعد الهزيمة الساحقة التي لحقت بالجيش الأموي وخاصةً بعد مقتل الخليفة مروان ؛ كان من الصعب أن تستمر الخلافة الأموية داخل بلاد الشام ، وقد هلكت كل القيادات الأموية ولم ينج منهم سوى عبد الرحمن بن معاوية والذي يُلقب باسم عبدالرحمن الداخل .

تمكن عبدالرحمن بن معاوية من الفرار بعد نجاته من المعركة ؛ فاتجه إلى بلاد الأندلس ، وهناك استطاع أن يكوّن قوة مكنّته من تأسيس الدولة الأموية الثانية .

"
شارك المقالة:
83 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook