قصة معركة ذات الصواري

الكاتب: ولاء الحمود -
 قصة معركة ذات الصواري

 قصة معركة ذات الصواري.

 

تقدم معاوية بن ابي سفيان والي الشام الي خليفة المسلمين عثمان بن عفان يطلب منه اعداد حملة بحرية كبري لفتح جزيرتي قبرص ورودس، وفر عثمان طويلاً في هذا الطلب، ففي عام 648 م وقت ان تقدم معاوية بطلبه لم يكن للمسلمين خبرة كافية بفنون القتال في البحر، ومن ثم خاف عثمان من تلك المغامرة، وقال لمعاوية : انني اوافق بشرط عدم اجبار احد علي ركوب البحر، ويقتصر الامر فقط علي المتوطعين الراغبين من جند المسلمين، وعلي الفور بدأ معاوية بن ابي سفيان يجهز حملته، فقام بجميع فريق ضخم من الصناع المهرة ليصنعوا السفن المطلوبة، ثم اعلن عقب ذلك نقير الحرب وطلب متطوعين لأداء تلك المهمة الصعبة .

 

وكانت المفاجأة الكبري التي لم يكن يتوقعها احد هي تلك الاعداد الهائلة من المتطوعين التي جاءت تطلب الاشتراك في الحملة، جموع غفيرة توالت من كل مكان لتكتمل الاعداد المطلوبة للحملة في وقت وجيز، وعلي الفور بدأ التدريب والاعداد، ثم قرر معاومة خروج الحملة تحت قيادة القائدين : ابي قيس الحارثي وعبد الله بن ابي سرح، وهما من قادة المسلمين الأبطال .

 

وابحرت مراكب المسلمين تحمل العدة والعتاد صوت قبرص وعند مشارفها برزت مراكب البيزنطين لتتصدي لهذا الهجوم البحري الكبير الذي ينظمه المسلمين، فقد كان البيزنطيون هم سادة البحر وملوكة آنذاك ومن الخطوة بمكان ظهور اي قوة بحرية اخري علي مسرح الاحداث، من هنا حشد البيزنطيون اكبر حشد بحري للرد علي حملة الفتح الاسلامي وصدها، تدور الحرب سجالاً بين الطرفين فيستشهد القائد ابو قيس الحارثي ويكمل المعركة عبد الله بن ابي سرح، الي ان ينتصر جند المسلمين في النهاية ويتم فتح جزيرة قبرص .

 

ومنها تنتقل جيوش المسلمين بكافة عتادها ومعداتها صوت جزيرة رودس لفتحها هي الاخري، الا انه بعد هذا الفتح ثارت ثارة البيزنطيين فأعلن قسطنطين بن هرقل القائد البيزنطي الشهير انه سوف يجهز حمله بحرية كبري يقضي بها علي كل نقود المسلمين في البحر، وبالفعل اعد القائد البيزنطي حمله من 600 سفينة وقاد الحملة بنفسه في عرض البحر المتوسط وعلي الطرق المقابل تقدم القائد المسلم عبد الله بن ابي سرح بمائتي سفينة، ليلتقي الطرفان عند منطقة قريبة من شواطئ الاسكندرية .

 

800 سفينة تقاتل وجهاً لوجه في اكبر معركة بحرية يشهدها التاريخ الاسلامي، بدأت الجولة الاولي بتبادل السهام كل يتحين الفرصة من بعيد لاصطياد خصمة، واستمر الحال هكذا الي ان انهي كل فريق مخزونة من السهام، وهنا بدأ المسلمون جولتهم الثانية فاتجهوا ناحية سفن عدوهم والصقوا سفنهم بها لتتحول السفن جميعاً الي ساحة متصلة، لا تختلف كثيراً عن اي ساحة اية معركة برية اخري .

 

وتلتحم الصواري جميعها مكونة تشكيلاً ضخماً ولذلك اطلق علي المعركة اسم ذات الصواري، اي المعركة التي اشترك فيها عدد كير من صواري المراكب المنتشرة، ويضع المسلمون في اعتبارهم ان هذه المعركة هي اصعب اختبار لهم وعلي اساسه يمكن ان تتسع الدولة الاسلامية لتمتد من نهر جيحون شرقي فارس الي المحيط الاطلسي علي الساحل الغربي لبلاد المغرب، ومن المحيط الهندي جنوباً الي بلاد القوقاز وبحر قزوين والبحر الاسود شمالاً .

 

ويدور القتال بالخناجر والسيوف والحراب حتي يتحول لون البحر الي اللون الاحمر من كثرة الدماء التي تختلط بمياهه، ويدرك القائد البيزنطي ان قواته قد انهزمت وخسرت الكثير من سفنها ومعداتها فيقفز الي مركب صغير يهرب به الي صقليه، الا انه يقتل هناك علي أيدى اهلها الذين عاقبوه علي هزيمته وهربه ، وبقتل قسطنطين تنهار القوات البيزنطية الباقية وتستسلم معظمها، فيكمل المسلمون المعركة حتي النصر لتصبح لهم سيادة البحر بعد ذلك، يتجهون فيه نحو اي مكان دون عائق .

 
شارك المقالة:
155 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook