تلك الحرب التي شهدت أول تحالف بين العرب ومملكة إسرائيل ، عندما قام الآشوريين بشن هجوم على الآراميين المتواجدون بأرض الشام قبل ألفين وثمانمائة عام تم ذكر العرب لأول مرة بالتاريخ وكان ذلك من ضمن تحالف يشكل مملكة إسرائيل وعدد من الممالك الأخرى ضد الآشوريين وكانت من التحالفات القوية التي هزت العالم .

فمع صعود القوة الأشورية داخل العالم القديم وصعود الملك شلمنصر الثالث الملك الآشوري لسدة الحكم والذي كان معروف عنه حسن القيادة والقوة القتالية ، كرس كل جهوده من أجل توسيع مملكته توجه تحو غرب نينوى ببلاد الشام ، كما أن الآشوريين كانوا يتجولون بحرية في جبال أمانوس ولكن هذا التوسع لم يجلب أي استقرار داخل المنطقة وجعل المنطقة في حالة من الغليان ولذلك قام عدد من ملوك وحكام الدول بالتجمع وتعاهدوا على محاربة الآشوريين وكان ذلك بمثابة أولى التحالفات في التاريخ القديم .

وبالفعل ساعد التحالف هذا على زعزعة الاستقرار بالمدن التابعة للمملكة الآشورية ، مما ازعج الملك الآشوري وقرر الدخول معهم بحرب لإثبات أنه هو القوى الأقوى ، بالفعل غادر الملك شلمنصر نينوى عام 853 قبل الميلاد على رأس جيوشه من أجل مواجهة الغرب .

وبالفعل اكتسح كل المدن التي أراد أن يدخلها وسيطر عليها ، وكان هدفه هو السيطرة على المدن حتى نهر الفرات ، وأدى ذلك لتوافد الهدايا عليه من المدن التي أعلنت الخضوع له بلا أي قتال ، بعدها سيطر على حلب ودخل قلعتها الشهيرة وأطاح بالإله حدد على رأس قمتها ، ثم قاد جيوشه ناحية الجنوب لمملكة حماة لسيطرة عليها ، ثم توجه إلى قرقر الواقعة على نهر العاصي حطم الأشوريين المدينة وأحرقوا الجسور فتحالف عدد من الملوك لسيطرة على الملك الأشوري .

فقام الملك حدادزير بجتميع 20000 جندي و1200 فارس و1200 عربية حربية ، وملك حماة الملك إروليني ومعه 700 عربية حربية و700 فارس وعشرة ألاف جندي ، والملك أحاب ملك إسرائيل ارسل له 2000 عربية ومدينة جيل 500 جندي ومدينة شيانو 30 عربة حربية ، مدينة أوسنطة 200 جندي ، ومدينة سومور 1000 جندي .

وحدثت المعركة وتمت هزيمة قوى التحالف هزيمة ساحقة من قرقر لمدينة جيلزاو وتم ذبح نحو أكثر من عشرة ألاف جندي ، وفر الجنوب من المعركة وأغلق نهر العاصي بجثثهم ، وخاص شلمنصر حربًا أخرى عام 849 قبل الميلاد ضد مدينة كركميش ومدينة أرباد وانتهت المعركة بانتصار كبير لآشوريين وفي عام 845 قبل الميلاد حدثت معركة أخرى مع قوى التحالف انتهت بالهزيمة وتمشطب اسم قوى التحالف من التاريخ تمامًا .