قصة مغامرات تحت المطر

الكاتب: رامي -
قصة مغامرات تحت المطر

قصة مغامرات تحت المطر

 

أنا ماجي فتاة صغيرة في الثانية عشر من عمري ، وقعت لي قصة غريبة منذ زمن طويل سأحكيها لكم ، بدأت القصة عندما ذهبت لزيارة عمتي نينا حيث كانت تعيش في منزل قديم مع فناء كبير تكسوه العديد من الزهور ، لقد أحببت البقاء مع عمتي نينا كثيرًا لأنني كنت استطيع اللعب في حديقتها في الصباح الباكر ، وكنت أساعدها يوميًا في أمور الطهي ، وقبل كل شيء كنت أتناول وجبة الإفطار في السرير .

كانت دائماً تضع سريري أمام جدار في غرفة نومها و هناك اعتدت أن أنام كل ليلة ، وكنت أحب كثيرًا أن أنظر إلى بقعة رطبة كبيرة على الحائط ، وحاولت أن أصنع أشكالاً من تلك البقعة ، أشكالًا من الوجوه والشخصيات المحببة لي ، وفي إحدى الليالي  حدث شيء غريب جدًا ،  فجأة رأيت شيئًا غير عاديًا يخرج من هذا الجدار حيث بدا وكأنه شبح مصنوع من القطن ، إلا إنه كان مظلمًا مثل الظلام أو مثل الرعد .

وشعرت أن الشبح يلمس كتفي وعندما فعل ذلك ، تحول الشبح إلى سيدة رمادية بها من الجمال ما لا يصدق ، ثم في صوت عميق ولكن حلو قالت لي : مساء الخير ! اسمي هو العاصفة ولا تدعي لوني يخدعك ، أنا حقًا جنية طيبة جدًا هل تريدين أن تأتي معي ؟ قالت هذا وقدمت لي يدها .

كانت يدٌ نحيفة وشفافة وبها رائحة قطرات المطر ، لقد كنت مندهشة لدرجة أنني لم أتمكن من الإجابة ، الشيء التالي الذي حدث هو أنها حملتني ببعض القوة الخفية وأخذتني من دفء سريري ، ثم نقلتني عبر جدار غرفة النوم من خلال منتصف تلك البقعة الرطبة ، وقالت لي : “هيا تعالي ستحبين المكان الذي سنذهب إليه” .

وبدأنا في الصعود وارتفعنا إلى أعلى وحلقت بي الجنيه في الفضاء وأسرعت نحو السماء ، و كنا نتعرج عبر الهواء بينما خلفنا كانت توجد صاعقة تضرب وترعد ، والغريب أنني خلال كل ذلك لم أشعر بأدنى خوف وعلى طول الطريق كنت أرافقها بثقة تامة ، حيث كنت أمسك بيد الجنيه العاصفة والمطر يسقط علينا باستمرار  ، ويبدو أنه كان يأتي في موجات وينهمر بهدوء من خلال السماء .

بعدها ابتسمت العاصفة في وجهي وبدأنا في الهبوط بسلاسة كما صعدنا ، وتدريجيًا بدأنا في التراجع ثم نزلنا من خلال بعض الضباب الكثيف ،  وبعدها توجهنا نحو منطقة مليئة بالضوء وفي غمضة عين كنا نغوص تحت ضوء الشمس ، وكان حولنا سبعة شخصيات أخرى هم سبع جنيات أخريات ، كل واحدة منهم كانت جميلة وشفافة مثل العاصفة .

كل واحده منهم كانت حلوة ولطيفة ابتسم جميعهم في وجهي مثلما فعلت الجنيه الرمادية ، وبدلًا من العصا السحرية كان لدى كل واحده منهم فرشاة طلاء ذهبية رفيعة في يدها ولوحة للرسم في اليد الأخرى ، وعندما خرجنا من الضباب كنا محاطين بالزهور والنباتات والحيوانات وكل أنواع الأشياء ، ولكن كل شيء منهم كان عديم اللون تمامًا .

كل من الجنيات السبع أخذوا ريشتهم ونزلوا على زهرة ، أو نبات أو حيوان أو أي كائن من اختيارهم ، وشيئًا فشيئًا جلبت الجنيات اللون إلى المشهد حتى صار كل شيء في النهاية كما نراه اليوم ، كما رسمت صديقتي العاصفة بعض الدخان المتصاعد من المدخنة وحصانًا جميلًا ، وعدة طيور صغيرة  وقطة كانت ممتلئة جدًا وبراقة لدرجة أنها بدت وكأنها تمثال ذهبي .

حسنا ، لقد صدمت كثيرًا من كل هذا لدرجة أنني لم أستطع قول كلمة واحدة ، لكن كات خلفنا مفاجأة أكبر ، فعندما التفت إلى الوراء على الطريق الذي سلكناه  للوصول إلى هناك ؛ رأيت أنه ليس الا قوس قزح كان مكتمل مع كل ألوانه المتلألئة .

وفي هذه الأثناء أخذت العاصفة وصديقاتها بيدي وبدأنا في الرقص معًا ونحن نغني أغنية : “كم هي جميلة النباتات بعد المطر والزهور المنقوعة ، فكل شيء لامع تحت قطرات المطرات المتلألئة حتى معطفي الجديد ، نحن في دورية خفيفة ، وهذه هي أغنيتنا ! ”

لقد رقصت وغنيت معهم وهم يصفقون مع الإيقاع ، وأردت أن أسأل الجنيات الكثير من الأسئلة عندما انتهينا من الأغنية ، كنت سأسألهم ولكن في تلك اللحظة سمعت فجأة صوت عمتي نينا وهي تقول لي : حتى الآن مازلتِ تغني في نومك ، أعتقد أنكِ بحاجة إلى وجبة فطور جيدة ، هيا سوف أحضر لك بعض الشاي الساخن ، أرى أنك كنت تتمتعين برحلتك من خلال البقعة الرطبة؟

وبما أنّ فطوري أصبح باردًا وكنت سأتأخر عن المدرسة ، لم يكن لدي متسع من الوقت للإجابة عليها ، على أي حال ، ما زلت أعتقد أنه عندما تمطر العاصفة وأصدقائها فهم يأتون لزيارتنا ، ويتركون كل شيء يبدو مشرقًا طازجًا وجديدًا تمامًا كما ، لو كان قد تم رسمه بواسطة الجنيات .

القصة مترجمة عن :
Adventures in the Rain

قصة مغامرات تحت المطر

 

شارك المقالة:
68 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook