عالم الأشباح والأرواح مثير للدهشة حقًا ، على الرغم من ندرة المحاولات المبذولة في سبر أغواره ، إلا أن بعض تلك المحاولات لا تكن سوى مواهب ، أو مجرد ملكات لدى البعض ممن يطلق عليهم وسطاء روحانيون ، هم فقط من استطاعوا أن يخوضوا في هذا العالم الغامض ، ويتواصلوا مع الأرواح الراحلة ، ليعرفوا منها بعض الأسرار المطوية ، ونقل رسائلهم إلى الأحياء ، أو الإنذار من كوارث متوقعة الحدوث وغيرها من تلك الأمور ، وقصة آشلي هول هي واحدة من تلك القصص ، التي ساعد الوسطاء الروحانيون على حلها ، وهذه قصتها .

آشلي هول فتاة عشرينية ، تعمل في أحد الملاهي الليلة كراقصة تعري ، بمدينة كولومبوس بولاية أوهايو الأمريكية ، وفي أحد الأيام خرجت آشلي إلى العمل ، ولكنها لم تعد كعادتها إلى المنزل مثل كل يوم ، مما تتسبب في قلق أسرتها الشديد ، ولكنهم قاموا بالتواصل مع كافة أصدقائها وأقاربهم ، وأفراد العائلة واحدًا تلو الآخر علها تكون لدى أحدهم ، ولكن أيًا منهم لم يرها .

اضطرت أسرة آشلي للإبلاغ عن اختفائها عقب مرور ثمانية وأربعون ساعة من اختفائها ، وهنا تحركت دوريات الشرطة ورجال التحقيقات للعثور على الفتاة المختفية ، وأول من اشتبه به رجال التحقيقات هو صديق الفتاة ، والذي يدعى روبرت ماك مايكل ، وذلك لأن آشلي كانت قد قدمت ضده بلاغًا من قبل ، أبلغت به أن روبروت يهددها بالقتل ، وأنه قد ضربها بشدة ، ولكنها سحبت هذا البلاغ بعد ذلك وعادت العلاقة بينهما من جديد .

وهنا داهمت الشرطة منزل روبرت ، ولكنهم لم يجدوا دليلاً ماديًا ضده على قتل الفتاة ، فتم إخلاء سبيله لعدم توافر الأدلة ، وهنا قامت أسرة الفتاة المختفية بنشر إعلانًا ، عن مكافأة لمن يدلي بأية معلومات بشأن ابنتهم المختفية ، وعلى الرغم من ذلك لم يظهر أي جديد بشأن القضية ، وقيدت ضد مجهول وأغلقت القضية ملفها .

وعقب مرور بضعة سنوات ، ظهرت سيدة تدعى كريستي ، قامت بالاتصال برجال الشرطة وأخبرتهم أنها قد رأت آشلي في أحلامها وأنها تعرف مكان جثتها وأن الفتاة قد قتلت بالفعل ، ولكن ضابط الشرطة تعامل معها باستخفاف ، وقام بإعطائها هاتف أسرة آشلي للتواصل معهم بعيدًا عنه.

قامت كريستي بالتواصل مع أسرة آشلي وأخبرتهم مثلما أخبرت رجل الشرطة ، وأخذت منهم عنوان منزلهم ، وقامت بالسفر إليهم من ولاية ميتشجان حيث تقطن ، وحتى ولاية أوهايو حيث تقطن أسرة آشلي ، وأخبرتهم عقب وصولها بما رأته .

قالت كريستي لأسرة آشلي ، أنها تعمل وسيطة روحانية وأنها أثناء نومها ، قاطعها شبح فتاة في العقد الثاني من العمر ، وكانت عبارة عن شبح رمادي اللون وشفاف أيضًا ، وأخبرتها بأن تبلغ أهلها بأنها قد قتلت ، وأرشدتها إلى مكان مدفنها ، وهنا لم تكن كريستي تعلم اسم الفتاة أو شيئًا بشأن قضيتها ، ولكنها عندما استيقظت قامت بالبحث على شبكة الإنترنت عليها تجد شيئًا ، وهنا تفاجأت كريستي بصورة آشلي وقضيتها ، وتعرفت عليها .

قامت الأسرة بإبلاغ رجال الشرطة بما حدث ، وقادتهم كريستي نحو المكان الذي أشارت إليه الروح ، وبالبحث وجد رجال الشرطة أنفسهم في الباحة الخلفية لمنزل روبرت ماك مايكل ، المشتبه الأول به بالقضية والذي كان قد أطلق سراحه من قبل ، ولكنهم تراجعوا عن تفتيش الحديقة نظرًا لأنهم لن يستطيعوا استخراج أمرًا بالتفتيش ، بناء على كلمات قالها شبح !

أصرت كريستي على أن لفتاة مدفونة في تلك الأرض ، إلا أن رجال الشرطة رفضوا استكمال ما بدؤه ، وهنا اضطرت كريتسي أن تعود إلى مدينتها ، عقب أن ودعت العائلة وهي تؤكد لهم أن ابنتهم مدفونة في تلك الأرض .

مرت بضعة أشهر ، حدث خلالها تطورات هائلة أعادت فتح القضية مرة أخرى ، حيث تم اعتقال روبرت ماك مايكل إثر قيامة بقتل والدته وصديقها ، حيث قام بخنق والدته حتى فاضت روحها إلى بارئها ، ثم قام باستدراج صديقها إلى المنزل ، وقام بقتله ضربًا بالفأس فوق رأسه حتى هشمها ومات .

وعلى الرغم من محاولاته تنظيف آثار الجريمة ، إلا أن بعض الدماء بقيت على ثيابه ، بالإضافة إلى شهادة بعض شهود العيان ، الذين باع لهم روبرت بعض الأغراض والمسروقات الخاصة بوالدته ، وهنا تم الإيقاع به وألقي القبض عليه .

وهنا فاجأ روبرت رجال الشرطة ببعض الأمور الأخرى في قضية آشلي ، في مقابل تخفيف الحكم ، حيث أخبرهم أنه هو من قام بقتلها ودفنها في حديقة المنزل ، ثم وضع فوقها بعضًا من الأسمنت الممزوج بمواد أخرى ، وتلك المواد هي التي ضللت كلاب الشرطة ، في العثور على الجثة حيث عملت على إخفاء الرائحة .

بالفعل وجد رجال الشرطة جثة آشلي كما أشار روبرت ، وتبين لاحقًا أنه نفس المكان الذي أخبرتهم به كريستي ، وهنا أدين روبرت في ثلاث قضايا بالقتل ، وتم الحكم عليه بالسجن المؤبد دون الحصول على العفو. وطلبت شقيقة آشلي أن يتم إحراق جثة شقيقتها حتى تضعها بجوار قبر ولدتها ، التي رحلت دون أن تعرف مصير ابنتها الحقيقي .