قصة من أين لك هذا ؟

الكاتب: رامي -
قصة من أين لك هذا ؟

قصة من أين لك هذا ؟

 

من أين لك هذا ؟ جملة كثيرًا ما نرددها ويرددها غيرنا في كثير من المواقف التي تتعلق بالثراء السريع ، أو ظهور النعمة المفاجئة على الناس ، دون أن نعلم أن هذه العبارة الشهيرة لأمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فهو أول من قالها .

وقد وردت قصة تلك العبارة في كتاب العقد الفريد ، حيث جاء فيه أن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وصل إلى مسامعه أن واليه على مصر سيدنا عمرو بن العاص رضي الله عنه قد كثرت أمواله ، حيث كان الفاروق رضي الله عنه وأرضاه يرسل الجواسيس إلى ولاته كي يتأكد من أدائهم ويطمئن على أحوالهم وأحوال المسلمين في عهدهم .

ولما بلغه أمر ثراء بن العاص كتب إليه قائلًا : (بلغني أنه قد فشت لك فاشية من إبل وبقر وغنم وخيل وعبيد، وظهر لك من المال ما لم يكن في رزقك ، ولا كان لك مال قبل أن استعملك فمن أين لك هذا ؟ وقد كان عندي من المهاجرين الأولين من هو خير منك فاكتب لي وعَجِّل .

فرد سيدنا عمرو بن العاص رضي الله عنه على كتابه قائلًا : (فهمتُ كتاب أمير المؤمنين .. وأما ما ظهر لي من مال فإنّا قدمنا بلاداً رخيصة الأسعار كثيرة الغزو ، فجعلنا ما أصابنا من الفضول فيها ، والله لو كانت خيانتك حلالاً ما خنتك وقد ائتمنتني، فإن لنا أحسابًا إذا رجعنا إليها أغنتنا، والله يا أمير المؤمنين ما دققت لك بابًا، ولا فتحت لك قفلًا) .

فلما وصل الكتاب إلى يد أمير المؤمنين رضي الله عنه ، كتب لابن العاص ثانيةً وقال في كتابه : إني لست من تسطيرك الكتاب وتشقيقك الكلام في شيء ، ولكنكم معشر الأمراء قعدتم على عيون الأموال ، ولن تقدموا عذرًا، وإنما تأكلون النار وتتعجّلون العار، وقد وجَّهت إليك محمد بن مسلمه فسلِّم إليه شطر مالِك (أي يقصد بذلك نصف مالِك) .

وقد فعل هذا سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع العديد من ولاته ؛ الذين اشتغلوا في التجارة ؛ حتى يطمئن على مال المسلمين وبناء الدولة القوية ، التي تعتمد على الحكام الأمناء راعيين شئون الدولة ومدبرين أمورها ، أما من كان يعلم منه اختلاسًا فكان له شأن آخر !

قصة من أين لك هذا ؟

 

شارك المقالة:
72 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook