قصة من سلسلة انا وسجى

الكاتب: ولاء الحمود -
 قصة من سلسلة انا وسجى

 قصة من سلسلة انا وسجى .

 

لاحظت الام فى ذلك اليوم ان سجى تقف امام المرآة كثيرا وتذهب وتصفف شعرها وتعود وتنظر بالمرآة مرارا قالت الام فى استغراب!  ماذا بك حبيبتى؟

أجابت سجى بعد تردد ،.. اريد ان اكون جميلة يا امى، حتى لا يسخر منى احد كما يحدث مع صديقتى فريدة، فهى تحزن كثيرا من سخريتهم وتبكي دوما. لان  بشرتها سوداء وشعرها مجعد

احتضنها امها وقالت :- حبيبتي أخبرى صديقتك  ان لا أحد يراها قبيحة سوى من يشعر بنقيصة بنفسه فيحاول ان ينقص من شأن غيره.
أخبريها انها ما دامت على خلق ولا تعصى الله فهى جميلة الجميلات،
حبيبتى كلنا خلق الله، خلقنا جميعا فى احسن تقويم، برغم اختلافنا، واختلاف اشكالنا والواننا لحكمة يعلمها الله وبالتأكيد فيها خير لنا.
قالت سجى :-  لكن فريدة حزينة دوما يا امى ، وتبكى كلما سخر احد من شكلها..
قالت الام :- عندى قصة، سأحكيها لك  حبيبتى وعليك أن تقصيها لصديقتك فريدة.
ربما عرفت بعدها ان ما قد نظنه شر لنا يكمن فيه الخير الكثير. هكذا أخبرنا الله عز وجل.
فلتصلى على النبى،
قالت سجى ، عليه افضل الصلاة والسلام.

 

وبدأت الام تحكى….
كان ياما كان
يُحكى أنّ هناك نعجتان  كانتا تعيشان في مزرعة  صغيرة يمتلكها بعض الفلاحين، وكانت إحدى النعجتين سمينة قوية  كثيرة اللحم، وصوفها لامع  نظيف وغزير ، صحتها وجسمها أحسن حال،

 

أمّا الأخرى فقد كانت على عكسها تماما هزيلة وضغيفة  ودوما مريضة ، وصوفها  باهت خفيف ولا يكاد يغطي جسدها الضعيف، النحيل، وكلّما كانت النعجتان تذهبان  معا للرعي في الحقل المجاور للمزرعة. تبدأ النعجة السمنة بإذلال  ومعايرة صديقتها المسكينة  الهزيلة قائلة: “أنظري إليّ أيتها النعجة النحيلة المريضة دوما ، أصحاب المنزل يحبونني  ويقولون ان لا أحد يرانى الا ويعجب  بى ويتباهون بجمالي وصحّتي وصوفى الغزير اللامع  أمام الجميع ، ولقد سمعتهم مرارا  يقولون إن ثمني يساوي أضعاف ثمنك البخس أيتها المسكينة “

 

وفي كلّ مرّة تخرج النعجتان معا  للمزرعة  ،  تعيد النعجة السمينة  تصلطها وقولها  نفسه على النعجة الهزيلة، فتحزن كثيرا كثيرا  النعجة الهزيلة المسكينة وتشعر بالقهر والإذلال، وتحاول أن تأكل أكثر  من طاقتها حتى تزداد وزنا ويلمع صوفها و تصبح كصاحبتها السمينة وبقي الحال كما هو، حتى جاء ذات يوم أ،حد الجزّارين إلى صاحب المزرعة، يريد شراء إحدى النعجتين، فأخذ يتفحّص لحمهما وصوفهما، وما ان رأى قوة وجمال النعجة السمينة، حتى وقع اختياره علىها فى الحال ، فدفع ثمنها دون أن يساوم صاحب المزرعة  كثيراً، فقد كان عليها من اللحم والشحم  والصوف ما يجعل الصفقة رابحة وزيادة   بأيّ سعر، ودفع مبلغاً كبيراً من النقود ثمناً للنعجة السمينة، كانت النعجة السمينة تنظر  لما يجري بين مالكها والجزّار، ولمّا رأت أنه قد دفع الثمن وهمّ أن يأخذها معه، حتى شعرت بالرعب وذهبت  مسرعة إلى صديقتها النعجة الهزيلة وهي تبكي لشدّة الخوف، ولمّا لقيت صديقتها قالت بصوت مرتجف متقطع : “أخبريني يا أختاه، من هذا  الرجل صاحب السّكين الذي تفحّصنا قبل قليل ودفع المال الكثير  لمالكنا؟” فابتسمت النعجة الهزيلة، وبدت على ملامحها علامات الانتصار لأول مرة ، وقالت للنعجة السمينة بكل ثقة: “دعيني وشأني أيتها النعجة السمينة الجميلة غزيرة الصوف، واتركي النعجة الهزيلة تندب حظّها  العاثر؛ فأنا كما كنت تقولين عني دائما: نعجة هزيلة مريضة استحق الشفقة، واهتنى  الآن بشأنك وإلى ماوصل  إليه حالك بسبب الغرور والاستهزاء والسخرية من  الغير.

 

يااااااه يا أمى.. لقد تغيرت نظرتى تماما لكل شئ، بعد سماعى تلك القصة، أيعقل ان ما نظنه شر واذى نكتشف فيما بعد   أن فيه كل الخير. انا سعيدة جدا يا امى وكذلك صديقتى فريدة بالتأكيد لن تغضب ثانية وستحب نفسها كما هى، فنحن جميعا خلق الله الذى احسن  كل شئ خلقه، هكذا قالت سجى لأمها بعد سماع القصة.

ابتسمت الام وقبلت ابنتها وقالت صدق الله العظيم حين قال فى كتابه العزيز

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ

صدق الله العظيم

 

ما اروعك امى احبك كثيرا، هكذا قالت سجى وهى تضع أروع قبلة على خد امها.

 
 

 

شارك المقالة:
184 مشاهدة
المراجع +

الكاتبة منى مطر

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook