قصة من يسأل يتعلم

الكاتب: رامي -
قصة من يسأل يتعلم
دائمًا أحب أن أسأل أحب أن اتعلم واستفهم عن كل ما شيء تقع عيني عليه ، فأمي تقول أنت كثير الفضول ، أسألتك لا تنتهي جدتي تقول أيضًا وهي تصحح لها ، لا تقولي أنه فضولي قولي إنه يريد أن يتعلم ، ومن لا يسأل لا يتعلم .

في ذلك الصباح كنت ذاهب إلى دار جدي إنها في الطرف البعيد من المدينة ، الحافلة التي ركبتها كانت مزدحمة وهناك رجل يشاركني في المقعد ، كان يلاصقني تمامًا وعلى الرغم من أن التدخين ممنوع في الحافلة ولكنه كان يدخن لفافة طويلة من التبغ ينفث منها دخان كريه ومزعج وضعت كفي على أنفي تفاديًا لرائحتها المنفره ، الرجل مستمر في نفخ الدخان غير مبالي بشيء ، شعرت بالخوف وتململت في جلستي .

وتمنيت أن يصعد مفتش الحافلات في تلك اللحظة ، وأن يعاقبه بغرامة مالية وكانت هناك ورقة في صدر حافلة الركاب تنبه إلى ذلك غير أن الرجل لم يكن يلتف إليها ، وقد أسرعت بالنزول قبل أن أصل المكان الذي أريد الذهاب إليه الذي يوصلني لدار جدي ، فكنت أريد التخلص من هذا الرجل المدخن في هذه الحافلة المزعجة المزدحمة .

وفي دار جدي احسست بالسعادة هبت نسمات لطيفة وهادئة ، صافحت وجهي وقلت لجدي ما حكاية تلك اللفافة التي يتعلق بها بعض الناس يا جدي ابتسم بهدوء ثم ربط على كتفي قائلًا هذه اللفافة لها حكاية طريفة بدأت في إحدى المدن الصغيرة مدينة صغيرة هادئة تقع في وسط سهول وجبال وغابات وهوائها منعش وأهلها يعملون بهمة ونشاط .

جاءهم ذات يوم تاجر غريب يبدو أنه انتهز فرصة ازدحام الناس في السوق ، وكان يحمل كيس من التبغ وفي ساحة السوق صنع لنفسه لفافة تبغ غليظة ، ثم أشعلها وبدأ يدخن أمام دهشة الناس وكان ينادي تعالوا تعالوا هذا تبغ له مذاق لذيذ ، تعالوا دخنوا ، اقترب بعض الشبان وتنالوا اللفافة المشتعلة وقلدوا الرجل التجار غير أنهم كانوا ينفثون دخان يضعون أكفهم على صدورهم ويسعلون ويرحلون يقولون لم يبقى إلا أن ندفع نقود لنختنق بها .

بوح صوت التاجر وهو ينادي ، سأبيع هذا التبغ بالثمن الذي اشتريته به ، لن أربح شيئًا تعالوا دخنوا ، ولم يأتي مشتري واحد والكيس في مكانه لم ينقص شيئًا لكن التاجر لم يأس فقد أخذ يصرخ هذه المرة ، وهو يحلف بأغلظ الأيمان ، من يدخن من تبغي لا يعضه كلب من يدخن من تبغي لا يسرق بيته سارق ، من يدخن من تبغي لا يهرم أبدًا وأنا أقسم على ذلك ، وحين سمع الناس ما سمعوا أقبلوا عليه يشترون ، حتى فرغ الكيس وانصرف التاجر ظافرًا مرت سنة كاملة ورجال المدينة الجميلة قد تغيروا بوحت أصواتهم وشحبت وجوههم وفطرت همتهم وقل نشاطهم ، كانوا يسعلون إذا مشوا ويلهثون في الطرقات ، لقد تغيروا كثيرًا .

وأبصر رجل من أهل المدينة التجار فجره وأراد أن يفضحه لأنه خدع الناس وقال له أيها التاجر الظالم أي أذى ألحقته بنا أنظر حولك وكيف تقسم وأنت تكذب فقال التاجر بخبث لم يكن قسمي كاذبًا أتعرف لماذا لا يعض الكلب مدخنًا لأنه سيكون متوكئ على عصا والكلب يخاف من العصا وحامل العصا ، ولماذا لا يسرق داره سارق لأن سعال المدخن لا ينقطع طوال الليل فيظن أنه مستيقظ أما لماذا لن يشيخ فالمدخن لن يعيش حتى يكبر ..

شارك المقالة:
65 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook