قصة موائد رمضان في المملكة

الكاتب: رامي -
قصة موائد رمضان في المملكة
تحتفل المملكة هذه الأيام بشهر رمضان المبارك الذي أقبل علينا منذ أيام قليلة ، وتختلف طقوس هذا الشهر الكريم من مكان لأخر ولكنها تتسم جميعها بروح الكرم والعطاء التي تسود الأجواء الرمضانية الطيبة ، فنجد الموائد الرمضانية منتشرة لخدمة حجاج بيت الله الحرام وغيرهم من الصائمين ، ولا تقتصر تلك الموائد على الإفطار فقط بل تمتد وتشمل السحور أيضًا ، فالكثير من أبناء المملكة يتسابق في هذا الشهر الكريم لنيل الثواب والأجر .

الطقوس الرمضانية بالمملكة :
وهناك بعض العادات والطقوس التي تستقبل بها المملكة شهر رمضان ، ومن أهمها إقامة الاحتفالات وترديد الأهازيج الشعبية في أواخر شهر شعبان بالإضافة إلى رفع عبارات الترحيب بالشهر الكريم ، ويترقب بعدها الجميع رؤية الهلال حتى يتم التأكد من قدوم الشهر الجليل ، وتحتفل منطقة عسير بطريقة خاصة حيث يقوم أهلها بإشعال النيران على أسطح المباني ابتهاجًا بحلول شهر رمضان .

وخلال الشهر الكريم تتبع المملكة بعض العادات كتخفيض ساعات العمل مراعاة لأحوال الصائمين وتعطيل العمل بالمدارس تخفيفًا على الطلاب ، كما تنتشر البازارات لجمع الصدقات وتوجه الدعوة للمساهمة في إفطار المحتاجين والمساكين ، كما تنتشر الموائد الرمضانية التي تقدم أشهى وأفضل الأطعمة ويوزع الماء المثلج والعصير على مرتادي الموائد وغيرهم .

كما تقيم المملكة أيضًا إفطارًا خاصًا بالجاليات الإسلامية والعمالة الأجنبية الوافدة ، وذلك في الأماكن التي يتجمعون بها كأماكن العمل وغيرها ، ومن العادات الجميلة في المملكة أيضًا توزيع التمر ووجبات الإفطار الخفيفة على المسافرين والسائقين على الطرق أثناء المغرب .

ويلبس الكثير من أبناء المملكة ثياب الإحرام في النصف الثاني من الشهر لأداء العمرة ، وفي أخر عشرة أيام من الشهر يكتظ الحرمين الشريفين بالمعتكفين الذين يرغبون من نيل الثواب والفوز بالجنة ، ويجتهد الجميع في إحياء ليلة القدر في جميع أنحاء المملكة .

تاريخ الموائد الرمضانية :
يرجع بعض المؤرخين فكرة ظهور الموائد الرمضانية إلى عهد رسول الله سيدنا محمد صلّ الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين من بعده ، ولكن معظم الروايات أجمعت أنها بدأت في عهد أحمد ابن طولون حاكم مصر والشام الذي جمع على مائدته كبار وأغنياء الدولة ، ثم أمر بتنظيم موائد يجتمع عليها الفقراء والمحتاجين ، وبعدها انتقلت تلك الفكرة إلى العديد من الدول العربية .

موائد الإفطار في المملكة :
تختلف أطعمة الإفطار بالمملكة بالمقارنة مع بعض الدول الأخرى ، ففي منطقة الرياض يكون الإفطار عبارة عن التمر والقهوة العربية أولًا وبعض العصائر والمشروبات ، وبعد أداء الصلاة يتناول الصائمون الطعام الذي يتكون في المعتاد من الشوربة وبعض اللحوم والمشويات وبالطبع يكون طبق الكبسة المشهور على منتصف المائدة .

ولكن العديد يفضل الكبسة على السحور وهناك من يأكل الزبادي والفول أو الخبز مع الإدام وبالطبع لا تنسى الحلوى اللذيذة من أطباق الكنافة والسمبوسك بالإضافة إلى الجريش والمطامير والمثلوثة  ، أما في منطقة عسير وجازان فتتميز موائد الإفطار بنكهة خاصة تجمع بين الماضي والحاضر حيث تتكون موائد الإفطار  من مأكولات المفش واللقيمات والشوربة والعريكة أو الفتى كما تسمى في المنطقة .

أما في جدة فيجتمع أكثر من 3000 صائم من مختلف الجنسيات طوال الشهر الكريم على المائدةالرمضانية ، التي ينظمها أهل الخير في جامع الملك سعود بجدة ، وهو أحد أقدام الجوامع ذات التاريخ الحافل بالمنطقة ، وتقدم فيه أكبر مائدة رمضانية يزيد عدد الوجبات فيها عن 2500 وجبه متنوعة ، ويسهم في هذا العمل الخيري 200 فرد تقريبًا كلهم يتسابقون لعمل الخير في هذا الشهرالكريم .

شارك المقالة:
76 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook