قصة موقعة سبيطلة وفتح إفريقية

الكاتب: رامي -
قصة موقعة سبيطلة وفتح إفريقية
كانت الخطوة الأولى لفتح بلاد المغرب هي فتح برقة وطرابلس ، بعدما اتم العرب فتح مصر وعقدوا معاهدة الإسكندرية في 16 شوال عام 21هـ الموافق 17 سبتمبر عام 642م ، استقر عمرو بن العاص في العاصمة الجديدة الفسطاط ، ثم نهض للاستيلاء على برقة في أواخر عام 22هـ.

فسار بنفسه ووقع بين اللواتيين والهواريين قتال قصير ، من ثم استسلموا للعرب وعقدوا اتفاق مع عمرو بن العاص على أن يؤدوا الجزية وقدرها ثلاثة عشر ألف دينار في العام ، وعاد إلى مصر بعد ذلك بقليل قاد حملته لفتح طرابلس واستولى على قاعدته بعد قتال عنيف مع الروم والبربر ، ولكن اهتمامه كان موجهًا للتفاوض مع قبيلة نفوسة وعاد لمصر عام 25هـ وكانت تلك أخر فتوح القائدالعظيم عمرو بن العاص ثم عُزل بعدها ، ولكنه عاد إليها بزمن خلافة معاوية بن أبي سفيان عام 40هـ .

وكانت الخطوة الثانية لفتوح المغرب بعد هذا العام بأربع أعوام أيضًا على يد والي مصر عبدالله بن سعد بن أبي سرح ، استأذن الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه ، لمواصلة السير لفتح المغرب ، وأذن له عثمان رضي الله عنه بعد تردد .

فسار بقوة عسكرية عددها نحو 20 ألف رجل معظمهم من الفرسان واشترك معه عدد من أبناءالصحابة واتجه إلى افريقية ، الكثير من أبناء الصحابة كانوا يحملون اسم عبدالله لذلك سمي الجيش باسم جيش العبادلة ، ومن أشهر الذين شاركوا فيه عبدالله بن عمر بن الخطاب ، وعبدالله بن الزبير بن العوام ، وعبدالله بن عمرو بن العاص ، وعبدالله بن مروان.

وصلت طلائع الجيش العربي عام28هـ إلى إفريقية وفوجئ بها جرجير فاستعد للقاء ، ويقدر المؤرخون قوة الروم بمائة ألف مقاتل ، وكان اللقاء عند سبيطلة وانتصر العرب على عادتهم على الروم وتم قتل جرجير والكثير من رجاله وفر الباقون إلى السواحل ، وبدلًا من أن يعقد عبدالله بن سعد اتفاقًا مع أهل افريقية اتفق على دفع جزية وقدرها 20.000 دينار ثم عاد إلى مصر أواخر عام 29هـ ، ربما يكون الرقم صحيح أو خاطئ .

وكانت العودة السريعة بسبب الخلاف مع عبدالله بن سعد وأبناء الصحابة ، كانت الهزيمة للروم حاسمة ولم تعد لهم قوة كبيرة لأن ظروف الدولة البيزنطية كانت سيئة جدًا بسبب اضمحلال قوة خلفاء هرقل ، ولكن لابد من الذكر فقد أفاد البربر العرب في ذلك الغزو العربي فائدة كبيرة ، فقد استقلوا عن الرم ولم يعودوا يدفعوا لهم الجزية ، وشعر البربر أن الروم إذا عادوا سوف يعود العرب هم الآخرين وكان ذلك كله في صالحهم .

شغل العرب عن أفريقية الفتوح العامة وفتنة مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه ، ثم الحرب بين الإمام عليّ كرم الله وجهه ومعاوية ولم يتجدد نشاط الفتوح إلا بعد استقرار الأمر لمعاوية بن أبي سفيان عام 41هـ والذي سمي بعام الجماعة ، ولم يستطيع الروم استرداد افريقية .

أرسل معاوية عام 45هـ لإتمام فتح افريقية جيشًا يقودة معاوية بن حديج السكوني ، ولما وصلوجد الروم قد نزلوا بميناء سوسة ويقودهم القائد نفقور ، ولما سمع الروم عن قدوم المسلمين أسرعوا إلى سفنهم واستولى ابن حديج على مراكزهم و كانت تلك الغزوة من الغزوات التمهيدية لفتح المغرب فتحًا دائمًا .

شارك المقالة:
50 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook