قصة نبي الله ذو الكفل

الكاتب: رامي -
قصة نبي الله ذو الكفل
في قديم الزمان عاش نبي كريم هو ذو الكفل ، وذكر في القرآن مرتين الأولى في قوله سبحانه وتعالى : {وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين} {سورة الأنبياء: الآية 85} ، والثانية في قوله تعالى : {واذكر إسماعيل واليسع وذا الكفل وكل من الأخيار}  {سورة ص :الآية 48} .

وقد سمي نبي الله ذو الكفل بهذا الاسم ، لأنه تكفل للنبي الذي كان مبعوثًا في عصره بأن يخلفه في قومه إذا مات بثلاث أشياء : أن يقوم الليل ويصوم النهار ولا يغضب في القضاء ، لذلك جعل إبليس يقول للشيطان عليكم بذو الكفل أوقعوه في الذلل ، حاول الشيطان بكل جهده لكنه فشل ، ولم يستطع إيقاع ذو الكفل في الذلل أبدًا ، فقال إبليس : لعنة الله عليه سأتولى الأمر بنفسي ، وذلك لأنه يتمتع بقمة الخبث و الدهاء ، والذي علم بعض منه لذريته من الشياطين .

أتى إبليس في صورة شيخ عجوز وفقير ، إلى ذو الكفل حينما هيأ نفسه واتخذ مضجعه للقيلولة كي ينام قليلًا ، فهو لم يكن ينم الليل لأنه كان يعبد الله فقد كان يصلى في اليوم مائة ركعة ، وكان يقضي مع الناس حتى وقت الظهر ، وبعد ذلك يعود في وقت القيلولة للبيت ينام ، وبعدها يرجع ليقضى بين الناس إلى الليل وهكذا .

وكان لدى إبليس رغبة في إثارة غضب ذو الكفل عليه السلام ، حتى يوقعه في الخطأ ولهذا طرق إبليس باب ذو الكفل عليه السلام في ساعة  القيلولة ، وهي الساعة التي يستريح فيها ذو الكفل ، ولما فتح ذو الكفل الباب سأل الطارق : من أنت ؟  فقال : أنا عجوز كبير في السن وأتيتك في حاجة .

فسأله ذو الكفل : وما حاجاتك أيها الشيخ ؟ قال إبليس: إن بيني وبين عشيرتي خصومة كبيرة فقد جاروا عليّ وظلموني كثيرًا وفعلوا بي كل سوءٍ وشر ، واستمر يكلمه حتى جاء موعد القضاء ، وذهبت على ذو الكفل القيلولة ولم ينم ، فقال ذو الكفل عندما أذهب إلى مذهب القضاء فأتني آخذ لك حقك .

فانطلق وراح ولما كان في مجلسه ، ظل ينظر حوله باحثًا عن الشيخ فلم يره فقام من مجلسه وذهب للعبادة ، فلما كان الغد ذهب ذو الكفل ليقضي بين الناس في أمورهم ، وظل ينتظر الشيخ فلم يراه ، فلما رجع إلى بيته للقيلولة لينام قليلًا ، وبعد أن أخذ مضجعه دق الباب ، فقال ذو الكفل من هذا ؟ قال إبليس: الشيخ الكبير المظلوم .

فقام ذو الكفل من مضجعه وفتح له الباب قائلًا : ألم أقل لك إذا جلست في مجلس القوم فتعال إليّ ، فقال إبليس لذو الكفل : إنهم قومٌ خبثاء إذا علموا أنك جالس فى مجلسك قالوا سنعطيك حقك ، وإذا قمت من مجلسك جاحدوني ، قال ذو الكفل :  انطلق هذه الساعة وإذا ذهبت للقضاء فأتني ، ومرة أخرى فاتت القيلولة ذو الكفل .

فجعل ينظر الشيخ فلم يره فشق عليه النعاس ، لأنه لم ينم منذ يومين متتاليين ، فقال لأحد رجاله لا تدع أحد يقرب هذا الباب حتى أنام فإني قد شق عليا النعاس ، وأخذ مضجعه فجاء إبليس وأراد أن يطرق الباب ولكن الحارس استوقفه ، وقال له ما أنت فاعل ؟ قال إبليس إني أتيت ذو الكفل أمس وذكرت له أمري .

فقال الحارس : لا والله لا فقد أمر ألا ندع أحد يقربه ، فلما رأى إبليس عناد ذلك الرجل وتصميمه ، نظر متفحصًا للبيت فإذا به يرى ثقب فى البيت فدخل منه ، فإذا هو داخل البيت يطرق الباب من الداخل ، فاستيقظ ذو الكفل وقال أيها الرجل ألم أمرك أن لا يقربني أحد في هذه الساعة .

قال الحارس : والله لم يدخل من عندي ، فسأله من أين دخل فنظر ذو الكفل فوجد الباب كما أغلقه ، ولا يوجد مكان في البيت يستطيع هذا الشيخ الدخول منه ، فعلم أنه إبليس عليه لعنة الله ، فقال ذو الكفل ما أنت إلا إبليس : قال نعم وكل ما أردته أن أغضبك وأجعلك تخطئ ، وهكذا لم يستطيع إبليس أن يغير من صفات ذو الكفل ذلك النبي العابد الهادئ الذي كان قدوةً حسنةً في قومه .

شارك المقالة:
63 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook