استطاعت الصين تحقيق نجاح غير مسبوق ، في مجال الاقتصاد خاصة في العصر الحديث ، فتحولت من دولة كان أهلها يعانون من المجاعة ، إلى دولة تحتل المرتبة الثانية عالميًا في المجال الاقتصادي ، فتعد الصين مصنع الكرة الأرضية ، وطبقاً لكتاب الاقتصاد المتخفي the under covered economist .
تسلسل نهضة الصين في المجال الاقتصادي : من الجدير بالذكر أن معدل نمو اقتصاد الصين ، قد زاد بدرجة غير مسبوقة بل تم وصفه بأنه نمو صاروخي ، خاصة في العشر أعوام الأخيرة ، وكانت بدايات النمو على النحو التالي:
حكم ماو زيدونج لدولة الصين : في النصف الأول من القرن العشرين ، عانت الصين من الحروب الأهلية مع اليابان ، وفي عام 1949م ،انتصر النظام الشيوعي وأسس ماو زيدونج جمهورية شيوعية ديكتاتورية ، ولكنه كان مهتماً بتطوير الزراعة والصناعة ، لكن طبقاً فقط لآرائه الشخصية ، ونظراً لكونه حاكماً ديكتاتورياً ، وليس من حق أي شخص معارضته أو التدخل في قراراته.
مشروع الوثبة الأولى للأمام : قام ماو زيدونج بتأسيس مشروع الوثبة الأولى للأمام ، وكان هدف المشروع هو زيادة الإنتاج الزراعي في الصين ، واستغلال الأراضي الخصبة حتى يتحقق الاكتفاء الذاتي ، للصين من الغذاء بل وسعى أيضًا للتوسع في مجال الاستثمار الصناعي ، خاصة في مجال الصناعات الثقيلة مثل إنتاج الحديد والصلب .
طريقة ماو زيدونج في تنفيذ مشروعه : طلب ماو زيدونج من المناطق الشمالية ، والتي كانت معروفة يتركز الفحم بها ، بالعمل على بناء أفران حديد لإنتاج الحديد والصلب ، ووضع نسبة إنتاج محددة لكل منطقة ، حتى يجبر العاملين على الإنتاج بدون تراخي .
بل وفى مجال الزراعة طلب من كل المزارعين ، زراعة الأرز حتى تُحقق الصين ، اكتفاءً ذاتيًا ، ولكن لم تنجح تلك المشاريع ، وقل الإنتاج وعانت الصين من مجاعة أكبر ، ومات خلالها 30 مليون صيني .
حكم دينج زياوبينج لدولة الصين : بعد المجاعة قام ماو زيدونج بثورة ثقافية ، ليبعد رموز الفساد عن الحكم ، والذي اعتبرهم ماو زيدونج أنهم ليس لديهم أي ولاء وطني للصين ، ومن ضمن من قام باستبعادهم هو دينج زياوبينج .
وبعد وفاة ماو عام 1976م ، استطاع دينج أن يكون قائداً للصين في عام 1978م ، وكان هذا صاحبرؤية مختلفة تجاه تقدم الصين ، فكانت نظريته تعتمد على الإصلاحات التدريجية ، حتى لا يحدث صدمة كبيرة للمجتمع ، قد تتسبب في نتائج عكسية ، مثلما حدث في عهد ماو .
التطور الزراعي والصناعي فى الصين : في المجال الزراعي كانت الزراعة تتم في مزارع جماعية ، وغير مسموح لأي شخص بامتلاك مزرعة خاصة ، ووضع الحاكم حداً للإنتاج المحلي والتصدير الخارجي ، وحقق هذا النظام زيادة إنتاجية ، في مجال الزراعة بمعدل 10 % سنوياً .
بعد نجاح الإصلاح الزراعي اتجه إلى الصناعة ، وكانت كل الشركات في ذلك الوقت تخضع للقطاع العام ، فكان مديرين الشركات لا يسعون لزيادة الإنتاج ، لأنها لا تصب في مصلحتهم أي زيادة إنتاجية .
لكن أعطى الحاكم حافز للمصانع لزيادة إنتاجها ، حتى تتمكن من بيع الإنتاج الزائد في السوق الحرة ، ثم سعى لخلق منافسة بين المصانع للتحفيز على زيادة الإنتاج ، وبعدها سمح بالملكية الخاصة في الشركة ، والتي كانت تلك الفكرة غير موجودة مطلقاً في الصين ، بل وسعى إلى نظام خصخصة الشركات الحكومية الناجحة .
فتطورت الصناعة في الصين ، وبدأت تدخل مجال تصدير الصناعات مثل تايوان وهونج كونج ، وبنت الصين علاقات قوية مع تايوان وهونج كونج ، وبدأت الصين في التصنيع وبيع السلع إلى هونج كونج ، ومنها تصدر هونج كونج للعالم.
وأخيرًا تمكنت الصين من الاعتماد ذاتياً على اسمها في التصدير ، وبدأت الصين تنتج مصانع إلكترونيات وملابس وألعاب ، بالرغم كونها صغيرة في البداية ، ولكن كانت خطوة للأمام ، سعت الحكومة بكل جهدها للإصلاح والنمو .
الصين اليوم : أولًا : أصبح 80 % من ألعاب الأطفال ، في العالم مصنوعة بالصين . ثانيًا : تبلغ تكلفة شراء المتر المربع السكني ، في عاصمه الصين بكين 4000 دولار أمريكي . ثالثًا : القطار السريع الذي يصل مدينة بكين بمدينة شنغهاي ، تبلغ سرعته ضعف سرعة أسرع قطار ، في الولايات المتحدة الأمريكية. رابعًا : في عام 2025م تسعى الصين لبناء ناطحات سحاب ، ويمكن أن تبني 10 مدن مثل مدينةنيويورك . خامسًا : الصين هي أولى دول العالم في تصدير الأرز ، رغم أنها أولى دول العالم في استهلاكه أيضاً . سادسًا : أكبر مول تجارى في العالم ، يوجد في الصين .
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.