قصة نجاح عامل نظافة

الكاتب: رامي -
قصة نجاح عامل نظافة
الحياة إما أن تكون مغامرة جريئة أو لا شيء ، هذه أحد أقوال المشاهير الذين وصلوا إلى قمة مجدهم ، أولئك الذين ظلوا وراء أحلامهم وغاياتهم ، هم الذين صنعوا من أنفسهم مغامرين متحدين ثم أبطال ، نعم أبطال إنهم أبطال حكايتهم في كل سطر من سطورها ، فهم يرون معاناتهم مع الحياة وسخطها وقسوتها ولينها ، فتارة ضدهم وتارة محفزة لهم تارة تضيق وتارة تتسع وتبث فيهم الروح من جديد ، إنها الحياة منبع الألم ومستودع الأحلام منبع الخوف ومحراب القوة .

قصة اليوم تحكي عن التحول الرهيب الذي حدث في حياة عامل النظافة حيدر حليمي ، الذي استطاع أن يتحول من مجرد عامل نظافة إلى مالك لأكثر من 16 فرعًا للمطاعم السريعة في الإحساء، ويعد حيدر حليمي من الشباب المكافحين المثابرين الذين صمدوا أمام صعاب الحياة وسقطاتها ، حيث يعتبر هذا الشباب مصدر فخر لوطنه ولجميع الأوطان العربية  .

فقد عمل في بيع البليلة و الذرة وعندما تخرج من الثانوية بنسبة أقل من 70% ، اشتغل كأحدعمال النظافة في أحد المطاعم السريعة ، ثم عمل في غسيل الصحون ثم الطبخ ثم المحاسبة وتدرج في وظيفة بعد وظيفة حتى أصبح مديرًا للفرع ، فقد تجمعت لديه المهارة والخبرة معًا ، وتمكن من افتتاح أول فرع بدون أن يملك رأس مال ، ثم تطور الأمر وفتح 16 فرعًا خلال 5 سنوات يديرهابنفسه  .

وخلال نهاية 2016م امتدت هذه الفروع إلى ستة أفرع ، وذلك خلال خطته التوسعية فلم يقف عندمحلات البرجر الراقي ، بل امتدت خطته لتشمل البيتزا والعصائر الطازجة والأيس كريم والكوفي ، وجارى العمل على مخطط لفتح مجمعات أخرى تحوى جميع منتجاته تحت سقف واحد ، وبفضل كفاح سنين وتعب ليالي أصبح يدير أكثر من 80 موظفًا ولديه مشرفين ومدراء ومحاسبين ،ويعد تركيزه على السعودة من أولى اهتماماته  .

وتدور قصتنا حول هذا المواطن البسيط الذي استطاع تحويل حلمه إلى حقيقة ، فقد أمن بنفسه وبإمكانياته ، وترك العنان لمهاراته وقدراته فاستطاع أن يكون مصدر فخر لبلاده ، وأصبح قدوة يُحتذي بها فخلال عمله بوظائف بسيطة ، لم يشعر بالحرج أو ينفر من عمله كبائع بليلة وذرة ، حتى عندما عمل كعامل نظافة ظل هكذا حتى تقلد وظائف عليا ، واستطاع أن يملك سلسلة من المطاعم  .

ولم تكن الدراسة عائق في حياة حيدر ولا حتى نسبته التي حصل عليها في الثانوية ، كانت هي أساس تقدمه ونجاحه ، ولكن العامل الأساسي في تحقيق طموحاته وأحلامه أنه تعلم اللغة الإنجليزية ، ثم عمل على تطوير ذاته باستخدام الإبداع في كافة مجالاته ، فقد تميز ثم صبر ثم تحدى ثم واجه ، كل هذه العوامل جعلته رائد في مجال الوجبات السريعة  .

وفي النهاية يجب معرفة أن لكل إنسان طموح ، فيجب العمل على هذا الطموح لكي نستطيع الوصول إلى ما نتمنى وننول ما نريد ، ويجب علينا أن نغتنم الفرص حتى لو كنا نعتقد أنها لا تناسبنا ، فقد تكون هي الطريق إلى أحلامنا ، فقط نحتاج إلى عزيمة قوية وإصرار وصبر ومثابرة ، وكل ما تريده هذه الحياة هو الإيمان بالله عز وجل ثم الإيمان بالنفس والإيمان بقدراتنا ، مهما كنا نراها ضعيفة فنحن لا نعلم الغيب ، فقد جعل الله عز وجل لكل منا قدرة ما تؤهله لكي يصبح إنسان ناجح وصالح لمجتمعه مثلما فعل ابن المملكة حيدر حليمي .

شارك المقالة:
80 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook